حمزة عماد _ شهاب
منذ بداية عام 2023، ارتقى 13 شهيدًا في أماكن متفرقة من الضفة المحتلة بينهم 3 أطفال، في ارتفاع كبير لوتيرة عمليات القتل والإعدام الميداني الذي ينفذه جنود الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين العزل.
جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، باتت تنذر بانتفاضة جديدة في الضفة المحتلة، حذرت منها قيادات أمنية وعسكرية إسرائيلية، دون أن تلقي حكومة الاحتلال المتطرفة بالًا لهذه التحذيرات، الأمر الذي أكد عليه مختصون في الشأن الإسرائيلي في أحاديث منفصلة لوكالة شهاب للأنباء.
ثورة شعبية شاملة
المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة قال إن، الظروف في الضفة الغربية تتهيىء من حيث يريد الاحتلال أو لا يريد إلى ثورة شعبية شاملة من قبل الشعب الفلسطيني، تحديدًا بعد سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة المستمرة بحقهم.
وأكد رمانة خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، أن الضفة الغربية تتجه إلى انتفاضة ثالثة في ظل استمرار جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مضيفًا أن جبهة الضفة أخطر بكثير على الاحتلال من أي جبهة أخرى.
وأضاف أن حكومة الاحتلال الجديدة تريد أن تضبط الأوضاع بالحديد والنار، لإيصال رسالة لناخبيها أن هذه الطريقة التي يخنع من خلالها الشعب الفلسطيني.
حكومة كولونيالية
وكشف رمانة أن "الشاباك" معترض جدًا على الوضع الحالي الذي يحدث في الضفة نتيجة سياسة الحكومة الجديدة بحق الفلسطيني، مضيفًا أن قيادات أمنية إسرائيلية حذرت من سياسة حكومة نتنياهو الجديدة.
وتابع "عندما نصف أن الحكومة الحالية حكومة فاشية فإننا عمليًا نقلل كثيرًا من سوئها لأن الفاشية نهج فكري معروف لديه إيجابيات وسلبيات، ويكفي أن نصف هذه الحكومة بأنها حكومة "كولونيالية" وتحت كلمة "الكولونيالية" يمكن أن نعدد كل السوء التي مرت فيه دولة الاحتلال العنصرية".
تكتل أمني عسكري
بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، أن هناك جسم داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحدد ماذا يريد بالتحديد تصعيد أم هدوء في الضفة الغربية، مبينًا أن الممارسات الإسرائيلية الأخيرة وعمليات القتل المتعمدة تشير إلى استمرار التصعيد في القتل بحق الفلسطيني التي يتوقع أن ترتفع وتيرته مع قدوم شهر رمضان المبارك.
وقال سمور خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، إن الحكومات الحالية في الاحتلال لا تتحكم في مقاليد الأمور مثل الحكومات السابقة، موضحًا أن من يتحكم في دولة الاحتلال اليوم، وفي الملف الفلسطيني خاصة "تكتل أمني عسكري" يُسير السياسيين ويوجههم كيفما يشاء.
وأضاف أن التيار الأمني العسكري له حسابات خاصة تتعلق بشؤونه الداخلية وفي الصراع في المنطقة، ويرى أن الفلسطينيون خاصرة ضعيفة يمكنهم الضرب عليها متى يريدون خاصة في الضفة الغربية، لا سيما أنهم يحسبون حساب لصواريخ غزة وجبهة حزب الله اللبناني.
الفلسطيني يمتلك الشجاعة
وأشار الكاتب سمور إلى أن دور السياسي فقط التصريح للإعلام والتوقيع على قرارات التكتل الأمني العسكري، مبينًا أن الحكومة الحالية هي واجهة فقط لتكتل أمني عسكري يحكم الكيان ويتحكم بالقرارات.
ولفت إلى أن الفلسطيني يمتلك الشجاعة في مواجهة جرائم الاحتلال بالضفة الغربية، مؤكدًا أن المقاومة تتصدى لاقتحاماته المتواصلة في المدن والقرى وتضربه على الحواجز وبعض الطرق.
وبين سمور أن الاحتلال تقلقه ظاهرة المقاومة المتصاعدة في الضفة ويحسب لها حساب، ولكنه يوهم نفسه بأنه ما زال يتحكم في الأمور.
وأضاف أن الضفة تسير إلى مزيد من التهويد والاستيطان والقتل اليومي المتعمد ومحاولات تهويد المسجد الأقصى.
وارتقى 13 شهيدًا في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، والذين كان آخرهم الشهيد أحمد حسن كحلة 45 عامًا.
وبين الشهداء الـ13 الذين ارتقوا منذ بداية العام برصاص قوات الاحتلال، ثلاثة شهداء أطفال.