خاص - شهاب
أكد محللون ومختصون، أن عمليتي الشهيد عدي التميمي ضد قوات الاحتلال، تسببتا بفشل كبير لدى المنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، موضحين أنه لم يكن مُطارَدًا بل مُطارِدا لهم في القدس المحتلة، حتى ارتقائه.
وقتل التميمي مجندة "إسرائيلية" وأصاب آخرين في عملية إطلاق نار عند حاجز مخيم شعفاط، وانسحب من المكان بسلام، قبل نحو أسبوع ونصف، فيما حاصر الاحتلال المخيم؛ بحثا عنه، لكنه خرج لهم مساء أمس، عند مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" ليُصيب أحدهم ويشتبك معهم في مشهد "هوليودي" ويستشهد.
المختص في قضايا الأمن القومي، الدكتور إبراهيم حبيب، قال إن الشهيد التميمي سطر البطولات بتنفيذه عمليتي حاجز "شعفاط" ومستوطنة "معاليه أدوميم" بهذه الطريقة البطولية، التي لم يتوقعها الاحتلال.
وأوضح حبيب لـ"شهاب" أن عملية الشهيد التميمي، وضعت علامات استفهام على الحالة الأمنية لدى حكومة الاحتلال، لا سيما في الضفة الغربية، بعد الفشل في السنوات الماضية أمام قطاع غزة.
وأضاف: "أصبح أمام حكومة الاحتلال أسئلة كبيرة، على رأسها، كيف استطاع عدي التميمي أن يختفي لمدة 12 يومًا في مكان غير الذي كانت تعتقد قوات الاحتلال أنها تحاصره فيه؟، وكيف استطاع التخفي والمراوغة؟، وكيف تمكن من تنفيذ العملية الثانية؟".
وبين أن شعبنا الفلسطيني في مخيم شعفاط لعب دورًا كبيرا في حماية الشهيد التميمي، عندما استلهموا أن الاحتلال أدرك بأنه حليق الرأس، فقاموا بحلاقة شعورهم على الصفر، وبالتالي هذا أرهق الكيان وقواته.
ووفق المختص في قضايا الأمن القومي، فإن الحالة النفسية للمقاومة الفلسطينية تنذر بشكل واضح بأن هناك استعدادًا نفسيًا لدى الشعب الفلسطيني، للقيام بانتفاضة أخرى قد يكون لها معالم جديدة.
من جانبه، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي باسم عطايا، أن العملية الأولى للشهيد التميمي، مثلت ضغطًا كبيرًا على الاحتلال، خاصة أنها وقعت في منطقة تواجد لقواته، وأسفرت عن قتلى واصابات، وانسحب عدي من المكان دون أن يصاب بأي أذى.
وذكر عطايا أن الشهيد التميمي كان مُطارِدا لقوات الاحتلال وليس مُطارَدا منهم، مبينا أنه هاجمهم في المرة الأولى على حاجز "شعفاط" ثم بعدها بأيام عند مدخل "معاليه أدوميم" وأصبح أيقونة للشباب الفلسطيني أجمع.
وقال عطايا إن عملية التميمي الأولى "أدت لمشكلة أمنية كبيرة لدى الاحتلال، وعلى إثرها تم تشكيل لجان تحقيق للحالة الذهنية، بالإضافة الى حالة الصدمة التي أصابت الجنود على الحاجز العسكري".
وأشار عطايا إلى أن المستوطنين باتوا عقب تصاعد العمليات، ينظرون للجندي "الإسرائيلي" على أنه جبان وضعيف ولا يستطيع حماية نفسه، فكيف سيوفر الحماية لهم في المستوطنات المحاذية للمدن الفلسطينية.
أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فقد وصف مشهد تنفيذ المقاوم التميمي لعملية "معاليه أدوميم" بأنه رائع، وقال: "مشاهد من أروع ما شاهدت كيف يكون الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وعن شعبه مقداما، لا يبالي، يطلق النار من مسدسه حتى النفس الأخير".
وأضاف الصواف أن الشهيد التميمي كان يطلق النار صوب قوات الاحتلال وهو يعلم أنها الشهادة، لكنه يدرك أن شهادته يجب أن تسجل بماء من ذهب وتؤكد على أن المقاومة في فلسطين والضفة مستمرة وستحقق ما يريده الشعب الفلسطيني.
وتابع إن الشهيد التميمي كتب صفحة مشرقة من صفحات الشعب الفلسطيني، متوقعا أن يخلف عدي المئات من أمثاله من الشباب الفلسطيني الثائر، الذي سيؤكد على السير في طريق المقاومة حتى الشهادة أو النصر وزوال الكيان "الإسرائيلي" عن أرض فلسطين.