شهاب- عبد الحميد رزق
شهدت الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية حالة من الغضب الشعبي، عقب اختطاف أجهزة أمن السلطة للمطارديْن مصعب اشتية قائد كتائب القسام في نابلس، ورفيقه عماد طبيلة، وسط اتهامات للسلطة بأداء دور الاحتلال بعد اتهامه لها بعدم قدرتها على ضبط الأوضاع.
وأرجع محللون حادثة اختطاف السلطة للمطاردين إلى خضوعها للضغط الإسرائيلي، موضحين أنها أرادت إيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي أنها لازالت قادرة على مواصلة تعاونها الأمني معه، والسيطرة على زمام الأمور بالضفة.
عميل رسمي لـ"إسرائيل"
سعيد بشارات، المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي، قال في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء: إنّ "السلطة تعرضت لضغوط في الفترة الماضية من الاحتلال بعد ازياد الحالة الثورية بالضفة، وخضعت لها بالنهاية باعتقالها المطاردين اشتية وطبيلة".
وأكد على أن السبب الرئيس لاختطاف السلطة لاشتية، هو توفير حالة من الهدوء لـ"إسرائيل" في فترة الأعياد اليهودية المقبلة، منوها إلى أنّ الاحتلال لن يتحمل أن يتعرض لعمليات فدائية بهذه الفترة، وبناء عليه طلب من السلطة العمل على ضبط الأمور في نابلس وجنين.
وشدد بشارات على أن السلطة تقوم بدور عميل رسمي لإسرائيل، والتنسيق الأمني بينهما يزيد أكثر فأكثر، مشيرا إلى أن الصحافة الإسرائيلية تؤيد أنه لا هدف للسلطة سوى حماية الكيان.
ولفت إلى أن أحداث مخيمي نابلس وجنين الأخيرة، أثبتت للجميع عدم وجود حاضنة شعبية للسلطة، إذ أن المتظاهرين هم من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن مختلف الفصائل.
اختطافهم أثار مخاوف إسرائيلية
عماد عواد، المحلل السياسي، أكد في تصريح خاص لـ "شهاب"، أنّ اعتقال السلطة للمطارديْن اشتية وطبيلة، أشبع رغبات "إسرائيل"، وأثبت لها أنه لا يزال هناك جسم يتمثل بالسلطة ملتزم باتفاقياته معها.
وذكر عواد أن هناك حالة من السعادة الإسرائيلية، بأن السلطة تعمل ضد المقاومة لكن من جانب آخر ما تبع ذلك من أحداث في نابلس وجنين، أثار الكثير من المخاوف لدى الاحتلال، كونه أظهر له أن الشعب الفلسطيني بالمجمل ضد السلطة.
وأوضح أن "إسرائيل" تعتقد أن عدم وجود سلطة مستقرة ووجود فوضى وانفلات أمني في الضفة الغربية، سينعكس سلبا على الاحتلال لأن الشكل النهائي لهذه الأحداث بالنسبة للفلسطينيين سيكون ضده ولن يكون فلسطيني داخلي.
ترسم الخط الأخير لنهايتها
مصطفى الصوّاف المحلل السياسي، شدد في تصريح خاص لوكالة "شهاب"، على أن تحرك أجهزة السلطة نحو اعتقال اشتية وطبيلة بعد تهديدات الاحتلال، تؤكد أنّها تحقق مطالب الاحتلال، وتخاف على مصالحها الشخصية.
وأضاف أنّ "ما حدث ليس جديدا على قادة أجهزة أمن السلطة، بل هو تأكيد للمرة الألف أنّها وقياداتها لا تحمل مشروعا وطنيا، وباتت بشكل واضح أداة من أدوات الاحتلال، وعلينا العمل على قطع يد الاحتلال وأدواته بكل الطرق".
ونوّه إلى أن أحداث نابلس الأخيرة التي ارتقى فيها شهيد على الأقل، يشير إلى أن هذه الأجهزة ترسم الخط الأخير لنهاية مشوارها وتعاونها مع الاحتلال، وأن هذه الثورة هي بداية النهاية لها.
أحداث نابلس بداية الانتفاضة
إبراهيم المدهون، أوضح في تصريح لـ شهاب، أن السلطة ارتكبت خطأ كبيرا باعتقال المطاردين وعلى رأسهم مصعب اشتية، مشيرا إلى أنّ حالة الغضب التي تعم الضفة شعبية وعفوية، ويشارك بها الجميع من كافة الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد على أنه لا يحق للسلطة اعتقال المقاومين والمطاردين، وطبيعي ألا يكون قبول شعبي ولا تفهّم لهذه الأفعال، لافتا إلى أن الرفض الجماهيري يتضاعف أكثر حينما تنفذ السلطة أمر الاحتلال المباشر في الوقت الذي يغتال خيرة شبابنا، وتهود مقدساتنا، وتبتلع أرضنا، أطلقوا.
وأشار إلى أن ما يحدث بنابلس هو بداية انتفاضة واسعة ضد الاحتلال وسياسات بقاؤه، مردفًا: "نحن أمام موجة ثورية هي الأهم وقد تنتج اقتلاع المحتل ومستوطنيه من الجذور، في حال خُلّي بين شعبنا والعدو فلن يصمد الصهيوني أكثر من عامين، وستحرر الضفة، وتحييد السلطة أول منازل التحرير".