"على غرار دايتون"

خاص سياسي يفنّد لشهاب موقف السلطة من خطة "فينزل" الأمريكية لاقتلاع المقاومة

عباس ، بلينكن

خاص - شهاب

عقّب الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، على طلب وزير الخارجية الأمريكي بلينكن من رئيس السلطة محمود عباس إنشاء "قوة خاصة" بهدف اقتلاع قوى المقاومة في الضفة الغربية، وخاصة جنين ونابلس.

ويرى عرابي في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، يوم الخميس 2 فبراير 2023، أن المشهد الفلسطيني أصبح واضحا بالنسبة للفلسطينيين ولا يوجد ما يمكن أن تتذرع به السلطة سواء سياسيًا أو اقتصاديًا من أجل الذهاب مع أطروحات أمريكية.

وقال عرابي، إن السلطة الفلسطينية في مرحلة تختلف عن مرحلة الانقسام وخروجها من قطاع غزة عام 2007، حيث الآن ليس لديها ما تقدمه من ناحية اقتصادية ولا سياسية كما لا تحظى بشرعية انتخابية، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية تختلف كثيرا عن فترة "الجنرال دايتون".

وتساءل في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة والأكثر إيمانًا بتكريس الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة، ماذا يمكن أن تقول السلطة للشعب الفلسطيني في تبرير لهذا الأمر، مشيرًا إلى أن فكرة نجاح إعادة صياغة الأجهزة الأمنية ستكون أقل نجاحًا مقارنة بـ عام 2007.

وعن إمكانية استجابة السلطة لطلب "بلينكن"، أكد المحلل عرابي، أن الأولى في موقف حرج ولا تستطيع قول لا ولكن في الوقت نفسه يصعب عليها أن تمضي أكثر في هذا المسار ولذلك سوف تعاني من ارتباك كبير في مواجهة الجماهير، مشددًا على أنه ليس للسلطة ما تقدمه.

وحث وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، لتنفيذ خطة تتضمن إنشاء قوة "خاصة" تهدف إلى تشديد السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس، وكبح جماح قوى المقاومة فيهما.

ونقل تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين رفيعي المستوى، أن هذه الضغوط تأتي في إطار بحث إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن سبل تهدئة الوضع في الضفة الغربية، وكبح نشوب انتفاضة ثالثة.

فيما ترى الإدارة الأمريكية أن "تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية التي تعمل على كبح المقاومة، هو سبب رئيسي للتصعيد"، حسب "أكسيوس" نقلا عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين.

وشدد "بلينكن" خلال لقائه مع "عباس"، في مقر رئاسة السلطة في رام الله الثلاثاء، على أنه "من أهم الخطوات التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها من أجل تهدئة الوضع الأمني، قبول وتنفيذ خطة أمنية صاغتها الولايات المتحدة بواسطة المنسق الأمني الأمريكي الحالي في القدس مايكل فينزل".

وأفاد الموقع الأمريكي نقلا عن المسؤولين، بأن "خطة فينزل تحدد كيف يمكن لقوات أمن السلطة استعادة السيطرة على شمالي الضفة الغربية، وخاصة جنين ونابلس".

وتشمل الخطة كذلك "تدريب قوة خاصة تتبع للسلطة سيتم نشرها في مناطق شمالي الضفة"، لمواجهة "قوى المقاومة الفلسطينية".

ولفت التقرير إلى أن "فينزل" قدم خطته إلى السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال قبل عدة أسابيع، في الوقت الذي صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته العدوانية على مدينتي نابلس وجنين، كان آخرها العدوان على مخيم جنين، الذي أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين الخميس الماضي، عشية وصول "بلينكن".

وحسب التقرير، فإن الجانب الإسرائيلي وافق على الخطة الأمريكية، لكن السلطة أبدت تحفظات عليها، أبرزها أنها لا تتضمن أي مطالب من الاحتلال على شاكلة تقليص عملياته في المنطقة (أ)، إذ قال مسؤولون في السلطة لنظرائهم الأميركيين: "لا يمكننا العمل أثناء النهار عندما يقتل الجيش الإسرائيلي الناس ليلاً".

وذكر التقرير أن المسؤولين في السلطة الفلسطينية شددوا على أن "الخطة لا تتماشى مع طريقة عمل أجهزة أمن السلطة، والتي تقوم أيضًا على أساس المفاوضات وليس فقط عبر استخدام القوة، كما أن الجدول الزمني الذي حدده الأمريكيون لتنفيذ الخطة كان قصيرًا جدًا". "كما أن الخطة لا تأخذ بعين الاعتبار حاجة السلطة لحشد دعم الرأي العام الفلسطيني لمثل هذه العملية"، وفق التقرير ذاته.

وأشار تقرير "أكسيوس" إلى أن "عباس" اجتمع مع رؤساء الأجهزة الاستخباراتية في مصر والأردن ومسؤولين أمنيين من البلدين، الذين طالبوه باتخاذ خطوات لتحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية، ونقلوا إليه رسائل مماثلة لتلك التي ناقشها خلال اجتماعه بـ "بلينكن".

يأتي ذلك في ظل حالة "الضعف" التي تعاني منها السلطة الفلسطينية شمالي الضفة، وفقدان أجهزتها الأمنية للسيطرة على مدينتي جنين ونابلس.

ويشير التقرير إلى تآكل الدعم الشعبي للسلطة شمالي الضفة بسبب "تصاعد الأزمة الاقتصادية والفساد الذي ينخر في مؤسساتها وحالة الإحباط" جراء عدم إحراز أي تقدم يذكر لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك "إطلاق عملية سياسية".

وبالإضافة إلى الضغط على الرئيس الفلسطيني فيما يتعلق بالخطة الأمنية، أفاد الموقع الأمريكي بأن "بلينكن" حث "عبّاس" على استئناف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل، الذي أعلنت السلطة الأسبوع الماضي تعليقه.

وفي أعقاب عدوان الاحتلال في جنين، الخميس الماضي، أعلنت السلطة الفلسطينية عقب اجتماع طارئ، تعليق التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إنه "لم يعد قائمًا اعتبارًا من الآن".

ويدعي الاحتلال الإسرائيلي أنه ينفذ عمليات الاقتحام والمداهة في جنين ونابلس، لاعتقال مقاومين مطلوبين لأجهزة الاحتلال الأمنية، لأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تعجز عن القيام بذلك بنفسها.

في حين يقول مسؤولون فلسطينيون إن التوغلات الإسرائيلية تقوض شرعيتهم وقدرتهم على العمل ضد المجموعات المسلحة (المقاومين) شمالي الضفة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة