خاص -شهاب
أكد المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن حكومة الاحتلال تُسابق الزمن لإشعال الأوضاع في المدينة المقدسة، وخاصة مع دخول شهر رمضان، من خلال تهجير وإبعاد عدد كبير من المقدسيين عن منازلهم في حي سلوان والبستان وحي الشيخ جراح.
وقال أبو دياب في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، السبت 6 مارس 2023، إن الاحتلال يعمل بالتزامن مع إقصاء المقدسيين إلى تقليل عدد الوافدين للمسجد الأقصى ومنع الاعتكاف فيه، وزيادة الاقتحامات من خلال قواته ومُستوطنيه، مُحذرًا من حربٍ حقيقية قد تندلع بين المقدسيين والاحتلال خلال رمضان أو بعده مُباشرةً.
وأضاف أن حكومة الاحتلال وعبر وزرائها المتطرفين، معنية بالتصعيد وإشعال ملف القدس لتحقيق مكاسب سياسية وأيديولوجية، مُشددًا على أن المدينة المقدسة ستشهد أحداثًا ساخنة في الشهر الكريم.
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل الآن على تفريق مُحيط المسجد الأقصى وتقليل عدد المقدسيين، استعدادًا للأعياد اليهودية وخاصة قبل ما يُسمى بـ "عيد الفصح" الذي يبدأ في الأسبوع الأول من شهر إبريل القادم.
ووفق المختص المقدسي، فإن 150 عائلة مقدسية في الشيخ جراح والبلدة القديمة وسلوان مُهددة بالرحيل، مُشيرًا إلى أن موضوع تلك العائلات يختلف عن تلك التي في حي البستان.
وأوضح أبو دياب أن سلطات الاحتلال أصدرت قرارات بالاستيلاء على ممتلكات العائلات بداعي امتلاكها من قبل اليهود قبل عام 1948، وأيضًا بداعي قانون أملاك الغائبين، الذي يحرم خلاله الفلسطينيون من امتلاك منازلهم في محيط المدينة المقدسة.
وذكر أن هناك حملة مدروسة من قبل حكومة الاحتلال لاستهداف حي البستان، من خلال طرد وهدم 116 منزلا، أي يعني 1550 نسمة.
وبيّن أبو دياب، أن مصير العائلات المهددة بالترحيل، هو البيات في العراء دون مأوى.
وأشار إلى أن قضاء الاحتلال غير نزيه وهو جزءٌ من المنظومة الأمنية للكيان، ودائمًا ما يٌنفذ كل قرارات التهجير والطرد التي تشرعها الحكومة المتطرفة.
وقال أبو دياب إن حكومة الاحتلال تشن حربًا مسعورة على الوجود المقدسي والعربي في القدس لتفريغها وتسهيل السيطرة عليها، مُبينًا أن الاحتلال يرفض أن تستعيد القدس والمسجد الأقصى عروبتها بشكل يومي.
وحذّر الباحث المقدسي من اندلاع مجازر جديدة في القدس، خاصة أن حكومة الاحتلال قد فشلت في تحقيق ما وعدت به المستوطنين مُسبقًا بتحقيق الأمن والأمان.
وأوضح أبو دياب أنه بناءً على ذلك، ستقوم قوات الاحتلال بمحاولة تفعيل وترجمة ما تُفكّر فيه الحكومة الإسرائيلية من تقليص عائلات المقدسيين في المدينة.
وشدد على أن الاحتلال يعلم تمامًا أنه نتيجة لهذه الإجراءات، سيكون هناك ردة فعل قوية للشارع المقدسي، بالدفاع عن المقدسات والمنازل والأحياء المُحيطة.
وأثنى أبو دياب على شجاعة المقدسيين بالدفاع عن أرضهم، مُبيّنًا أنهم دائمًا ما يكسرون حاجز الخوف من الاحتلال بصمودهم وثباتهم.
يُذكر أن 6 أحياء في سلوان يتهددهم خطر هدم منازلهم بالكامل، بدعوى البناء دون ترخيص، أو بإخلائها وطرد سكانها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وتعد بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها.
كما يتهدد خطر الإخلاء والهدم كامل حي البستان في سلوان، لإقامة حديقة على أنقاض المنازل، بعد رفض كافة المخططات الهيكلية التي قدمت لترخيص الحي بأكمله.