فلسطينيون يُعلقون "إن لم تستح فافعل ما شئت"

خاص السلطة والشهيد خروشة.. قمعوا جنازته ثم قدموا التعازي واعتقلوا المُشيعين!

قوات أمن السلطة قمعت موكب تشييع الشهيد القسامي خروشة ثم اعتقلت المشيعين

خاص - شهاب

لم يسلم الشهيد المشتبك عبد الفتاح خروشة، منفذ عملية حوارة البطولية التي قُتِل فيها مستوطنان، من يد السلطة المعتدية وملاحقاتها حيًا ولا حتى بعد ارتقائه شهيدًا برصاص الاحتلال الثلاثاء الماضي، حينما انتهكت حُرمة تشييع جنازته وقمعتها وأسقطت جثمانه أرضًا.

وحاولت السلطة، ترويج رواية، مخالفة للجريمة التي اقترفتها عناصرها الأمنية، ثم زارت تلك العناصر على رأس وفد ترأسه محافظ نابلس المثير للجدل إبراهيم رمضان، بيت عزاء الشهيد خروشة، في محاولة لتلميع صورتهم، عقب الاعتداء على الجثمان والمشيعين.

لكن سرعان ما انكشفت نواياتهم الحقيقية، إذ كانت تلك "التعزية" تُمهد لحملة اعتقالات واسعة شنتها أجهزة أمن السلطة، خلال الساعات القليلة الماضية، طالت قرابة 50 مواطنًا بينهم أسرى محررين، ممن شاركوا في موكب تشييع الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة.

شششش.png
سلوك السلطة لم ينطلِ على الفلسطينيين الذين تفاعلوا مع الأحداث عبر مواقع التواصل. إذ كتبت الكاتبة والناشطة السياسية، لمى خاطر عبر تويتر إنّ "أجهزة فتح تواصل حملة اعتقال الأحرار في نابلس منذ جنازة البطل عبدالفتاح خروشة، بسبب مشاركتهم في الجنازة، وعقاباً على خروج مقاتل أخضر من صفوفهم، ثم تذهب قيادات تلك الأجهزة بدون خجل للتعزية بأبي خالد، وبيع الناس شعاراتها الرخيصة!".

وطالبت جموع شعبنا الفلسطيني، الذي خرج في كل مكان احتفاءًا بعملية حوارة، بقول كلمته في وجه هذه "العصابة التي تعطل مسار المواجهة كله، وتعتدي على كل مظاهر الشرف والبطولة في واقعنا".

وعقب (حامد الرحمٰن) على تغريدة الناشطة خاطر قائلًا: "إذا كنت لا تستحِ فافعل ما شئت أما والأمر لم يعد مسألة حياء بل دماء وأرواح شباب أحرار وتعطيل مسار المقاومة في وجه العدو، فالأمر يستلزم التعامل مع فصيل سلطة أسلو بصرامة.. مؤلم أن تكون بندقية فتح قد انحازت بالكامل لشاباك عباس ولم يعد فيهم رجل حر رشيد".

اقرأ/ي أيضا.. من هو القسامي عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة البطولية؟

واستعرض الناشط (Huthaifa Azzam) صورًا لزيارة قادة الأجهزة الأمنية لتقديمها واجب العزاء بالشهيد خروشة معلقًا: "في الوقت الذي كان محافظ نابلس رفقة قيادات وعناصر من الأجهزة الأمنية يؤدون واجب العزاء بالشهيد عبدالفتاح خروشة -الذي أسقطوا جنازته بالأمس- كان عناصر مخابرات السلطة والوقائي يؤدون الواجب الموكل إليهم من قبل الاحتلال باعتقال العشرات ممن شاركوا في تشييع الجنازة وهتفوا للشهيد".

حساب (الحج مش هيك) كتب: "امبارح العصر راح محافظ نابلس ومجموعة من قادة الاجهزة الامنية على عزاء الشهيد عبدالفتاح خروشة،. واليوم الفجر شنت اجهزة العار حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء والاسرى المحررين اللي شاركوا في جنازة الشهيد الجواسيس راحوا على العزاء عشان يلتقطوا الصور وينظفوا حالهم، في الوقت اللي كانوا بخططوا فيه لشن حملة اعتقالات في صفوف اللي شاركوا بالجنازة في أوسخ من هيك ؟؟".

أما الناشط (أبو فادي) عقب على اعتداءات السلطة المتواصلة، قائلًا: "السلطة بفتح كل الحروف تعتقل 22 من مدينة نابلس صباح اليوم جريمتهم هتفو للقسام والجهاد اللي كل يوم بثأرو للشهداء والزلم بتعد فلوس الخيانه".

بينما كتب (مُـحـمّد): "مَازال أثر عملية حوارة البطوليَّة يُرعِب عُمَلاء الاحتِلَال فِي أجهِزة أمن سُلطَة أوسلُو التَابِعة للشَّابَاك، مُنذ3 أيام يواصل جوَاسِيس أمن دَايتون لُقطَاء الخطط الأمنيَّة الأمريكيَّة حملة اعتِقَالات وَاسِعة وَ هَمجيَّة في صفوف أبناء وَ قادة حمَاس في نابلس خِيانةً وَ ظلماً".

وكتب حساب (الثائر) أنّ " أجهزة أمن أوسلو تشن حملة اعتقالات غوغائية ضد نشطاء حركة حماس في مدينة نابلس".

اقرأ/ي أيضا.. بالفيديو| السلطة تصعد اعتقالاتها السياسية بنابلس على خلفية تشييع خروشة

واستنكر الناشط (عمر الشاعر) استمرار السلطة في اعتقالها خيرة أبناء فلسطين، معلقًا: "خفافيش الليل كلاب الاثر سلطة الجواسيس تعتقل أكثر من 40 شخص من نابلس على خلفية المشاركة في تشييع الشهيد أبو خالد خريوشة رحمه الله !. جل المعتقلين من خيرة ابناء فلسطين".

واعتبر ياسين عز الدين، "تصرف أجهزة السلطة متوقع لأن فصائلنا وشعبنا لا يواجه السلطة إلا بالتنديد ومناشدتها وقف تصرفاتها المنافية للأخلاق والدين والوطنية"، وقال إن "من أمن العقوبة أساء الأدب".

وتابع: "صدقوني يجب تغيير طريقة تعاملنا مع السلطة وإلا غدًا سنراهم يحاربون جنبًا إلى جنب مع قوات حرس الحدود، وهذه ليست دعوة لحرب أهلية فبين مناشدتها والحرب الأهلية هنالك العديد من الخطوات الأخرى التي يمكن القيام بها".

وهاجم حساب (القائد خطاب) من لا يزال ينفي وجود تعاون أمني بين السلطة والاحتلال، معلقًا: "ما يزيد على الـ 20 شاب معتقلين في سجون السلطة في مدينة #نابلس لوحدها ثم يخرج من ينفي وجود تعاون أمني مع الاحتلال! إذا لم يكن الإعتداء على مواكب تشيع الشهداء واعتقال العشرات من الأسرى المحررين والنشطاء ضمن مخرجات #قمة_العقبة فلأجل ماذا كل هذه الملاحقة؟".

وتواصل أجهزة أمن السلطة في نابلس، تصعيد اعتقالاتها السياسية بحق الفلسطينيين على خلفية مشاركتهم في تشييع جثمان منفذ عملية حوارة البطولية الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة.

وارتفع عدد المعتقلين السياسيين على خلفية جنازة خروشة أكثر من 20 فلسطينيًا، بعد حملة واسعة شنتها أجهزة السلطة الليلة الماضية.

واعتقلت أجهزة السلطة الأسير المحرر مجد عازم من نابلس، إلى جانب اعتقال يمان دويكات، وسمير حبيشة، وعبد الرحمن سايح، ومصطفى جمال، ومعاذ أبو عيشة.

وطالت الاعتقالات السياسية الواسعة في نابلس براء دويكات، وأحمد عواد، ومصطفى السخل، وأحمد يوسف عواد، وصايل عصفور، وخالد دروزة، وعطا عنبتاوي، وصلاح الدين البشتاوي، وعبد الرحمن صباح، ونور حلاوة، وجميل بدوي دويكات.

بدورها، أكدت حركة حماس أن اعتقالات أجهزة السلطة الأمنية في الضفة الغربية، ومداهمتها لبيوت أهلنا في نابلس، عمل غير وطني وسياسة ترهيب مرفوضة.

وقالت حماس إن "الاعتقالات التي نفذتها أجهزة السلطة في نابلس بحق عدد من النشطاء والمشاركين في تشييع الشهيد القسامي القائد عبد الفتاح خروشة، عمل جبان وسياسة ترهيب مرفوضة، وخروج عن الأخلاق والأعراف الوطنية، وسلوك لا يخدم سوى الاحتلال وسياسته لخنق شعبنا والقضاء على مقاومته الباسلة".

وشددت الحركة على دور الشخصيات الوطنية والمؤسسات والأحزاب للتنديد بهذه الانتهاكات، والعمل الفوري لوقفها بكل السبل، مشيرة إلى أنها تأتي في ظل جرائم الاحتلال وحكومته الفاشية ضد أبناء شعبنا ومقدساتنا.

وتواصلت انتهاكات أجهزة أمن السلطة بحق أهالي الضفة الغربية، وملاحقاتها واعتقالاتها للطلبة والنشطاء والأسرى المحررين، خلال شهر شباط/ فبراير الماضي.

وسجلت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة (247) انتهاكًا سياسيًا، تنوعت بين اعتقال واستدعاء ومداهمة وقمع واعتداء على الحقوق والحريات.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة