تقرير بعد تشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا بالكيان.. هل سيكون 2023 عام الثورة الفلسطينية؟

خاص - شهاب

شهد عام 2022 المنصرم، تصاعدًا كبيرًا وملحوظًا في الحالة الثورية التي اشتعلت في الضفة الغربية لمواجهة المشروع والمخطط الصهيوني، الذي وصفه الاحتلال بأنه العام "الأكثر دموية" منذ 2015.

حيث ظهرت مجموعات مقاومة في الضفة الغربية المحتلة نفّذت عددًا من العمليات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال، كان أبرزها: "كتيبة جنين" و"مجموعات جبع" و"مجموعات برقين" و"مجموعات قباطية" في جنين، ومجموعة "عرين الأسود"، و"كتيبة بلاطة" في نابلس، ومجموعة بيت أمر شمال الخليل.

ونشر جيش الاحتلال يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022 بيانات عكست القلق من الزيادة الكبيرة بعدد القتلى في صفوفه مقارنة بالأعوام الماضية، والذي شهد 31 قتيلاً العام الماضي، وهو ما لم يحدث منذ أعوام، إذ قتل أربعة "إسرائيليين" في عام 2021 وثلاثة في عام 2020، ما يجعل عام 2022 أكثر الأعوام دموية، بحسب وصف الاحتلال، منذ عام 2015.

أما فلسطينياً، فقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين خلال 2022، 230 شهيداً، بينهم 171 شهيداً من الضفة الغربية احتجز الاحتلال جثامين 28 منهم، و53 من قطاع غزة، و6 من الداخل الفلسطيني المحتل.

وبعد أن انتهى العام الأكثر دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يبقى السؤال عن العام الجاري، ماذا سيحمل من حالة ثورية فلسطينية، بعد تشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان والتي تحمل في طياتها عدة وزراء متطرفين أبرزهم المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟.

 

ماذا سيحمل؟

المحلل والكاتب السياسي عبد الله العقاد، يرى، أن 2023 هو عام الثورة الفلسطينية، والذي سيحاصر فيه المشروع الصهيوني على المستوى العربي والدولي، وبالتالي ستكون الفرصة مهيئة أكثر ما يكون إلى ثورة تحريرية تحررية تبلغ أهدافها.

وقال العقاد في تصريح خاص لوكالة " شهاب"، إن الضفة الغربية ستكون أمام استحقاق وطني فلسطيني، وستأخذ موقعها من الفعل الثوري، باعتبارها مستقبل مقاومة الشعب الفلسطيني لذات الموقع الجغرافي التي تتمتع فيه الضفة.

وأشار إلى أن الضفة هي المقود الحقيقي للكيان الصهيوني، والقادرة على خنق الكيان واشغال جيشه في هذه الثورة، مضيفًا" إذا البداية الثورية قد اشغلت نصف جيش الاحتلال، فكيف لو اشتعلت كل الضفة الغربية".

وأكمل، "هذا يعطينا الاعتبار للضفة وقيمة أن تكون في واقعها و موقفها وبمقدمة الحراك والفعل الثوري الفلسطيني".

وتوقع العقاد، أن الداخل المحتل سيشهد ثورة في مواجهة التغول الصهيوني المتواصل، ضد وجودهم وبقائهم وليس هويتهم فقط، كما كانوا يواجهون في السابق.

ولفت إلى أن عامل التصعيد المقاوم يأتي بسبب الجنون الذي وصل إليه الكيان من خلال حكومته اليمنية المتطرفة، التي ستطغى على كل شيء، ولن تجعل هناك مجال للمناورة وستقطع كل الشكوك بإمكانية أي نوع من الحوار أو المهادنة مع الاحتلال.

وأكد أن علاقة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال إقصائية بالتمام لأنه لا يرى الوجود الفلسطيني إلا مهددًا له، ونحن بالتالي نبادله نفس الأمر، وأن وجود " إسرائيل" والمشروع الصهيوني على أرضنا هو عامل إلغاء لنا، فيجب أن نواجهه بكل قوة وتحد وصمود.

وذكر أن الحالة الثورية بالضفة الغربية المحتلة، قوية ومقدمة لمسير ثوري سيتواصل، وفق منهجية دقيقة جدًا.

وختم قائلاً:" نأمل بأن يكون هذا العام عام الثورة، التي تعم كل الأراضي الفلسطينية وليس فقط الضفة".

تحديات كبيرة

بدوره، قال رئيس منتدى العلاقات الدولية، شرحبيل الغريب، إن حكومة نتنياهو بمشاركة أحزاب إسرائيلية يمينية تعد هي الأكثر تشدداً وعنصريةً وإرهاباً وفاشيةً، وستكون هذه الحكومة مكلفة بترجمة برنامجها على أرض الواقع، وهذا ما سيجعل المشهد الفلسطيني أمام تحديات كبيرة جداً.

وأضاف الغريب، أن هذه الحكومة قدمت نفسها للناخب الإسرائيلي بوصفها الأكثر جدارة بتحقيق وعودها، وهي تشعر بأن لديها فائض قوة غير مستخدمة، ومصرَّة على أن تنفذ ما وعدت به جمهورها الإسرائيلي المتغطرس الذي يشعر أيضاً بفائض القوة.

وأوضح أن تعهدات المتطرف إيتمار بن غفير في المسجد الأقصى المبارك بتغيير الوضع القائم فيه يعني أنه سيكون ميداناً ساخنا أكثر وأكثر.

وبين أن ما يجعل المشهد أمام الفلسطيني بؤرة ساخنة، هو ما تسعى إليه الحكومة المتطرفة من تطبيق قانون الإعدام بحق الفلسطينيين، ومنح جنود الاحتلال الإسرائيلي وعناصر شرطته المزيد من الصلاحيات لإطلاق النار عليهم.

وأشار إلى أن، النقب المحتل سيكون بؤرة ساخنة في مواجهة الاستيطان الجديد، ومواجهة بن غفير ومخططاته الإجرامية ومنع الفلسطينيين استغلال أراضيهم، سواء كان نشاطاً زراعياً أو عمرانياً.

ويرى أن المشهد الفلسطيني في عهد هذه الحكومة الجديدة، سيكون قابلاً للانفجار ومرشحاً لمزيد من التصعيد في أي لحظة، لافتًا إلى أن غزة لن تكون بعيدة عن دائرة الأحداث.

ما المطلوب؟

وأكد أن المطلوب هو رصّ الصفوف وتحقيق الوحدة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات فوراً، وإيجاد برنامج وطني يتفق عليه الجميع لمواجهة هذه الحكومة الفاشية.

وأضاف، في حال نجح الفلسطينيون في ترتيب أوراقهم واعتماد سياسة وطنية موحدة في مواجهة هذه الحكومة اليمينية، فإنهم سيستطيعون أن يشددوا الخناق عليها.

وتابع، أن "الميدان لن يكون خالياً لنتنياهو وغطرسته؛ فهناك شعب فلسطيني حي ومقاومة قوية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الإجرام الإسرائيلي المتوقع نتيجة تطبيق برنامج هذه الحكومة".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة