شهاب – أحمد البرعي
دعا البروفيسور محمد غزال الجهات المختصة في فلسطين إلى بدء العمل والاستعداد لإمكانية تعرض البلاد لزلزال في أي وقت، وذلك في أعقاب الزلزال المُدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا وأدّى إلى مقتل 20 ألف وإصابة الآلاف.
وطالب غزال في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، الخميس 9 فبراير 2023، الجهات الفلسطينية المسؤولة بضرورة إعداد مجموعات شبابية مُدرّبة، قادرة على الانتشار والتعامل مع الزلزال من اللحظة الأولى.
وشدد على ضرورة التركيز على الاستعدادات لمثل هذه الكوارث بدلًا من الانشغال بالجانب النظري حول حجم وقوة الزلزال القادم الذي قد يضرب البلاد في أي لحظة، مُضيفًا " للأسف لا أرى أي نوع من الاستعداد الفعلي في بلادنا لمثل وأن هناك إهمالا ولا مسؤولية وعدم توفر خطة إعداد واضحة".
وأوضح البروفيسور أن فُرص إنقاذ الضحايا تقل كلما امتدت الفترة الزمنية بعد وقوع الزلزال، مُستطردًا " في أول 12 ساعة تستطيع أن تنقذ أكثر، وبعد 24 بصير أقل، وبعد 72 بصير أقل وأقل لحد ما تصير الفرصة ضئيل جدًا".
وبحسب الخبير في علوم التربة والأرض، فإن احتمالية تعرض الأراضي الفلسطينية لزلزال قوي أو مدمر، تزداد كل يوم ، مُشيرًا إلى أن الزلزال الذي حدث في تركيا قد يُبطّأ أو يُسرّع من قدوم هذا الزلزال للبلاد.
وقال إننا في فلسطين مُعتادون على وقوع زلزال قوي حوالي كل (90 إلى 100 سنة)، مُنوهًا إلى صعوبة التنبؤ بالموعد الدقيق لحدوث الزلزال الجديد، إذ أن "جميع أجهزة العالم لا تستطيع أن تحدد الموعد".
وذكر غزال أن تصنيف الزلزال الذي قد يُصيب فلسطين، يعتمد على قوته ومدته، لافتًا إلى أن الزلازل الذي ضربت البلاد في آخر المرات كانت قوية بدرجة تتفاوت من 6 وربع إلى 6 ونص على مقياس ريختر.
وشدد على أن هذه الزلازل مدمرة بالنسبة لبلادنا، وإمكانية حدوثها وارد، مُستدركًا "مش لازم نركن إنه هذا هتأذي ولا مش هتأذي، لازم نكون إحنا جاهزين للتعامل مع الزلازل إن حدث".
وحول الهزّات الأرضية التي أثّرت على فلسطين في آخر 48 ساعة، وخاصة في مناطق نابلس، أوضح البروفيسور غزال أن تلك الهزّات هي لا شك من أثر الزلزال الكبير الذي حصل في تركيا، لأن المنطقة الفلسطينية تقع بشكل خاص على طرفي حفرة الانهدام العظمى التي تمتد من تركيا إلى وسط أفريقيا وجزء من البحر الأحمر.
وأضاف أن هذه الحفرة تؤدي إلى ارتياح قطعتين "لوحين" الذي بشكل أساس يؤدي إلى الزلازل المدمرة بعد الاصطدام بين الألواح، مُبيّنًا "هو في الأصل لوح واحد بنسميه (الدرع العربي النوفي) ولكن إنقسم إلى قسميْن ضخمين جدًا قبل ملايين السنين، وتكوّنت منه فلسطين".
وأكمل: فلسطين ومنطقة أفريقيا والمنطقة الشرقية (نهر الأردن والسعودية وجزيرة العرب وسوريا والعراق) تتحرك إلى الشمال، والنتيجة من ذلك يحدث اصطدام بين الألواح، ما أدّى إلى زلزال في تركيا، وبالتالي تكون تبعات هذا الحدث على محيط المناطق المذكورة أو الممتدة على طرفي الشق هذا ومنها فلسطين، ما نتج عنه هزات ارتدادية لهذا الزلزال.
وكانت فلسطين قد تعرضت في اليومين الأخيرين لهزّات أرضية خفيفة، وشعر بها المواطنون في عدة محافظات، بينها رام الله والبيرة ونابلس والقدس المحتلة.
وتسببت تلك الهزّات في حدوث انهيارات خفيفة لبعض المنازل القديمة في قرية كفر قليل جنوب نابلس.
وأفاد مدير مركز رصد الزلازل في جامعة النجاح الوطنية بنابلس جلال الدبيك أن الزلزال الذي ضرب المنطقة قرب نابلس، يُصنّف بأنه ضعيف، وعادة تتعرض المنطقة للكثير من هذا النوع من الهزات الأرضية، ولا ارتباط له بما حدث في تركيا وسوريا.
وأضاف أن مركز الهزة الأرضية كانت على بُعد 13 كم شمال مدينة نابلس، على صدع "الفارعة-الكرمل"، وبقوة 3.7-4 درجات على مقياس ريختر، وبعمق 10 كم.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط، هزّات ارتدادية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر يوم الإثنين الماضي.