متابعة - شهاب
تسود خلافات داخل الأحزاب عشية انتخابات الكنيست "الإسرائيلية" التي تجري غدا، الثلاثاء، وسط توقعات بارتفاع نسبة المقاطعة لا سيما من جانب الجماهير العربية في الداخل المحتل.
وتشير التقديرات إلى أن بعض الأحزاب تتوقع الحصول على تمثيل أقل في "الكنيست"، حيث بدأ مسؤولون فيها بالحديث عن انقسامات داخلية عقب الانتخابات "الإسرائيلية".
ويبرز إحباط بالغ من النتائج المتوقعة في ما تسمى قائمة "المعسكر الوطني" برئاسة وزير الحرب، بيني غانتس، الذي يروج أنه مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، رغم أنه يحل في الاستطلاعات في المرتبة الرابعة وبعيدا جدا عن الحزبين الأكبرين، "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، و"ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد.
وهاجم مسؤولون في "المعسكر الوطني" المرشح الثالث في القائمة، الجنرال المتقاعد غادي آيزنكوت. ونقل موقع "زمان يسرائيل" العبري، اليوم الإثنين، عن مسؤول في هذه القائمة قوله إن "آيزنكوت نفذ عملية عدائية إعلامية ضدنا، ولم ننجح بالخروج منها. فقد تحدث عن عدد مقاعد مرتفع من رقمين، وإذا لم نحققه لن نحظى بشرعية لرئاسة الحكومة. والذي حصل هو أن حملتنا الانتخابية كلها انهارت. وإذا حصلنا على 12 مقعدا فقط، فإنه يتوقع ضرر كبير".
ووجه "المعسكر الوطني" وحزبا العمل و"ميرتس" انتقادات إلى لبيد، إثر دعوته للتصويت إلى حزبه "ييش عتيد"، كي يكون الحزب الأكبر مقابل الليكود. وأثارت حملة لبيد مخاوف لدى العمل و"ميرتس" بأن لا يتجاوزا نسبة الحسم. ويعتبر مسؤولون في قائمة "المعسكر الوطني" أن حملة لبيد ألحقت ضررا بقائمتهم، البعيدة جدا فوق نسبة الحسم، لكن بحسبهم، يتخلى الناخبون عنهم وانتقلوا إلى تأييد العمل وميرتس من أجل إنقاذهم.
وفي محاولة لزيادة شعبيته، هاجم غانتس أمس حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، في محاولة لكسب الناخبين الصهاينة المترددين بالتصويت بين حزب "البيت اليهودي" برئاسة أييليت شاكيد، الذي لا يتوقع أن يتجاوز نسبة الحسم، وقائمة الصهيونية الدينية.
ونقل الموقع العبري عن مسؤول في "المعسكر الوطني" تأكيده أن هذه القائمة ستنقسم بعد الانتخابات. وقال "لقد تشكلنا كي نؤثر. ونحن نعلم أن غدعون ساعر وأنصاره ركبوا موجتنا. واعتقدنا أن قوتنا معا ستتزايد، لكن هذا لم يحدث. فحزبينا معا في الكنيست حاليا يضمنان 14 مقعدا، ونحن نتمنى أن نصل إلى هذا العدد، وإذا لم يحدث هذا فلا سبب للاستمرار قدما". وتتوقع الاستطلاعات حصول "المعسكر الوطني" على 11 أو 12 مقعدا.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم، أن رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يخطط للانفصال عن قائمة الصهيونية الدينية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، بعد الانتخابات، وأن يعمل في دورة "الكنيست" المقبلة ككتلة مستقلة.
ويواصل نتنياهو، اليوم، محاولاته من أجل تشجيع ناخبين يعتبر أنهم مؤيدون له على التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت. وأشار موقع "واينت" إلى أن "الليكود يحارب التزايد المتواصل في قوة بن غفير، إلى جانب عدم مبالاة الناخبين". وسيركز الليكود في رسائله على أنه في حال لا يكون الليكود حزب كبيرا ويشكل الحكومة، فإن "بن غفير لن يكون وزيرا، وإنما عضو كنيست في المعارضة".
وتستشعر الأحزاب العربية، خاصة الجبهة – العربية للتغيير والقائمة الموحدة، بخطر عدم تجاوز نسبة الحسم. وفي خطوة غير مألوفة، دعا قادة هاتين القائمتين، منصور عباس وأيمن عودة وأحمد الطيبي، ناخبين يهوداً للتصويت لقائمتيهم. وفق موقع "عرب 48". وذلك في ظل دعوات في الداخل المحتل لمقاطعة هذه الانتخابات.
وبحسب مركز الدراسات السياسية والتنموية، لم تحقق مشاركة العرب في "الكنيست" الإسرائيلي منذ عقود أية إنجازات حقيقية تليق بالثمن الباهظ المتمثل بإضفاء الشرعية على المشروع الصهيوني، وتأطير الكفاح في مسارات الصراخ على مقاعد "الكنيست"، والتعاون مع الأعضاء الآخرين في سن قوانين ليست ذات أثر حقيقي على قضايانا الأساسية.
وذكر المركز أن هذه المشاركة لم تمنع فعلياً أي إجراء "حكومي" يمس حقوق العرب حصل على غالبية في "الكنيست"؛ كاستباحة المسجد الأقصى، أو تمرير مشروع مصادرة الأراضي في النقب، وغيرها من قضايانا الحقوقية الأساسية، حتى لو صوت 15 عضواً عربياً على رفض المشروع، "فالذي يقابلهم غالبية تفوقهم بأضعاف".
ووفق المركز، من هنا يرى المقاطعون جدوى النضال خارج إطار "الكنيست"، باعتبار أن الذي منع انتهاك المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه أو على جزء منه حتى الآن لم يكن تصويتا من أعضاء كنيست عرب، بل كان كفاحاً شعبياً سلمياً رابط في المكان، وحافظ على حقه فيه، وكذلك الأمر ما يجري من التصدي لمخططات مصادرة الأراضي في النقب الصامد، وغيرها من حقوق العرب المستهدفة بالمصادرة والانتهاك والتدنيس.