شهاب- عبد الحميد رزق
اعتبر محللون سياسيون، إصدار رئيس السلطة محمود عباس، مرسومًا يقضي بتشكيل مجلس أعلى للقضاء برئاسة رئيس الدولة؛ استمرار لنهج الاستبداد والتفرد بالقرار الفلسطيني.
وكان عباس قد أصدر، أمس الجمعة، مرسومًا رئاسيًّا بتشكيل مجلس أعلى للقضاء برئاسة رئيس الدولة، يسمى "المجلس الأعلى للهيئات والجهات القضائية"، سيكون التمثيل فيه شخصيًّا، ويضم كلًا من رئيس المحكمة الدستورية العليا، ورئيس مجلس القضاء الأعلى "رئيس محكمة النقض"، ورئيس المحكمة الإدارية العليا، ورئيس الهيئة القضائية لقوى الأمن، ورئيس مجلس القضاء الشرعي، ووزير العدل، والمستشار القانوني لرئيس الدولة، والنائب العام.
رفض واضح لإعلان الجزائر
ماجد الزبدة، الكاتب والمحلل السياسي، عدّ إصدار عباس للمرسوم القضائي، هو رفض واضح لاتفاق الجزائر، ولأي شراكة وطنية فلسطينية، كما أنه يهمش وجود منظومة قضائية مستقلة في فلسطين.
وقال الزبدة في حديثه مع وكالة "شهاب" اليوم السبت "عباس ضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الفلسطينية الداخلية، وآخرها إعلان الجزائر، كأنه يقول للكل الفلسطيني أنه هو الحاكم بأمره في فلسطين، وأنه يرفض أي شراكة سياسية وتشاورات وطنية".
وأضاف أنّ "عباس بهذا المرسوم يحول دون إقدام أي مواطن للجوء للقضاء الفلسطيني، إذ أنه سيصبح لا يثق بهذه المنظومة القضائية، فعلى سبيل المثال لا يستطيع تقديم شكوى ضد إحدى الوزارات كون عباس هو ذاته الذي يتحكم في السلطات التشريعية".
استمرار في سياسة التفرد والإقصاء
بينما المحلل السياسي، أحمد أبو زهري، اعتبر مرسوم عباس الأخير، تجاوز لكل الخطوط الحمراء، واستمرار في سياسة التفرد والاقصاء، وتغول بشكل غير مسبوق على جميع السلطات، كما أنها تعزيز لسلطة الفرد المتمثلة بشخصه على حساب النظام السياسي الفلسطيني، وضرب بعرض الحائط أي تفاهمات أو حوارات مع القوى والفصائل ومختلف الهيئات والمرجعيات الفلسطينية.
وقال أبو زهري في حديثه لـ"شهاب"، "هذه الخطوة جاءت بعد فترة قريبة من حوارات الجزائر، ما يعني أن عباس بات لا يلقي بالًا لأي جهد أو تحرك أو حوار وطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، ويحرص على إبقاء الوضع الراهن كما هو".
وأكمل "عباس أحكم قبضته على جميع السلطات وأصبحت مرجعيتها له شخصيًا، وهذا تطور خطير كان الغرض منه تعزيز سلطته وتحصين نفسه ورعاية مصالحه، على اعتبار أن هذه السلطات هي مملكة خاصة به، ويمكنه العبث بها وتطويعها كما يرى وكما يحلوا له، الأمر الذي يعكس خطورة بقاءه في السلطة وينبئ بتطورات كارثية على النظام السياسي الفلسطيني".