خاص - شهاب
أكد المختص والباحث في الشأن الإسرائيلي ساري عرابي أن انخراط عناصر من أجهزة أمن السلطة في صفوف المقاومة المسلحة، وتصديهم للاقتحامات الإسرائيلية اليومية لمدن الضفة الغربية المحتلة، مكسب كبير للشعب الفلسطيني عمومًا وللمقاومة على وجه الخصوص.
وقال عرابي في حديثه لوكالة "شهاب" للأنباء، إن انضمام الكوادر الأمنية من أجهزة السلطة لصفوف المقاومة يُضعف من السياسات الرسمية التي تتعارض مع فكرة المقاومة والقضية الفلسطينية، مُستدركًا "هذا مكسب بالتأكيد لحالة المقاومة ومُزعج إلى حد كبير للاحتلال الإسرائيلي".
وبيّن أن ما يميز عناصر الأجهزة الأمنية الذين يشاركون في مقاومة الاحتلال عن غيرهم من الشبان المقاومين من خارج صفوف الأجهزة الأمنية، أنهم تلقوا تدريبات عسكرية كبيرة ولديهم عتاد عسكري.
وارتقى صباح اليوم، الشاب عز الدين صلاحات، أحد عناصر الأجهزة الأمنية وقائد في كتائب شهداء الأقصى، بعد اكتشافه القوة الإسرائيلية الخاصة، التي اقتحمت مخيم جنين، واشتبك معها من نقطة صفر، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
ووفق المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن هناك فرق بين تغير توجهات قيادة السلطة بما في ذلك الأجهزة التنفيذية التابعة لها، وبين السلوك الفردي لعناصر موجودة داخل السلطة.
وأشار إلى أن هذه الحالات البطولية تبقى فردية ومحدودة بالنسبة لعشرات آلاف العساكر وعناصر الأمن المنتسبين بأجهزة السلطة الفلسطينية.
وشدد على أن السلوك الفردي للعناصر الأمنية لا يُمثل التوجهات الرسمية لقيادة السلطة، مرُدفًا " أعتقد أن السلطة ما زالت تسيطر على عناصرها، وتقوم بتطبيق التنسيق الأمني حتى هذه اللحظة، على نحوٍ لا يتفق مع فكرة وإرادة المواجهة للاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف : "لو أن السلطة فقدت سيطرتها تمامًا، لكن المشهد مختلف عما هو عليه حاليًا.
ولفت عرابي إلى أن الاعتقالات السياسية ما زالت مستمرةً وهناك ممارسات تتناقض مع فكرة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع "الموظفون في السلطة، سواء كانوا في الجهاز المدني أو كانوا في الجهاز الأمني، هم من الشعب الفلسطيني، وبالتأكيد هم يعانون ما يُعانيه بقيه الفلسطينيين، إذ يشاهدون القتل والعدوان، ويمرون على الحواجز، ولهم أقارب وأصدقاء استشهدوا أو اعتقلوا".
الشهيد صلاحات لم يكن الأول ولن يكون الأخير من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الذين انبروا للدفاع عن شعبهم وقضيتهم، غير آبهين بسياسة التنسيق الأمني التي تنتهجها قيادة السلطة.
وكان الشهيدان أحمد وعبد الرحمن عابد من أفراد الأجهزة الأمنية، قد أقدما في الرابع عشر من أيلول عام 2022، على تنفيذ عملية إطلاق نار بطولية بالقرب من حاجز الجلمة العسكري، شمال جنين.
كما اشتبك الشهيد حمدي أبو دية في السابع عشر من يناير الحالي، مع قوة إسرائيلية خاصة عند المدخل الشمالي لبلدة حلحول شمال الخليل، وقافلة طويلة من الشهداء الذين تمردوا على سياسة التنسيق الأمني، وداسوا على كافة محاولات سلخهم عن شعبهم وقضيتهم.
وارتقى منذ صبيحة اليوم، تسعة شهداء بينهم سيدة مسنة، في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحام مخيم جنين.