"سيف القدس".. المعركة التي كسرت كل المعادلات وأعادت ثقة الفلسطينيين بالتحرير

شكلت معركة "سيف القدس" التي انطلقت في مثل هذا اليوم من العام الماضي، دفاعا عن القدس والأقصى، ونصرة لأهالي حي الشيخ جراح أمام عدوان الاحتلال، نقطة تحول مهمة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، ومثلت تطورًا نوعيًا في مسار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ونجحت المقاومة خلال المعركة في إفشال مخططات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى وكسرت هيبته، وتمكنت من ضرب استراتيجية جيشه وأجهزته الأمنية، وتآكلت قوة الردع الإسرائيلية، بفضل صمود شعبنا ومقاومته.

وخلال المعركة أطلقت المقاومة أكثر من أربعة آلاف صاروخ وقذيفة تجاه العمق الإسرائيلي، وسطّرت أرقى نماذج الصمود والبطولة في مواجهة همجية الاحتلال وعدوانه، لتعيد الثقة في الشارع الفلسطيني وروح جديدة على المواجهة والانتصار والتحرير.

ووصفت صحيفة يديعوت العبرية قصف المقاومة تجاه العمق الإسرائيلي آنذاك بأنه "هجوم لم يعرف مركز البلاد مثيلا له من قبل"، وعنونت باللون الأحمر العريض "البلد تحترق".

 

كسرت كل المعادلات

وحول الجانب العسكري والتكتيكي، قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد من الضفة واصف عريقات، إن "معركة سيف القدس كسرت كل المعادلات، وغيرت كل قواعد الاشتباك ولغت عقيدة الاحتلال بتحقيق الانجازات والانتصارات".

وأضاف عريقات، أن "المقاومة انتصرت للقدس والمقدسات وأهل الشيخ جراح، ووجهت انذاراً للاحتلال قبيل إطلاق الصواريخ في بداية المعركة".

وأكد على أن "المقاومة اختارت أهدافاً عسكرية وحيوية في حين استهدف الاحتلال المدنيين"، مشددًا على أن "التنسيق بين المقاومة في غرفة العمليات المشتركة انجاز يسجل لها، وكذلك لشعبنا الذي احتضن المقاومة وصمد رغم كل الآلام وسجل أكبر انتصار في المعركة".

وأشار عريقات الى أن "سيف القدس مرحلة تسجل في تاريخ النضال الفلسطيني، وهذه الانجازات سيبنى عليها"، مؤكدًا على أن "الفلسطينيون انتصروا في وحدة موقفهم أمام الاحتلال".

 

فرضت معادلات جديدة

ومن جانبه، قال المتحدث باسم لجان المقاومة في فلسطين محمد البريم "أبو مجاهد"، إن "معركة سيف القدس المباركة، محطة ملهمة أضاءت طريق الحرية والنصر والعودة لكل فلسطين من نهرها إلى بحرها".

وأضاف البريم، أن "معركة سيف القدس أثبتت وحدة شعبنا في ميادين المواجهة والاشتباك مع الاحتلال، واستطاعت فيها المقاومة أن تفرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة على العدو الصهيوني".

وأشار الى أن "المقاومة فاجأت العدو الصهيوني في كثير من محطات المعركة، وسيف القدس لا زال مستلاً في وجه هذا العدو"، مؤكدًا على أن "الاحتلال لن ينسى ما حصل في هذه المعركة، والمقاومة اليوم أصلب عوداً وما قبل معركة سيف القدس ليس كما بعدها".

وشدد البريم، على أن "العمليات الأخيرة في الضفة من بركات سيف القدس، والعدو هو أوهن من بيت العنكبوت ولن يمنع العمليات، ونحن بتنا إلى النصر أقرب بإذن الله".

 

أعادت الروح للفلسطينيين

وحول الجانب النفسي والاجتماعي، قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش، إنه "بعد معركة سيف القدس بدأت تلمس عودة الثقة في الشارع الفلسطيني، وروح جديدة أننا قادرون على المواجهة والانتصار".

وأضاف الأقطش، أن "المعركة حولت الصراع مع الاحتلال من تردد إلى يقين أن النصر قادم وأن الاحتلال أصبح قوة تقهر وتردع"، مشيرًا إلى أن "المعركة أسست لمرحلة القدرة والثقة بالنفس، وهي بدايات التحول لانتصار كبير بإذن الله".

ولفت إلى أن "هذه المعركة أكدت أنه بوحدتنا نستطيع تغيير المعادلة، وأن الاحتلال يمكن أن يُهزم"، منوهًا إلى أن "هروب المستوطنين من جبل صبيح نتاج لهذه المعركة التي بثت روح جديدة للمقاومة بالضفة، وأنهت مرحلة التوسع الاستيطاني بدون مقابل".

وأكد الأقطش، على أن "العمليات الفردية ترعب الاحتلال لأنه لا يمكن ملاحقتها، وبتقديري أن الانتفاضة لا زالت مستمرة ولم تتوقف"، مشددًا على أننا "أمام مرحلة جديدة وأرى نهاية هذا الاحتلال أقرب مما يعتقد الكثيرون".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة