بالفيديو قلة الكوادر والبرامج المعتمدة.. تحديات تواجه مقدمي الخدمات لأطفال التوحد في غزة

داخل مدرسة متخصصة للاضطرابات السلوكية والتوحد، يجلس عدد من الأطفال في صفوف دراسية متفرقة بداخل كل صف ثلاثة طلاب، لممارسة أنشطة مختلفة بمساعدة الأخصائيين في مركز "الإرادة" التخصصي للاضطرابات والتوحد، في مدينة غزة.

تختلف الأنشطة باختلاف نسبة الإدراك لكل طالب، ففي إحدى الصفوف يكون النشاط عبارة عن تركيب مكعبات ملونة، والصف الآخر يتم التعرف بداخله على الحيوانات والأشكال، وآخر تحاول فيه الأخصائية مساعدة الأطفال على نطق أسمائهم بطريقة صحيحة.

تقول أخصائية علاج نطق ومشاكل الكلام، شوق عياد، إن عامل العمر من أهم عوامل التحكم بطبيعة وكيفية علاج مرضى التوحد، فكلما كان مريض التوحد متقدم في السن، يكون من الصعب السيطرة على سلوكه وضبطه.

وأوضحت عياد، أن نسبة الاستيعاب تختلف من شخص لآخر، لذلك قد تستغرق الرحلة الدراسية لمريض توحد في مدرسة الإرادة سنة واحدة، وآخر قد تزيد رحلته الدراسية عن 4 سنوات.

واستدركت "للأسرة والمجتمع دور مهم في المدة الزمنية التي يستفيد فيها الطالب دراسياً واجتماعياً، ليتم دمجه في المدارس العادية بعد هذه المرحلة".

وأشارت عياد إلى أهمية المجتمع المحيط بالأشخاص المتوحدين، فالاندماج معهم يساعد مرضى التوحد على تقبل المجتمع المحيط بهم، وبالتالي تزيد قدرتهم على الاختلاط والتعلم.

وذكرت أن أول خطوة لاستقبال أطفال مرضى التوحد في المدرسة، التقييم من خلال مجموعات ضمنية لتحديد نسبة الادراك ونقاط القوة والضعف، ليتم وضع خطة المعلومات المعرفية الخاصة بكل طالب.

ولفتت عياد إلى أهمية اندماج مرضى التوحد في المجتمع، حيث يشعرهم ذلك بالأمان والقوة، ويكون دافعاً لاستمرارهم في التعلم والتواصل مع المحيطين بهم.

ونوهت إلى أن مدرسة الإرادة تعمل على خطة دراسية محددة، معتمدة دولياً، يحتوي الجدول على مهارات تعليمية تضمن التركيز والانتباه إلى جانب المهارات الترفيهية.

ومن جانبه قال اسلام بركات، مُؤسِس مدرسة إرادة التخصصي للاضطرابات والتوحد في غزة، إن هذه المدرسة تأسست عام 2013م، بعد دراسة مسحية استهدفت جميع الأطفال المصابين بمرض التوحد في القطاع.

وذكر أهم الصعوبات التي واجهته في بداية إنشاء المدرسة، وهي عدم وجود أعداد كافية من الأخصائيين المؤهلين لتدريب أطفال التوحد، وعدم توفر كوادر فنية وأكاديمية متخصصة في المجال، وعدم توفر برامج دولية معتمدة للتعامل مع مرضى التوحد.

وتابع بركات أن مئات الأطفال اندمجوا في المدارس الخارجية، والحياة الاجتماعية، بعد التزامهم بالخطط والبرامج المخصصة للأطفال التوحد.

وأضاف "كل عام يكون لدينا ما يقارب 15 طفل يتم تخريجهم من مدرسة الإرادة ليندمجوا في المدارس الحكومية، ويكملوا مسيرتهم التعليمية بشكل طبيعي".

وأوضح بركات أن مدرسة الإرادة تستهدف أطفال التوحد من عمر سنتين ونصف، حتى سن الـ 10 سنوات، مؤكداً على أهمية التدخل المبكر في محاولة دمجهم بالمجتمع.

ولفت إلى أن أهم ما يعاني منه طفل التوحد، صعوبة التواصل "البصري والسمعي واللغوي والحسي" والاتصال مع المجتمع المحيط به، وضعف القدرة على استخدام المهارات الجماعية مع الأطفال داخل المجتمع.

ونوه بركات إلى عدم وجود دراسات مسحية دقيقة تبين أعداد الأشخاص المصابين باضطرابات التوحد في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المدرسة تقدم خدماتها لـ 80 طفلاً، ويوجد على قائمة الانتظار للتسجيل أكثر من 500 طفلاً.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة حرم العديد من أطفال التوحد الالتحاق بالمراكز المتخصصة، لعدم القدرة على الالتزام مادياً، بالرغم من تواضع رسوم التسجيل.

الجدير بالذكر أن اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ، وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك، ويُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة