شهاب- عبد الحميد رزق
تحول مهرجان إحياء ذكرى وفاة الراحل ياسر عرفات في ساحة الكتيبة الخضراء بقطاع غزة، إلى مطالبات من قادة فتحاويين بحقوقهم من رئيس السلطة محمود عباس، في ظل مساهمته في فرض "عقاب جماعي" بحق سكان القطاع، كما دعو للكشف عن قاتل "أبو عمار"، خاصًة أن "أبو مازن" كان قد صرح في الذكرى الـ12 لرحيله بأنه على علم بالقاتل.
وطالب ذوي الشهداء والأسرى والجرحى بحقوقهم المالية ووقف الخصومات المفروضة عليهم، كما رفع موظفي السلطة "تفريعات 2005" لافتات تطالب بحقوقهم واعتمادهم ضمن الكادر الوظيفي.
"آن الآوان أن ينظر لغزة بما تستحق"
أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، طالب رئيس السلطة عباس، خلال كلمته في ذكرى رحيل "عرفات"، بالنظر إلى غزة بما تستحق، ووقف التمييز الجغرافي الممارس، وصرف رواتب ذوي الشهداء كافة.
وقال حلس في كلمته التي تابعتها وكالة "شهاب" للأنباء "غزة دفعت كل الأثمان، غزة التي تمثل كبرياء الشعب الفلسطيني لا يحق لا أحد أو يجوز أن تهمل غزة وأن يبقى شهيدًا واحد يبحث ذويه عن حقوقه، آن الآوان لإنصاف كل ذوي شهدائنا فهم ليسوا تصنيفات سياسية وهم شهداء فلسطين كل فلسطين".
وشدد على أنّه "لا يجوز أن يبقى هناك أي شكل من أشكال التمييز على أساس الجغرافيا بين مكان ومكان وبين موظف وآخر، غزة من حقها أن تأخذ حقها. غزة لا تقايض بحقوقها على انتمائها الوطني ولا يمكنها أن تقايض على قضيتها الوطنية ومقدساتها. غزة لم ولن تقايض ولكن من حقها أن ترفع صوتها وأن تنتزع حقها".
وبحسب عضو مركزية فتح، فإنّ أبو مازن اتخذ قرارات للتنفيذ (في إشارة إلى العقوبات التي فرضها على غزة) ولكن هذه القرارات تقف عن الجهات التي من المفترض أن تنفذها، مبينا أن "هذه القرارات تتعلق بإنصاف أهل غزة وموظفيها وشهدائها ويجب أن تنفذ".
"لن تنتهي إلا بإنهاء الانقسام"
سلسلة مطالبات حلس، رد عليها رئيس السلطة محمود عباس في كلمة له في المهرجان، قائلًا "نحاول بقدر ما نستطيع أن نخفف عن شعبنا بغزة، لكن هذا الألم والعذاب لن ينتهي إلا بانتهاء الانقسام".
وأضاف عباس في كلمته "نحن ندرك عذاباتكم ونشعر بمعاناتكم في ظل هذا الحصار الجائر، علينا أن نكون واعين أن هذا العذاب وهذا الألم لن ينتهي إلا بانتهاء الانقسام الذي أعاد قضيتنا خطوات إلى الوراء، ويهدد بإضاعة ما حققه الشعب الفلسطيني من مكتسبات، كان ثمنها تضحيات باهظة من الشهداء والأسرى والجرحى".
وتابع "استمرار هذا الانقسام الحرام يعني غياب وحدة الجغرافيا لدولتنا الفلسطينية العتيدة، فمن يا ترى هو المستفيد من تمزيق جغرافيا الدولة الفلسطينية؟ ومن تبديد طاقات شعبنا في صراعات لا معنى لها؟".
"من قاتل عرفات؟"
وفي يوم ذكرى وفاة الراحل عرفات، تصدّر وسم "#من_قاتل_عرفات" وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين، للكشف عن قاتل أبو عمار، لا سيما بعد التسريبات الأخيرة من محاضر التحقيق الخاصة باغتياله الذي أثبتت تورط قادة متنفذين حاليا في السلطة بالحادثة.
وتجاهل عباس مجددًا في خطابه التطرق إلى قضية اغتيال الراحل، رغم أنه يعلم قاتله، حسب ما أكد في مهرجان ذكرى وفاة أبو عمار الـ12.
وكانت قد سُرّبت منذ أيام وثائق ومستندات من محاضر تحقيق وفاة ياسر عرفات، لشهادات شخصيات رفيعة في السلطة، أكدوا خلالها تأزم العلاقة بين أبو مازن وعرفات ووصولها لطريق مسدود.
ومن ضمن الوثائق المسربة، شهادة مستشار الرئيس عرفات "محمد رشيد"، الذي قال "ذهبت لأبو مازن للمساعدة في فك الحصار عن أبو عمار، فقال لي نصًا (اللي طلّع الحمار على المئذنة ينزله ومن يعطي النقود لمن يطخطخوا يحل مشكلته لوحده وليس شأني)، ما يعني رفضه مساعدة عرفات وقت حصاره لأنه دعم الانتفاضة.