شهاب - عبد الحميد رزق
أثارت جريمة محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء الأسبق، في قرية كفر قليل جنوب نابلس، أمس الجمعة، حفيظة وغضب الجمهور الفلسطيني، بعد أن تعرض لإطلاق نار من قبل عناصر تتبع حركة فتح، أصيب على إثره بجراح متوسطة في قدميه.
والشاعر عرف بوطنيته ودعوته الدائمة للوحدة كما أنه من الشخصيات الاعتبارية والأكاديمية، وسبق أن تعرض لاعتداءات من قبل أفراد يتبعون لفتح، ففي منتصف يونيو الماضي، انهال أمن جامعة النجاح عليه بالضرب، بعد مشاركته في وقفة نظمها الحراك الطلابي في الحرم الجامعي.
الشاعر وبنات
ما تعرض له الشاعر، أعاد إلى أذهان الفلسطينيين، ما ارتكبته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بحق الراحل نزار بنات الذي اغتالته بدمٍ بارد فجر يوم الخميس 24 يونيو 2021، بعد محاولات عديدة لاختطافه.
المواطنة آلاء أبو حسان، ربطت عبر حسابها في تويتر، محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر، بحادثة اغتيال نزار بنات، قائلة: "كل هذه الاغتيالات لطمس كلمة الحق، لكن مهما فعلوا سيفشلون، فإن قتلوا نزار والشاعر سيخرج عوضًا عنهم ألف، لن يستطيعوا كتم كل الأفواه".
أما هدى الزق، قالت في حسابها على تويتر، إن محاولة الاغتيال" إنذار بغاية الخطورة للحالة الفلسطينية والاستهانة بحرمة الدم؛ مشاهد متكررة بداية من اغتيال نزار بنات والاستنكار للجريمة ثم محاولات اغتيال تجر بعضها الأخرى".
واستهجنت براءة عبد الهادي الأغا الجريمة، قائلة: "مَن استهان بدم نزار بنات، لن يتأثر بمحاولة اغتيال ناصر الشاعر".
وتساءل ياسين حمادة، عما سيقوله أتباع السلطة الفلسطينية إزاء جريمة الشاعر، قائلا: "عندما قُتل نزار بنات قال المطبّلون إن لسانه كان سليطا (رغم أن النقد اللاذع لا يوجب الإعدام)، نحن الآن لدينا شوق لنسمع تبريرهم لاستهداف ناصر الشاعر بكل ما فيه من سلام ونزعة نحو الوحدة والشراكة كما يشهد له القاصي والداني".
ترهيب وإقصاء
الكاتب إياد القرّا، عقّب في حسابه على تويتر حول محاولة اغتيال الشاعر، بالقول: إن "حالة الفلتان المُنظم في الضفة الغربية ستتواصل، وفشل محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر هي جزء ممنهج تقوم به الأجهزة الامنية نحو الشخصيات الوطنية".
فيما حمّل رائد أبو جراد، مسؤولية الجريمة للسلطة الفلسطينية، قائلا: "محاولة اغتيال الدكتور ناصر الشاعر وإصابته بـ 6 رصاصات معروف من يقف خلفها وهم مسلحون أمن جامعة النجاح المحسوبون على أبو منصور وأمين سر حركة فتح بنابلس، عمل إجرامي تتحمل سلطة فتح وأجهزتها تبعاته".
وربط عزات جمال، محاولة الاغتيال بذكرى استشهاد ناجي العلي، قائلا: "لربما ليست صدفة أن تأتي محاولة اغتيال الشاعر في ذكرى اغتيال ناجي العلي وقبلها وبعدها مسلسل الاعتداء ما توقف تحت كثير مبررات لكنها أحداث جمعها استهداف خيرة شخصيات الوطن من عبد الستار قاسم وخضر عدنان ونزار بنات وصولا للقائد الوطني ناصر الشاعر، متى تدرك السلطة أن القمع يزرع تحدي".
أما المواطن يحيى أبو مسالمة، غرد على تويتر بأن محاولة الاغتيال تأتي ضمن سياسية الترهيب والإقصاء في ظل حالة من الفلتان الأمني التي تعيشه الضفة المحتلة.
وردّ الناشط الاجتماعي، محمد شكري، على إدانة السلطة الفلسطينية، لمحاولة اغتيال الشاعر، قائلا: "هذه الإدانة الكاذبة من السلطة ورئيسها كان يمكن أن يسبقها اجراءات حقيقية لمنع هذه الجريمة، عندما تم تهديد الدكتور ناصر الشاعر من قبل مجموعات محسوبة على فتح والسلطة، لكن سلاح الفلتان بيد السلطة تستخدمه عندما يحلو لها تمرير المزيد من السقوط السياسي والوطني".