توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 على استشهاد أحد منفذي عملية اقتحام مستوطنة "كرمي تسور" المجاهد القسامي أحمد بدوي المسالمة من بلدة بيت عوا بمحافظة الخليل، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة وجرح ستة آخرين.
ولد الشهيد أحمد المسالمة في بلدة بيت عوا بتاريخ 27/6/1967، وتزوج في شهر 6 عام 1985، واستشهد في 8/6/2002، ومثلت هذه التواريخ محطات مضيئة في حياة الشهيد، فقد كان ميلاده فرحة وزواجه فرحة واستشهاده سعادة سرمدية لا تنتهِ.
كان الشهيد أحمد يعمل تاجر أثاث قديم في بلدة بيت عوا جنوب غرب مدينة دورا في محافظة الخليل، قبل أن ينتقل إلى مدينة دورا ليستقر هناك، وله 5 أبناء وبنتان، وهم يحيى ومحمد وحمزة وعبد المحيي ومصعب وعيناء، وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات.
وانتمى أحمد لحركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1989، والتحق بركب الدعوة والتبليغ لمدة سنتين، وكانت مهمته في ذلك الوقت إيواء المطاردين الذين استشهدوا بين الأعوام 1992 و1995، وعُرف منهم كل من طاهر قفيشة وجهاد غلمة وحامد يغمور، وكان من أفراد مجموعته الشهيدين القساميين عبد الكريم المسالم وسليم مطاوع المسالمة من بيت عوا، وكانا أحب الناس إلى قلبه، وكان كثيرا ما يقوم بالمهمات الجهادية معهم.
تربى الشهيد في بيت يسوده الجو الدعوي والثوري والجهادي، وتعرض لملاحقة العدو وعيونه، ومع ذلك تمكن من تنفيذ عدد من العمليات الناجحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تنفيذ عمليات بطولية
تمكن شهيدنا القسامي من إطلاق النار على مستوطنة "شمعة" المقامة على أراضي بلدة السموع، لكن لم يقع إصابات لوجود حراسة مكثفة، إلى جانب تنفيذه عملية بيت شيمش، حينما قام بالتسلق على إحدى الأشجار وأطلق النار باتجاه حافلة تقل جنودا صهاينة، وقد نجا وقتها من الموت بأعجوبة، ولم يُعرف أيضا عدد الإصابات في صفوف جنود العدو.
ومن العمليات التي قام بها عملية مغتصبة "أدورا" في منطقة فرش الهوى غرب مدينة الخليل، والتي أسفرت عن مقتل خمسة صهاينة، نُفذت العملية بتاريخ 27/4/2002، وشارك فيها الشهيد المجاهد طارق رسمي دوفش 21 عاما والذي استشهد في نفس اليوم بعد أن نجحا في اجتياز الأسلاك والتنفيذ والعودة إلى مواقعهم، غير أن الشهيد طارق حينها أصر على الشهادة حتى نالها وقد استشهد في اشتباك مسلح خارج المغتصبة وقد سرت أنباء على أن هناك شريك ثان للشهيد دوفش وقد عُلم أنه الشهيد أحمد المسالمة.
موعد الشهادة
في الثامن من حزيران/ يونيو لعام 2002م، تمكن شهيدنا المجاهد من اقتحام مستوطنة "كرمي تسور" الواقعة بين مدينة حلحول وبلدة بيت أمر شمال الخليل، حيث تخفى بزي جندي صهيوني وكان برفقة مجاهد آخر قام بقطع الأسلاك الشائكة، ودخل إلى المغتصبة وظل يقاوم حتى قتل مستوطنين اثنين وجندي صهيوني، وعندما جاءت الوحدات الإضافية واصل اشتباكه معها حتى جاء جندي صهيوني من الخلف وأطلق عليه النار.
وقبل أسبوع من استشهاده، التقى شهيدنا المجاهد بأبنائه، وأوصاهم أن يتمسكوا بالصلاة والأخلاق الحميدة، وقالت زوجته إنه أوصاها بأن تربي أبناءها على الجهاد والاستشهاد حتى يلحقوا به في عليين وتقول إنه خرج ثم عاد إليها وطلب منها السماح بقوله: "سامحيني يا أم يحيى لقد تعذبت كثيرا معي وتحملتني وإنني احتسب ذلك في سبيل الله"، فقالت: "إنني أسامحك وفقك الله في كل عمل تقوم به"، ودعوت الله قائلة "رب ادخله مدخل صدق وأخرجه مخرج صدق واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا".