خاص - شهاب
اعتبر محللون سياسيون، أن عملية إطلاق النار البطولية في حوارة جنوب نابلس، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اليوم الأحد، رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة.
ونفذ مقاوم فلسطيني، عملية حوارة بالتزامن مع انعقاد "قمة أمنية" في العقبة بمشاركة مسؤولين من السلطة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي" برعاية أمريكية؛ في محاولة لـ"القضاء على المقاومة".
وقال المحللون في تصريحات منفصلة لوكالة (شهاب) للأنباء، إن عملية حوارة وجهت صفعة شديدة للسلطة والاحتلال وجميع المشاركين في "قمة العقبة" الذين يخططون لكيفية وقف المقاومة بالضفة.
"المقاومة مستمرة"
المحلل السياسي حسام البواب قال، إن استمرار العمل المقاوم في الضفة الغربية كفيل بإفشال قمة العقبة وكل ما يتمخض عنها من قرارات، مضيفا أن "العمل المقاوم كشف ضعف السلطة وفشل حكومة اليمين الإسرائيلي التي جاءت لإعادة الأمن المفقود للإسرائيليين".
وأضاف البواب أن "خطة بلينكن ستفشل قبل أن تبدأ، والمقاومة بالضفة اليوم، أعادت البوصلة إلى طريقها الصحيح وأرسلت رسالة واضحة للمجتمعين في العقبة أنهم لن ينجحوا وستفشل كل مساعيهم باجتثاث المقاومة" مشددًا على أن المقاومة مستمرة حتى التحرير، وأن كل من خذل القدس والأقصى إلى زوال.
وبين أن عملية حوارة هي الرد الطبيعي على مجزرة نابلس وانتقاماً لدماء الشهداء حتى التحرير والعودة، لافتًا إلى أن العملية رسالة للمجتمعين في العقبة بأن اتفاقيتكم لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه.
وبحسب البواب، فإنه على أبناء شعبنا في كل المناطق، حماية المقاومة والوقوف خلف ظهورهم، وإفشال كل خطط الاحتلال والتأكيد على أننا شعب لا ينكسر ولن يلين حتى دحر المحتل، فيما لا بد على أحرار الأمة العربية والإسلامية الدفاع عن فلسطين ومساندتها ولجم كل من يتآمر على مقاوميها.
"قلب الطاولة"
كما وصف الكاتب والمحلل السياسي أحمد قنيطة، "عملية حوارة" بأنها "رد نوعي، من شأنه أن يخلط الأوراق على الخائنين ويقلب الطاولة في وجه المتآمرين".
وقال قنيطة إن "عملية إطلاق النار النوعية هي بمثابة رد مزدوج وثأر على الجريمة البشعة التي نفذها العدو في نابلس من جهة، ومن جهة أخرى هي رسالة تحدٍ وشموخ بالحديد والنار رداً على المجتمعين في قمة العقبة التي تهدف لوقف العمليات الفلسطينية ومنع انفجار الانتفاضة الثالثة في وجه الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد أن ثورة الضفة القادمة وانتفاضتها، لن تفلح كل قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية في وقفها، مهما عقدوا من مؤتمرات وأنفقوا من أموال.
"بشارة الثأر"
من جهته، قال الكاتب والمختص في الشأن "الإسرائيلي" رجائي الكركي، إن بسالة المقاوم الفلسطيني خذلت تقديرات وتحذيرات الأمن "الإسرائيلي"، فكانت عملية حوّارة بشارة الثأر لرفقاء الدرب الذين ارتقوا في نابلس.
وأضاف، أن " بن غفير لا تزال خيبة الأمل تصحبه منذ أن عمل وزيراً للأمن القومي، فصرخات مستوطنيه ولعناتهم تتساقط عليه تترا مطالبةً إيّاه توفير الأمن في ظل انعدامه المتزايد".
وأكد أن الزيادة في ألوية جيش الاحتلال داخل الضفة الغربية والقدس المحتلتين لن تغيّر من معادلة الانتقام شيئاً، متوقعًا المزيد من الثائرين في حراك الضفة والقدس، يقابله ضعف واختراق لمنظومة الأمن "الإسرائيلية"، التي عجزت أغلب خططها عن إيقاف عجلة العمل المقاوم الذي يتقدّم ولا يتراجع.
"قمة العار"
وفي ذات السياق، احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعملية حوارة، مؤكدين أنها رد أولي على قمة العار المنعقدة في العقبة الأردنية، حسب وصفهم.
الصحفي والناشط محمد صفا، قال في تغريدة عبر تويتر، " الأسود تخرج من عرينها لترد على قمة العار التي ستعقد في الأردن بين العرب وشقيقتهم إسرائيل لبحث ملف الأمن وكيفية ردع عمليات المقاومة وإسكاتها، فكان رد الأبطال حاضر بأيادي مباركة من الحوارة وبمسافة الصفر سقط من خلالها اثنين من المستوطنين".
بينما غرد الكاتب يحيى بشير، "الرد السريع على قمة العار جاء على يد شرفاء نابلس الأبطال، وفي ذلك صفعة لكلاب الأثر وأعوان الاحتلال المجتمعين في العقبة".
وعقًب الحساب الموسوم بـ"نبض الضفة" على العملية قائلاً:" الرد الأولي على قمة العار في العقبة، حفظ الله مجاهدينا في الضفة، وأدامهم سيفًا مسلَّطًا على رقاب الصهاينة المجرمين، وشوكةً في حلق العملاء والمنافقين".
أما الناشط نائل الشريف غرد قائلاً:" أما عن العرين فنحن نحبها حبا فاق كل الحدود والتخيلات، ومن حوارة تأتي البُشريات".
فيما علقت الصفحة المكتوبة بـ (جفرا الحب والثورة) بطريقة ساخرة، قائلة" زلزال قوي ضرب المجتمعين في قمة العقبة مركزه في حوارة بنابلس، قمة فلسطين تُطيح بـ قمة العقبة".
وغردت الإعلامية نداء بسومي، قائلة، هذا الثأر المقدس لكل الشهداء الأشقاء خلال الشهرين الماضيين، هذا زلزال العقبة حيث تستقبل التعازي هناك".
وتزامنت العملية البطولية مع انعقاد قمة أمنية في العقبة بمشاركة الأردن ومصر وممثلين عن السلطة والاحتلال "الإسرائيلي"؛ لبحث محاولة "وقف" التصعيد وحالة المقاومة المتصاعدة بالضفة والقدس، قبل رمضان.
وبمقتل المستوطنين في عملية اليوم يرتفع عدد قتلى الاحتلال منذ بداية العام إلى 14 قتيلاً.
وتأتي العملية بعد أيام من استشهاد 11 فلسطينياً في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بالبلدة القديمة بمدينة نابلس في الضفة الغربية.