خاص – أحمد البرعي
عمّ غضبٌ واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا لقرار سلطنة عُمان فتح مجالها الجوي أمام شركات الطيران "الإسرائيلية"؛ في خطوة تطبيعية جديدة لقيت رفضا شعبيا عُمانيا وفلسطينيا، مقابل ترحيب من المسؤولين لدى الاحتلال الصهيوني.
وفتحت سلطنة عُمان، مجالها الجويّ، أمام شركات الطيران الإسرائيليّة، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أصدرته، اليوم الخميس.
وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان هيئة الطّيران المدني في سلطنة عُمان، أن "أجواء سلطنة عُمان مفتوحة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي شروط عبور الأجواء العُمانية".
وقالت الهيئة في بيان مقتضب إن خطوتها تأتي "التزاما ببنود معاهدة شيكاجو 1944 وإنفاذا للمتطلبات الدولية بعدم التمييز بين الطائرات المدنية أمام جميع دول منظمة الطيران المدني الدولي"، بدون أن تُشير بشكل مباشر إلى الكيان "الإسرائيلي".
وعبَر نشطاء عُمانيون عن رفضهم الواسع لهذا القرار، مُطالبين المسؤولين بالتراجع عن هذه الخطوة "الخطيرة"، مُستذكرين كل ما يحدث من جرائم وانتهاكات "إسرائيلية" مستمرة، بحق الشعب الفلسطيني، آخرها مجزرة نابلس، الأربعاء 22 فبراير 2023.
حساب "عُمانيون ضد التطبيع" علّق: "إن كانت هذه الاتفاقية ستسمح للطيران الصهيوني بالدخول لسلطنة عُمان فنحن نستنكر ونرفضها".
بينما استهجن حساب "سارة" على تويتر، القرار العُماني، وكتبت "أهكذا تُدان فلسطينُنا بعد الاعتداءات الواضحة والقتلى في نابلس والقصف في غزة بالأمس واليوم يا عُمان، حسبنا الله ونعم الوكيل".
وتساءل الأوفي حامد باستغراب: "هل كان طيران الدولة الصهيونية غير مستوفي والآن استوفى الشروط المطلوبة؟!"
وفي تغريدة لحساب موسوم باسم "شجر"، عبّرت عن غضبها الواسع من القرار وكتبت "نرفض، نرفضهم جوًا وبحرًا وبرًا وواقعًا وافتراضيًا، الله يمحيهم ويآخذهم أخذ عزيز مقتدر".
بدوره، شدد "سلطان" على أن هذا القرار "لا يُمثّل غالبية الشعب الحُر وأنهم سيبقون دومًا مُناصرين للقضية الفلسطينية".
حساب موسوم باسم "عُماني وحبي لوطني مقدس" استغرب من تزامن قرار سلطنة عُمان بفتح الأجواء للطيران الإسرائيلي مع إصدار الخارجية العُمانية بيان إدانة لمجزرة الاحتلال في نابلس، مُعتبرًا ذلك تناقضًا عجيبًا.
بينما طالب "السيليماني" المسؤولين في سلطنة عُمان بالتراجع عن هذه الخطوة مهما كانت الضغوط الموُجهة ضدهم.
وغرّد علي العجيلي: "الشعب بكامله غير موافق على هذا الخطوة المخزية لمرور الطيران الإسرائيلي فوق أجواء السلطنة، هذا الكيان الذي استباح مقدساتنا ودماء إخواننا كيف تمسح له السلطنة بالعبور فوق أجوائها ؟!".
وفي سياق متصل، لاقى القرار ترحيبًا كبيرًا لدى الكيان "الإسرائيلي"، إذ قال وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، إن "الخطوة قرار تاريخي سيقصّر الطريق إلى آسيا، ويخفّض التكاليف على الإسرائيليين، ويساعد شركات الطيران الإسرائيلية على أن تكون أكثر تنافسية"، مُضيفًا: "أشكر سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، وأصدقاءنا الأميركيين على مُساعدتهم الكبيرة في إنجاح هذه الخطوة".
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن القرار العُماني جاء بعد شهرين من المُفاوضات التي أُجريت مع السلطات في مسقط.
وبحسب خارجية الاحتلال، فإن هذا القرار العُماني، يضاف موافقة المملكة العربية السعودية (بفتح أجوائها للطيران الإسرائيلي)، وستسمح بتقصير الرحلات الجوية من "إسرائيل" إلى وجهات في آسيا لأكثر من ساعتين، مما يجعل شركات الطيران "الإسرائيلية" أكثر قدرة على المنافسة، ويقلِّل بشكل كبير من أسعار التذاكر للإسرائيليين".