"أثبت مونديال قطر 2022، أن الشعوب العربية لم تنس القضية الفلسطينية، وكذلك فشل التطبيع الذي حاول الكيان الإسرائيلي الوصول والترويج له على أنه إنجاز السنوات الماضية". وفق متحدثون فلسطينيون وعرب شاركوا في ندوة نظمتها وكالة "شهاب" للأنباء.
هذه الندوة حملت عنوان (مونديال قطر... شعوب ضد التطبيع)، شارك فيها رئيس لجنة مواجهة التطبيع الشبابي في المغرب أ. هشام توفيق، والكاتب والمحلل السياسي من سلطنة عمان أ. مسعود المعشني، والإعلامي في قناة الجزيرة أ. صهيب العصا، وموفد وكالة شهاب لكأس العالم فيفا قطر 2022 أ. فادي حجازي.
#مباشر https://t.co/08INFOGdef
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 8, 2022
المغربي هشام توفيق، أكد في كلمته خلال الندوة، أنّ "الشعوب العربية وبالأخص المغرب وقواه الحية سيواصلون نصرة القضية الفلسطينية"، منبهًا إلى أنّ هذه النصرة لم تكن فقط على مستوى المونديال فقط".
وقال توفيق إنّ "ما حدث في المونديال من حالة تضامن واسعة لم يكن مفاجئا، وكل ذلك عبارة عن تراكمات تاريخية لانتصارات فلسطينية مثل معارك غزة "سيف القدس" التي جعلت الشعوب تحصل على مخزون إيماني عاطفي تجاه القضية، الأمر الذي نتج عنه ظهور هذا المستوى من الحب للقضية الفلسطينية".
وأضاف "هناك جهود كبيرة وأموال كثيرة أُنفقت في اتفاقيات التطبيع، لكن في المقابل الشعوب العربية نصرت القضية الفلسطينية وهذا الأمر سيجعل دعاة التطبيع يرممونه".
وأشار إلى أنّ السخرية من "إسرائيل" كانت كبيرة في المونديال، لافتًا إلى أنّ هناك من يريد سرقة الانتصار الشعبي العربي والمغربي لفلسطين في المحفل العالمي بقطر.
من جانبه، ذكر رئيس الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا،محمد حنون، أنّ العلم الفلسطيني لم يفترق عن العلم المغربي خلال الاحتفالات المغربية بالفوز على المنتخب الإسباني في ثمن نهائي كأس العالم.
وقال حنون إن الشعوب العربية مع استشعارها للفرح بالتأهل لم تنس فلسطين وقضيتها وحقوقها.
وشدد حنون على أنّ الجاليات العربية في إيطاليا وباقي الدول الأوربية أثبتت انتمائها المطلق لقضايا الأمة وانحيازها المطلق إلى الحقوق الفلسطينية ومقاومته.
ونوه إلى أنّ الإعلام الإيطالي والأجنبي تحدث وبكل فجاجة عن الحضور الفلسطيني الدائم في المونديال، وأن المنتخب الفلسطيني كان الأكثر حضورًا، وهذا يعني أن شعوب العالم أجمع تلتف حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
جانب من الندوة السياسية التي نظمتها وكالة شهاب بعنوان " مونديال قطر... شعوب ضد التطبيع" بحضور نخبة من مناصري القضية الفلسطينية إعلاميا وشعبياً. pic.twitter.com/6GIER5hKiZ
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 8, 2022
بدوره، توجه مساعد أمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عبد السلام هنية، برسالة وفاء لدولة قطر الشقيقة، التي حولت بهذا المونديال أفكار سيئة كان يحملها الغرب تجاه الشعوب العربية بأنها لا تتعامل إلا بلغة القتل والتشرد والتخلف؛ إلى كونها متحضرة وذات قيم ومبادئ.
وأكد هنية أنّ "قطر وقفت دوما بجانب كل قضايا الأمة العربية، وبوجه خاص الفلسطينية منها، وكانت بمثابة البلسم واليد الحانية لغزة فأعادت إعمارها وأعادت رسم الحياة فيها".
في ذات الإطار، بيّن الإعلامي في شبكة الجزيرة الإعلامية، صهيب العصا، أنّ دولة قطر أتاحت هناك مساحات كبيرة في المونديال، سواء على الأرض أو في وسائل الاعلام القطرية؛ لطرح القضية الفلسطينية والتضامن معها في أكبر محفل دولي يجتمع فيه ملايين الناس من مختلف الشعوب.
وأوضح الإعلامي العصا خلال كلمته في ندوة "شهاب"، أنّ قطر أولت تركيزًا وانتباهًا لكافة التفاصيل المتعلقة بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، فمنعت رفع العلم الإسرائيلي في المدرجات والأحياء والأسواق، في نفس الوقت أتاحت مساحات كبيرة للجمهور العربي للتعبير عن حبهم لفلسطين".
وقال "إنّه بعد سنتين من عمليات التطبيع لبعض الحكومات العربية مع الكيان الإسرائيلي، جاءت حالة التضامن هذه لتعكس الطبيعة الحقيقية للمواقف الشعبية تجاه هذا الكيان وليتفاجئ الصحفيون الإسرائيليون أن كل جولات التطبيع التي جرت خلال السنوات الماضية لم تسفر ولم تكن ناجعة لتغيير المزاج العربي تجاه إسرائيل".
وأضاف الإعلامي الفلسطيني: "الاحتلال فشل في التأثير على الجمهور العربي الذي كان عائقا أساسيا أمام التطبيع، وكذلك هذا فشل ذريع لكل وسائل الإعلام العربية التي حاولت تمرير هذه المفاهيم".
وفي السياق، أكد الإعلامي في الجزيرة، رائد عابد، أنّ قضية فلسطين قضية أساسية، لا يمكن نسيانها أو التخلي عنها.
وذكر عابد، أنّ "الاحتلال وأعوانه راهنوا على أن الجيل الحالي من الشباب العربي سينسى القضية الفلسطينية، لكنه أثبت تمسكه وإيمانه بالقضية (..) فشاهدنا كيف رفعت الجماهير العربية الأعلام الفلسطينية في كل المباريات".
بينما شدد المعلق الرياضي الليبي محمد بركات، على أنّ القضية الفلسطينة هي قضية كل العرب والمسلمين، قائلًا: "أتمنى كل التوفيق للشبان الفلسطينيين. نحن مع الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا، ونتمنى أن نرى العلم الفلسطيني يرفرف في كل المحافل الدولية الكبرى".
بدوره، ختم الإعلامي الرياضي في وكالة "شهاب"، فادي حجازي، بأنّ قطر كسرت كل التوقعات بتنظميها الرائع، مشيرًا إلى أنّه "وبرغم كل ما عانيناه في الطريق للوصول الى قطر لكن صدورنا أُثلجت بالمواقف المشرفة والداعمة للقضية الفلسطينية والتعاطف الواسع مع القضية".