شهد عالم الرياضة في عام 2022 الكثير من المحطات التي سيتذكرها كل مشجع وستبقى في ذاكرته لسنوات وسنوات.

وكانت بطولة كأس العالم أفضل طريقة لإنهاء العام, إذ خطفت الأنظار بالعديد من الأمور الاستثنائية، أبرزها إحراز الأرجنتين اللقب، ناهيك عن ظهور القضية الفلسطينية في البطولة بشكل منقطع النظير.

فلسطين في المونديال

ولم يأت ظهور القضية الفلسطينية في كأس العالم 2022 من فراغ, بل جاء نتيجة تواجد وفد تاريخي من فلسطين قوامه 120 شخصا في الأراضي القطرية, بجهود من الأستاذ عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة.

وعمل الوفد الذي تضمّن المتطوعين والإعلاميين والقدامى, على تعريف الجماهير المتواجدة في قطر بمختلف جنسياتها, بقضية فلسطين العادلة ومدى معاناة شعبها جراء جرائم الاحتلال المتكررة.

ولعل ما أثبت نجاح وفد فلسطين في إيصال رسالته للعالم, تواجد العلم الفلسطيني في جميع مباريات المونديال دون استثناء, كما أن الكثيرين أصبح لديهم معلومات كافية حول الاعتداءات (الإسرائيلية) المتكررة على الشعب الفلسطيني ومنعه من حرية التنقل بين شطري الوطن "غزة والضفة".

مونديال قطر الاستثنائي

يعتبر مونديال قطر 2022, الحدث الرياضي الأكثر مُتابعة من الجماهير والذي سيبقى في ذاكرتهم لسنوات مقبلة، خصوصا أنه اعتُبر من بين أفضل النسخ عبر التاريخ.

وحطّم المونديال الكثير من الأرقام, وشهد حضورا جماهيريا كبيرا ومباريات استثنائية لا يُمكن أن تُنسى وبشكل خاص نهائي البطولة بين المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي, والذي كان شاهدا على تتويج "التانغو" بقيادة "البرغوث" ليونيل ميسي.

إنجاز المغرب التاريخي

واحد من أعظم الإنجازات العربية والإفريقية في كرة القدم صنعه المنتخب المغربي, الذي قدّم بطولة كأس عالم استثنائية وتاريخية، عندما أنهى رحلته في مونديال قطر 2022 بالمركز الرابع، وكان قريبا من الوصول إلى المباراة النهائية لأول في التاريخ.

ولن يبقى هذا الإنجاز في ذاكرة الجماهير العربية فحسب، بل العالمية، التي أشادت بما قدمه منتخب "أسود الأطلس" خلال 7 مباريات للتاريخ.

ريمونتادا ريال مدريد

تابع فريق ريال مدريد الإسباني صناعة التاريخ بعد حصده لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ14، وذلك في نهائي موسم 2021-2022، عندما تفوق على فريق ليفربول الإنجليزي بهدف نظيف.

ولكن المثير أن هذا اللقب جاء بطريقة مثيرة وجنونية, بسبب صناعة النادي "الملكي" لأكثر من "ريمونتادا" انطلاقا من الدور الثاني وصولا إلى المباراة نصف النهائي، متفوقا على أندية باريس سان جيرمان الفرنسي، وتشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين.

بنزيما والكرة الذهبية

بعد انتظار دام سنوات طويلة، وصل المهاجم الفرنسي كريم بنزيما أخيرا إلى القمة، وحصد جائزة الكرة الذهبية، وذلك بفضل مساهمته الكبيرة في حصد ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا 2021-2022، وكذلك لقب الدوري الإسباني، عبر تقديمه مستوى استثنائيا, بتسجيله وصناعته الكثير من الأهداف، ليحصد جائزة أفضل لاعب في العالم التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول".

إقصاء إيطاليا الكارثي

تعرض المنتخب الإيطالي لكرة القدم, لإقصاء كارثي من الملحق الأوروبي المؤهل إلى بطولة كأس العالم 2022، وذلك بعد الخسارة أمام منتخب مقدونيا الشمالية بهدف نظيف في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى نهائي الملحق، لتكون هذه النتيجة قاسية وكارثية على بطل العالم 4 مرات، الذي كان من بين المنتخبات الكبيرة التي لم تُشارك في المونديال.

إقصاء روسيا بسبب أوكرانيا

بسبب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا, دفعت الرياضة الروسية ثمنا باهظا، وذلك بإقصائها من مختلف الرياضات وبشكل خاص رياضة كرة القدم.

فالاتحاد الأوروبي أقصى الأندية الروسية من المنافسات القارية، كما أقصى الاتحاد الدولي لكرة القدم المنتخب الروسي من المباريات الدولية وخصوصا التصفيات، وحرمه من فرصة التأهل إلى مونديال قطر 2022، هذا بالإضافة لمنع اللاعبين الروس من المشاركة في منافسات الرياضات الأخرى وخصوصا التنس.

عودة ميلان وأرسنال

شهد عام 2022، عودة فريقي ميلان الإيطالي وأرسنال الإنجليزي إلى الساحة الكروية بقوة، إذ أن الأول حقق لقب الدوري بعد غياب حوالي "11 عاما", وعاد إلى منافسات دوري أبطال أوروبا، بينما قدّم الثاني مستوى كبيرا أفضى إلى تصدره منافسات "البريميرليغ" لأول مرة منذ سنوات طويلة، وهو الآن مرشح بقوة لحصد لقب الدوري في موسم 2022-2023.

السنغال وخسارة مصر

أقيمت نسخة بطولة كأس أمم إفريقيا مطلع 2022 (بين 9 يناير و6 فبراير)، والتي شهدت وصول منتخب مصر إلى المباراة النهائية لمواجهة منتخب السنغال.

وخسر منتخب "الفراعنة" النهائي بركلات الترجيح (2–4) بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي والأشواط الإضافية.

وحظي النهائي باهتمام الجماهير والصحف الرياضية العربية والعالمية، خصوصا مع وجود النجم المصري محمد صلاح، وكذلك استخدام الجماهير السنغالية ضوء "الليزر" على وجه محمد الشناوي حارس منتخب مصر، وهي القصة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد النهائي ومطالبتهم بمنع استخدام "الليزر" في الملاعب الإفريقية.