خاص _ حمزة عماد
تشهد مدينة القدس المحتلة في الآونة الأخيرة، انتهاكات وممارسات كبيرة من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، اقتحامات متواصلة للمستوطنين، ومشاريع استيطانية مستمرة، الأمر الذي يضع المدينة المقدسة في وجه العاصفة، قبل قدوم شهر رمضان المبارك.
وكشفت قناة "كان" العبرية عزم شرطة الاحتلال الإسرائيلي تجنيد 4 سرايا احتياط تابعة لقوات "حرس الحدود" لتعزيز عناصرها في باحات المسجد الأقصى المبارك "استعدادًا لمواجهات محتملة قد تقع خلال شهر رمضان المبارك الشهر المقبل".
وقالت القناة إن شرطة الاحتلال ستجري تدريبًا يحاكي اقتحام العديد من العناصر للمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تستعد لتعزيز قواتها بالمزيد من سرايا الاحتياط وفقًا لتطور الأوضاع الميدانية في القدس والمسجد الأقصى.
المؤسسة الأمنية قلقة
المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، قال إن قدوم شهر رمضان المبارك يتزامن مع أعياد يهودية للمستوطنين، لذلك يجهز الاحتلال سرايا جديدة لدفعها في مدينة القدس، موضحًا أن هذا الأمر جاء بناءً على طلب الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وأكد بشارات في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن المؤسسة الأمنية قلقة من تصاعد الأمور في مدينة القدس في ظل الأعياد اليهودية وشهر رمضان، مؤكدًا أنه يحاول السيطرة على الوضع في القدس وعدم تدهور الأمور.
وأضاف أن، الأوضاع متصاعدة في مدينة القدس بسبب هدم البيوت واقتحامات الاحتلال المستمرة للأقصى، موضحًا أن هذا الأمر يعد سببًا رئيسيًا أيضًا لدفع التعزيزات للمدينة.
وأشار بشارات إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على الأوضاع في القدس خوفًا من اندلاع انتفاضة ثالثة، مؤكدًا أن الانفجار في القدس قادم لا محال بسبب انتهاكاته المستمرة في المدينة ولكنه يحاول تأخيرها.
وشدد بشارات أن الأوضاع في مدينة القدس على صفيح ساخن وقد تنفجر في أي لحظة، مشيرًا إلى أن الأمور غير مستقرة في المدينة المقدسة.
جذوة المقاومة لن تتوقف
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة، إن حكومة الاحتلال الحالية تتوقع تصاعد عمليات المقاومة في مدينة القدس تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، لذلك قامت بتجهيز أربع سرايا لدفعها في المدينة المقدسة.
وأكد جعارة في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الاحتلال ومنظومته الأمنية تحسب حساب لشهر رمضان المبارك بسبب ارتفاع وتيرة العمل المقاوم فيه، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يقلق المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح أن كل التشديدات الأمنية والتعزيزات العسكرية التي تدفع بها حكومة الاحتلال للقدس، لن توقف المقاومة فيها، مؤكدًا أن هذا الأمر يربك الاحتلال وقادته.
وشدد جعارة على أن حكومة الاحتلال الحالية تزيد من وتيرة انتهاكاتها بحق الفلسطيني وهذا الأمر يزيد من المقاومة.
وتابع، بالرغم من أعداد الشهداء وارتفاع عمليات الهدم بحق الفلسطينيين، إلا ان ذلك لن يؤثر على المقاومة وجذوتها.
وبحسب قناة "كان" العبرية فإن جيش الاحتلال يخطط لـ "تعزيزات ميدانية"، حيث سينشر في الأسابيع المقبلة وحدات هجومية في أنحاء الضفة الغربية، لـ "إحباط عمليات محتملة"، كما ستتم إضافة نحو كتيبتين أو ثلاث كتائب ونشرها في أنحاء الضفة.
ولفتت إلى أن المخاوف الرئيسة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتمحور حول امتداد رقعة المواجهات إلى خارج الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك وأنها ستصل إلى القدس.