تفاصيل إفادة ناصر القدوة المسربة تكشف اللحظات الأخيرة لجنازة الراحل عرفات

ناصر القدرة

نشرت قناة أيقونة الثورة عبر تطبيق تلجرام، اليوم الخميس، محضر إفادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "المفصول" ناصر القدرة، فيما يتعلق بقضية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

هذا ما جاء في تفاصيل الإفادة المسربة:

س: لو قلنا أن القرار الذي أخذ دوليًا بتغيير النظام السياسي هل تعتقد أن العرب كانوا على علم أو كان هناك اتفاق بين العرب والدول العالمية بتغيير النظام السياسي أم أن العرب أضعف من أن يقولوا لا ؟

من الصعب الحكم إذا كان هناك موقف عربي إيجابي نتيجة الاتفاق أو نتيجة ضعف لن يكون بالإمكان معرفة الدافع الحقيقي لكن بطبيعة الحال يصعب تصور برنامج من هذا النوع مطروح دوليًا دون أن يكون موجود نوع من أنواع الموافقة العربية عليه على الأقل من قبل بعض الدول العربية وكان واضح ان في بعض الدول العربية تسير في مسألة التغييرات النظام السياسي واستحداث المطلوب سياسيًا ويعني بصراحة أيضاً في مشاركة فلسطينية.

س: بعد المشاركة العربية هل هناك مشاركة فلسطينية في هذا المشروع؟

كان هناك أمور علنية يعني أنا لا أستطيع أن أفهم كيف أن الرئيس محاصر وهناك بعض القيادات عندنا تسافر إلى الخارج في اجتماعات.

س: مثل من؟

كل القيادة السياسية في ذلك الوقت مثل أبو علاء وأبو مازن ونبيل شعث وصائب عريقات وأعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء اللجنة المركزية وأعضاء أي شيء مهم على الساحة الفلسطينية كل كان يلتقي وفود، كان يجي الوفد على رام الله ويقول لن التقي ياسر عرفات ويلتقي الإخوان، أبو عمار كان بوقتها يقول المصلحة الوطنية وكذا وليس مهم ولكن لم يكن ممكن لأبو عمار أن يقول غير ذلك ولكن المهم نحن ماذا كنا نقول، إذا كان جاي وفد وزير خارجية أو رئيس وزراء ويقول أنا لن ألتقي ياسر عرفات الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح ونحن نذهب ونقابله، حتى لو ما كان في سوء نية هذا يعني التعامل أو التعايش مع المشروع المطروح سواءً أعجبنا أم لم يعجبنا.

س: الاجتماعات التي كانت تحصل برام الله معروفة كانت تحصل مع قيادات معروفة سواءً من كان يقول أبو عمار كلفني أو لم يقل ذلك، هل عندك معلومات عن اجتماعات حصلت أو عن اتصالات حصلت في أمريكا على سبيل المثال؟

أنا شاهدت تحضير لأحد اجتماعات اللجنة الرباعية لأن الاجتماع استثناءً كان سيعقد في نيويورك وحصل فعلاً في مبنى الأمم المتحدة نفسها وهذا قليل ما يحدث وبالتالي عندي في البيت استطعت أن أرى التحضير للاجتماع الرباعي وطبعاً فوجئت وذهلت أنه كان فيه بيان يتم تحضيره وهذا البيان أظن كان أول بيان بيتحضر بيدعو أو ربما الثاني بهذا الوضوح الأول ربما كان إشارة سريعة فيما يتعلق بتغيير النظام السياسي الفلسطيني.

س: ماذا كان مطروح في البيان؟

مسألة استحداث رئيس للوزراء ومسألة تقليص الصلاحيات المالية والأمنية كل شيء كان يحكي في ذلك الوقت والذي بدأ عمليًا طبعًا المايسترو جاء في بيان الرباعية أنا شاهدت هذا وحاولت ان أقول رأيي بصراحة بأنني بطبيعة الحال ضد تطعيم النظام الفلسطيني السياسي من حيث المبدأ بعيدًا عن قصة ياسر عرفات أنا ضده لأنه باعتقادي غير مناسب للشعب الفلسطيني وأن النظام الرئاسي هو النظام الأفضل ولكن هذه قصة أخرى، وحاولت أن أقول لهم ماذا تفعلون واختلفنا لدرجة أني قاطعت الاجتماع بالرغم من أنه يعقد في نيويورك ولم أذهب إلى الاجتماع ولكن لم أعلم ياسر عرفات بذلك لأنني لم أعرف ماذا أقول له.

س: هل كان أحد فلسطيني غيرك موجود؟

الذي كان مسؤول في تلك المناسبة والذي كان يتحاور مع تيليري لارسون على سبيل المثال حاولت أن أدفع بحوار مع الروس ولم ينجح في الحقيقة جلسنا وتسلينا ولم نتكلم جديًا هو الأخ نبيل شعث، أنا لا أقصد أن أقول أن نبيل شعث مثلاً كان يقود القصة ليس هذا ولكن هذا هو كان واقع الحال.

س: هذا الكلام الذي حصل بالجلسة وأنت قاطعتها هل بلغت أبو عمار عنها؟

لا

لماذا؟

لأني وجدت القصة أعيب من أن تُبلّغ للرجل في الوضع الذي كان فيه، ماذا سأقول له، هل أقول له بأنني لم أذهب للاجتماع لأنه كان في نقاش نحن شاركنا فيه يعني ماذا سأقول له؟

س: من هم الأشخاص الذين تحدث معهم؟

منهم سلام فياض وكان وقتها وزير مالية وسأله على الرواتب وبالذات لبنان وقال له لا تتأخر على الساحة اللبنانية وكان عادي، وأظن مع الأمير عبد الله ولكن كان يحتاج أن يساعده أحد قليلاً على الحمام ومساعدته بالأكل قليلاً شيء من هذا القبيل بدأنا نرتاح ونطمئن بأن المسائل بالاتجاه الصحيح.

س: تقديرك الشخصي الغير مستند لمعلومات أو مستند لمعلومات لا أعلم هل تعتقد أن أبو عمار مات مسمومًا؟

نعم، أعتقد ذلك وهناك بعض الأمور التي كانت أمامنا في باريس

س: بين مَنْ ومَنْ المعركة التي حدثت بخصوص موضوع دفن أبو عمار؟

للأسف الشديد بيني وبين أطراف أخرى لم يكن يوجد قيادة فلسطينية في هذا الموضوع، بدأت القصة بأحد موظفين الأمم المتحدة اتصل علي وقال لي يا أخي هذه دنيا وكذا ولا نعرف ماذا يمكن أن يحدث لذا يجب علينا أن نبدأ بالتفكير فقلت له بماذا يجب أن نفكر، قال: أنت تعلم أن هذا زعيم كبير ويجب أن تقام له جنازة مثلاً في بلد مثل مصر، ولكن بعد ذلك ممكن يكون في دفن مؤقت في غزة قلت له اسمع نحن قبل أن يتوفى ياسر عرفات سوف نأخذه على مكتبه برام الله وهو حي، ولكن اذا ربنا تذكره سوف نحمله ونمشي باتجاه القدس إلى حين ما الإسرائيليين يطلقوا علينا النار نتوقف وندفنه في المكان الذي طخوا علينا فيه ، قال لي هذا موقف متطرف فقلت له وأنت ما هذا الكلام الذي تقوله نحن نريد أن ندفنه بالقدس، بعد ذلك حدثت اتصالات عديدة من قبل المصريين وبعلاقة شخصية وبالتحديد أحمد أبو الغيط قال لي يا ناصر نريد أن نحضره على مصر ونريد له جنازة عسكرية وجنازة دولية، قلت له شكراً جزيلاً ولكن دون ضمانات واضحة وعلنية أن على الأقل رام الله لن نأتي على مصر، غاب ساعة وعاد وقال لي يوجد ضمانات أعطيت لعمر سليمان أنه لا مشكلة، قلت له هذا غير كافي مثل ما قلت لك أريد ضمانة على أعلى مستوى وعلنية حتى نبدأ نفكر بالمجيء على مصر، لأنني كنت أخشى أن يغلقوا كل الأبواب أمامنا في مصر ويضعوه بالثلاجة ويذهبوا به إلى غزة ، عاد في وقت لاحق وقال لي الرئيس حصل على هذه الضمانات وسوف تسمع هذا الكلام في الراديو، وهذا الذي حصل بعد ساعات بدأ الحديث الإسرائيلي يقول أنه لا يوجد مانع أن يحضروه على رام الله، أنا تقديري كان لو كان في صمود أكثر كان قدرنا نحضره على القدس، يعني لو كان في جهاز شغال بس ما كان في طبعاً، أنت الآن سوف تستغرب كيف كل هذا الكلام يحدث وأبو عمار يموت، أنا لم أشعر بالانهيار إلا بعد ذلك أما قبل ذلك كأن الواحد في مهمة سياسية.

س: هل تحدثت أنت شخصيًا مع أبو مازن؟

لا، مع أبو علاء وجاء بعد ذلك الوفد الفلسطيني، طبعاً كان في مشكلة مع الأخت سهى وقتها حيث أنها تثير مشاكل بالإعلام وبطريقة تصرفاتها ولا داعي لأن ندخل بهذه القصة ورفضت أن ينزلوا لكي يروه في البداية، والفرنسيين كانوا خائفين أن يحدث مشكلة بين المرافقين وأخذنا نتوسط، المهم بالنتيجة اتفقنا أن كل الوفد يأتي على المستشفى فوق وأحضرنا سهى ومن ثم نزل فقط أبو علاء تحت.

س: من نزل لغرفة أبو عمار غير أبو علاء؟

لم يدخل المستشفى بمعنى المستشفى وليس الكافتيريا إلا كل من سهى وليلى شهيد ورمزي خوري وأنا فقط بالإضافة إلى اثنين من الأطباء والمرافقين إلى أن جاء ودخل أبو علاء، كل من سمعتم أنه جاء إلى المستشفى جاء مرة يعني سمعت منيب المصري مرة ومحمد دحلان سمعت أن خالد بس أنا ما شفت أحد منهم، كل هؤلاء جاؤوا على المستشفى بمعنى أنهم دخلوا من البوابة ويذهبوا في نفس الطابق إلى الكافتيريا يجلسوا فقط لا أحد كان مصرح له بالدخول إلى الأقسام الطبية لم يدخل المستشفى إلا الأسماء التي ذكرتها.

س: أنت قلت أنك وليلى شهيد جلستم مع الخارجية وطلبت منهم أن يكونوا صادقين معنا؟ هل أجابوا بشيء؟

الذين قابلناهم موظفين وليس رئيس الوزراء ولا الوزير، قالوا لنا ثقوا فينا وقالوا كلامًا عامًا، طبعًا أنا قابلت وزير الخارجية بعد ترتيب الجنازة والأمور المتعلقة فيها وجاء شيراك مرتين على المستشفى أنا أدركت تقريبًا أن الموضوع انتهى ، وشيراك اتصل في يوم وقال أنا أريد أن أحضر إلى المستشفى لأنني مسافر على بروكسل في مؤتمر الأوروبيين نحن ردنا كان بأننا حتى الآن لا نريد استقبال شخصيات هامة، لأن هذا يفتح عيلنا باب البروتوكول وهذا باب لا يمكن إغلاقه ، فصمم شيراك أن يراه قبل أن يسافر، فقلنا له أن يحضر غدًا فقال أنه يريد أن يحضر اليوم، طبعًا سهى كانت ضد لأسباب أخرى أسباب ما كان حد فاهمها، بس احنا لسبب طبي كنا لا نريده أن يأتي، ولكن عندما صمم وقال أنا قادم لزيارته كرئيس جمهورية يعني سواء عجبك أم لم يعجبك هو قادم ، فهمت أنا أن لديه معلومات فجاء وهو ما زال على قيد الحياة المرة الأولى وجاء ثاني مرة بعد الوفاة.

س: عندما جاء الوفد الفلسطيني إلى المستشفى هل تحدثتم بترتيب وضع النظام السياسي؟

لا، لم نتحدث يعني في المرة الثانية بعد الوفاة ظهرت قصة أخرى قصة التقرير الطبي أن القانون الفرنسي يمنع إعطاء التقارير الطبية للمرضى إلا للأقارب المباشرين وضمن تسلسل محدد: الزوجة، الأولاد.. وهكذا، وسهى كانت مصره أن يسلم فقط لها، فكيف التف الفرنسيين على هذا الكلام وأعطوا سهى نسخة من التقرير الطبي وأعطوني أنا نسخة من التقرير باعتباري قريبه وليس باعتباري من الجهة الرسمية الفلسطينية وهذا أيضاً مخالف للقانون ولكن يجدوا له تخريجة، وكان المهم وقتها كيف تطرح الموضوع للإعلام الفلسطيني والدولي ..الخ و كيف تتحدث وما هي توقعاتنا وماذا نفهم عن هذا الأمر، أنا بتذكر إن ما قلته وقتها هو نفسه الذي لازلت أقوله حتى الآن بأننا لا نستطيع أن نقول بشكل قطعي أن هذا تسمم لأنه لا يوجد لدينا دليل ولكن لدينا شعور وإحساس نعم هذا هو ، والتقرير الطبي من وجهة نظرنا يشير إلى هذا بشكل واضح، لأن التقرير الطبي يقول على سبيل المثال أن هذه حالة لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، ماذا يعني مستشفى عسكري ويقول لا يمكن تفسيرها، التقرير الطبي يقول أن السبب المباشر في الوفاة هو تكسر الصفائح وتكسر الصفائح لها ثلاثة أسباب: 1) سرطان ولا يوجد مثل هذا الأمر. 2) التهابات حادة ومنتشرة واسعة النطاق ولا يوجد مثل هذا الأمر. 3) أو تسمم ونحن لم نجد أي سم معروف لدينا يعني لم يكذبوا ولكن لم يقولوا كل الحقيقة، هم لم ينفوا ولكن القراءة العلمية تشير أنه تسمم، في أوقات لاحقة عملت على تقوية هذا الموقف قليلاً ولكن لم يتغير شيء ولكن ترتيبه على الأقل تغير بأننا مقتنعين أنه تسمم وأن إسرائيل هي الطرف المسؤول وأن ما نحتاجه هو قطعة الدليل الأخيرة، في باريس صرح أحد الإخوان بأنه ثبت لدينا أنه لا يوجد تسمم.

س: من الذي صرح بذلك؟

الأخ نبيل شعث، وأنا أذكر أنني عاتبته بقسوة كيف تقول هذا الكلام، فقال لي يا أخي الأمور صعبة ومعقدة ونحن نريد أن نلم الموضوع وأن الوضع خطر في البلاد، كلام من هذا القبيل أنا لا أريد أن أدخل في حسن النية أو سوء النية بتصور أنه لم يكن لديه سوء نية ولكن هذا خطأ جسيم من وجهة نظري في ذلك الوقت وعلى الأقل لم يساعد أن يكون في رسالة إعلامية موحدة بهذا الاتجاه.

أنا مقتنع وقلت هنا سنكتشف الحقيقة بمعنى الدليل، هذا شرق أوسط لا يوجد فيه أسرار وهذه إسرائيل يعني مسألة سنوات وليست مسألة قرون ولا مسألة عقود، سنتوصل إلى الدليل النهائي بهذا الموضوع.

س: بما أنك تتبعت عدة مواضيع ضرورية لم يأتي ببالك أنه يوجد عندنا أدوات محلية في المرافقة؟

ليس فقط لم يأتي في بالي ولكن أنا كنت بالمستشفى لدي قناعة أنه يوجد حالة تسميم وذكرت أننا ذهبنا إلى الخارجية الفرنسية وفكرت أتكلم مع بندر لكي يكلم الأمريكان ويرى أحد ولكن شعرت بأنني لوحدي وكل الضغط علي.

س: ألم تفكروا أو تطرح لديك فكرة بالتشريح؟

طبعًا، لكن الذي يمنع من الحصول على المعلومة الطبية بشكل واضح ومباشر هو نفس الشيء الذي سيمنع من الحصول على نتيجة التشريح، يعني تريد أن تأخذ عينة تبعتها إما على أمريكا أو على القاهرة من سيتحمل المسؤولية السياسية إذا فرنسا وجاك شيراك وصل معها لهذا الحد بأن تكذب ولم تعطينا الدليل، لأن هذه مسؤولية سياسية كبرى، في هذا العالم في ظل ميزان القوى هذا مَنْ الذي من الممكن أن يتحمل المسؤولية السياسية بأن يعطيك النتيجة الحقيقية.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة