بالفيديو قمع واعتقالات واقتحامات منازل.. هكذا افتتحت السلطة بالضفة عام 2023

أجهزة أمن السلطة

مع نهاية عام 2022، قالت جهات حقوقية في الضفة الغربية إنه كان العام الأكثر قمعًا من أجهزة السلطة بحق النشطاء والمقاومين في الضفة الغربية، غير أن عمليات الاعتقال والقمع التي شهدتها الأيام الأولى من العام 2023 تشي بأن الأسوأ لم يأتي بعد.

لم تمضي سوى أربعة أيام على العام الجديد الذي تفاءل الفلسطينيون فيه خيرًا، حتى بددت أجهزة أمن السلطة تلك الأماني، عبر سلسلة اقتحامات لمنازل المواطنين وعمليات قمع واختطاف على خلفية سياسية.

الشاب أحمد العويوي أسير محرر ومعتقل سياسي سابق في سجون السلطة، تفاجأ فجر أمس، بمحاولة قوة من جهاز المخابرات التابع للسلطة باقتحام منزله لاعتقاله، بعد كتابته منشورًا على حسابه بـ"فيس بوك"، حول ضابط مخابرات عذّبه في أثناء اعتقاله في "مسلخ أريحا".

يقول أحمد عن تجربة اعتقاله السابقة في سجون السلطة الفلسطينية، "عذّبوني لأكثر من سنتين، وسلخوا جلدي"، لذا رفضت فتح باب البيت لقوة الاقتحام التي تكوّنت من أكثر من 10 أشخاص ملثمين، ومدجّجين بالسلاح، إلا بعد حصولي على استدعاء من النيابة العامة.

ومع استمرار عناصر القوة في محاولة اقتحام المنزل وتكسير بوابته، لجأ أحمد الذي أفرج عنه قبل أسبوعين فقط من سجون الاحتلال إلى حمل أنبوبة غاز وهدد بإحراق نفسه إذا دخلوا البيت، فيما دخلت والدته المسنّة في حالة إعياء شديدة، ما اضطر إلى نقلها إلى المستشفى بسيارة إسعاف.
 

فشلت القوة في اعتقال أحمد، لكن لم تتوقف القصة هنا، فقد تلقى أحمد في اليوم ذاته اتصالًا من ضابط مخابرات إسرائيلي طالبه بالتوجه للمقابلة في مركز "عتصيون" شمال الخليل، متوعدًا إياه بالاعتقال إذا لم يحضر للمقابلة.

أجهزة السلطة في الخليل تعتقل عدداً من أبناء عائلة القواسمي الليلة الماضية، بعد فضها اعتصام للعائلة للمطالبة بالإفراج عن ابنهم المحرر سعيد القواسمي المعتقل لدى المخابرات العامة بدون تهمة.

مسلسل اعتقالات مستمر

لم يكن أحمد وحده من تعرض للملاحقة والمطاردة من قبل أجهزة السلطة فقط خلال الأيام الماضية، فقد تم اختطاف الأسير المحرر محمود صبح من بلدة برقين، وزيد الحاج من نابلس، والطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين عيسى عصافرة، والشاب محمد عصافرة ومصعب أبو علبة ومعتصم علقم وحسين إبراهيم الزهور وجميعهم من الخليل.

كما تواصل أجهزة السلطة اختطاف والد الشهيد مصعب والأسير أسامة التميمي على الرغم من معاناته من مرض القلب، إضافة إلى ما يزيد عن 50 معتقلًا سياسيًا أبرزهم المطارد للاحتلال مصعب اشتية ورفيقه عميد طبيلة.

فض اعتصام

محاولة اقتحام منزل الشاب أحمد العويوي لم تكن الحادثة الوحيدة التي شهدها مطلع العام 2023، فقد قمعت أجهزة أمن السلطة مساء أمس الثلاثاء، اعتصام عائلة القواسمي الذي نظمته أمام منازل العائلة في منطقة الحرس بالخليل، رفضًا لاعتقال جهاز المخابرات نجلها الأسير المحرر سعيد القواسمي، الذي أمضى 10 سنوات في سجون الاحتلال.

الأسير المحرر مقداد القواسمي قال في تعقيبه على قمع السلطة للوقفة التي نظمتها عائلته، إن السلطة تحاول كل يوم أن توصل رسالة للمحتل بأنها قادرة على قمع أي صوت ضد المحتل في الضفة الغربية.

 وأضاف:" ليس هكذا تكافئ عائلة القواسمي، عائلة الشهداء والأسرى والجرحى والمجاهدين". وأشار القواسمي إلى أن أجهزة السلطة ترد على اقتحام الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" للمسجد الأقصى صباح اليوم، بالاعتداء على منازلهم ومداهمتها ليلاً.

 وأوضح أن عناصر أجهزة السلطة أطلقوا قنابل الغاز والصوت تجاه منازل العائلة، واعتقلوا اثنين من أبنائها أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جهته قال صهيب زاهدة ناشط سياسي في الخليل، إن سلوك السلطة لا يخدم إلا سياسة "بن غفير" الذي يسعى لطرد وتهجير الشعب الفلسطيني.

 وأضاف أن أجهزة السلطة تمر بحالة من التخبط العميق، ولا يوجد أي تفسير لما ترتكبنه بحق المواطنين في الضفة الغربية.

 وأوضح زاهدة أن السلطة تقوم بمهاجمة البيوت وترويع الأطفال، بدلاً من التصدي لـ "بن غفير " الذي أعلن حربه على كل ما هو فلسطيني.

وكانت مجموعة "محامون من أجل العدالة" أكدت أن العام الماضي حقّق أرقامًا قياسية في حالات الاعتقال والاستدعاء السياسي بما يزيد على 500 حالة، وتعذيبًا وسوء معاملة تعرّض لها المعتقلون لم تشهدها الحالة الفلسطينية منذ قدوم السلطة عام 1994.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة