قائمة الموقع

تقرير شهادات مسربة.. عباس رفض مساعدة عرفات وقت حصاره لأنه دعم الانتفاضة

2022-11-08T19:03:00+02:00
محمود عباس والراحل ياسر عرفات
شهاب

شهاب- عبد الحميد رزق

لا تزال الشكوك تحوم حول قضية وفاة الراحل ياسر عرفات، التي مر عليها قرابة الـ18 عام، وفُتح فيها تحقيق بعد ست سنوات من وقوعها، وسط تسريبات بين كل فترة وأخرى لقادة من السلطة كانوا على مقربة منه تلك الفترة، توجه اتهامات لـ"رؤوس كبيرة" فيها حاليًا.

ومنذ أيام، تسربت وثائق جديدة من لجنة التحقيق الوطنية الخاصة باغتيال الرئيس ياسر عرفات، قال بشأنها رئيس لجنة التحقيق آنذاك، توفيق الطيراوي، في بيان صحفي إنها "تعرضت للقرصنة".

يستعرض هذا التقرير، شهادات لشخصيات رفيعة في السلطة، بشأن وفاة "أبو عمار"، عرضتها وثائق مسربة من لجنة التحقيق الوطنية الخاصة باغتياله، التي تكشف أيضًا وصول العلاقة بين الراحل عرفات، ورئيس السلطة الحالي محمود عباس، إلى طريق مسدود، قبل رحيله.

وتوفي ياسر عرفات "أبو عمار" في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله.

 وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.
 

"خلاف عباس وعرفات فترة مرضه"

رئيس المجلس التشريعي وقت وفاة عرفات، روحي فتوح، أدلى بشهادته للجنة التحقيق في السابع من ديسمبر 2011، وأكد أن " الرئيس عرفات كان خلال فترة مرضه على خلاف مع محمود عباس".

ويقول فتوح "عندما أصبح مرض أبو عمار جديًا، ذهبت إلى أبو مازن لكي أصلحه معه، قلت له نريد أن نصلح بينكم، فقضية مرض أبو عمار ليست سياسية أو تنظيمية إنما وجدانية".

وأجاب فتوح على سؤال اللجنة (عندما رأيت الرئيس عدة مرات أثناء مرضه، هل قال لك في أي مرة من المرات يبدو أنهم وصلوا لي؟)، قائلًا: "بشكل مباشر لي لا، لكن أنا سمعت من بعض الإخوة وأعتقد أنه عزام الأحمد، قال لي أن الرئيس أشار إلى بطنه وقال (وصلوا لي)".

وحول تأثر أبو عمار بتخلي بعض القادة في السلطة عنه آنذاك، ذكر فتوح أنّ "عرفات عتب كثيرا على أعضاء من اللجنة المركزية بفتح لم يقوموا بالتواصل معه أثناء فترة اعتقاله، وكان دائم الشكوى من هذه القضية بالتحديد، ويفرح عندما نذهب عنده نحن والضباط".

وتابع "كما أن قادة في السلطة غضبوا من عرفات، فنبيل عمرو وقف أمامه وقال له نحن من أربعين سنة متحميلنك وأنت بتقرأ بيتين هالشعر وآيتين هالقرآن، وهذا الكلام لم يعد يمضي علينا".

مرفق نسخة من الوثيقة الكاملة لشهادة روحي فتوح أمام لجنة التحقيق بوفاة عرفات.

"علاقتهما لم تكن ودودة"

بمنزل السفير الفلسطيني في قبرص في الحادي والعشرين من مايو/ أيار 2013، وبحضور اللواء توفيق الطيراوي، أدلى مستشار الرئيس الراحل أبو عمار، محمد رشيد، شهادته، وأكد فيها  أن "العلاقة بين الراحل ياسر عرفات، وأبو مازن، في فترة مرض أبو عمار لم تكن ودودة والجميع كان يعرف ذلك".

وشدد مستشار عرفات السابق على أنّ الأخير " قُتل ولم يمت طبيعيًا"، موضحًا أنه "التقى خلال مرض الرئيس بمسؤول المخابرات الفرنسية في باريس، الذي أبلغه بدخول أبو عمار في غيبوبة، وعيشه تحت الأجهزة لأن عقله مات لكن أجهزته الحيوية فتية وسليمة".

وعندما سأل رشيد مسئول المخابرات، "هل تم تسميمه؟ كان رده: لم أقل ذلك، ولا أستطيع أن أنكر، لكن يوجد خيارين إما أنه قتل بشيء غير معلوم لدينا أو مرض غير معروف".

وعاد ليسأله بشكل مباشر، هل أجريتم فحوصات السموم، فكان رده: "نعم أجرينا فحوصات السموم المعروفة لدينا لكن إن كان قتل بسم لا نعرفه فأنا لا أستطيع مساعدتكم، لأن السموم السياسية هي جزء من الأسرار السيادية وقد يكون معلوم في أمريكا وليس ضروريا أن نكون نعلمه".

ويقول رشيد إن أبو مازن حاول التمنّع عن زيارة عرفات، مضيفًا " لم تكن علاقتي "طيبة" مع أبو مازن بسبب خلافه مع أبو عمار، إلا أني اتصلت به وأبلغته بضرورة الوصول إلى المستشفى، لكن رد أبو مازن كان أن سهى عرفات تمنع ذلك، فقلت له: لا أحد يمنعك من الدخول".

وأردف "عقب الاتصال وصل أبو مازن للمستشفى لكنه رفض الدخول لرؤية عرفات في الغرفة التي يعالج بها".

ولا يستبعد مستشار عرفات أن "المستفيد من قتل عرفات في قمة الهرم الفلسطيني، وسواء شاركوا في قرار قتله أم لا، لكن غيابه يعود عليهم بفوائد عظيمة تنظيمية وسياسية ومالية".

وكشف أنّ رئيس وزراء الاحتلال حينها أرئيل شارون، قال له إنه يريد أبو مازن رئيسا للوزراء بكامل الصلاحيات لأنهم يستطيعون الثقة به والتعامل معه في الأمن والسياسة والمفاوضات.

ويصر على أنّ " قتل أبو عمار بدأ باجتماع قمة شرم الشيخ ومشاركة أبو مازن به بصفته رئيسا للوزراء في تخطي لصلاحياته بأميال ضوئية، واجتمع حينها مع شارون وحسني مبارك وجورج بوش، والملك عبد الله، في قمة كانت مهمتها السياسة والأمن، وعندما ذهب أبو مازن إلى أمريكا وعاد؛ رفض أبو عمار أن يستقبله قبل أن يذهب وبعدما عاد، وحتى رفض أن يقرأ التقرير الذي جاء به لأن الزيارة تمت دون موافقته".

وفي رد مثير، قال رشيد "ذهبت لأبو مازن للمساعدة في فك الحصار عن أبو عمار، فقال لي نصًا (اللي طلّع الحمار على المئذنة ينزله ومن يعطي النقود لمن يطخطخوا يحل مشكلته لوحده وليس شأني)، في إشارة منه إلى دعم الرئيس الشهيد ياسر عرفات لانتفاضة الأقصى.

إفادة محمد رشيد كاملة

 

يذكر أنّ وكالة (شهاب) للأنباء حصلت على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

وكان الطيراوي، قد أصدر بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين ثاني 2022 بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها". وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.
 

اخبار ذات صلة