لم تثني إصابة الفلسطيني معاوية الوحيدي (43 عاماً) عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، وتكملة مسيرته في مهنة الحلاقة، بداخل محله المتواضع في مدينة غزة.
يستعين الوحيدي بكرسي متحرك لممارسة مهنة الحلاقة، بعد أن أصيب خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مايو/2021م، ما تسبب في بتر ساقه اليمنى، وعجز حركة ساقه اليسرى.
يقول الوحيدي في لقاء خاص، إنه يعمل في مهنة الحلاقة منذ أكثر من 27 عاماً، حيث كان يقصدونه الزبائن من مختلف المناطق، ما يجعل محله مزدحماً بشكل دائم.
وأضاف "تم استهدافي في شهر رمضان يوم الوقفة كونه يوم مميز للحلاقين حيث يكثر الزبائن استعداداً لاستقبال عيد الفطر، وأثناء ممارستي للعمل أطلقت طائرات الاحتلال صاروخاً بالقرب من المحل".
واستذكر صعوبة العدوان الإسرائيلي على القطاع، واليوم الذي أصبح فيه جريحاً ولا يستطيع السير على قدمه مجدداً "ظن الجميع أنني استشهدت، وبدأت عائلتي باستقبال التعازي من هول الأحداث التي مررنا بها جراء القصف العنيف".
وبين الوحيدي أن خمسة أشخاص استشهدوا خلال في ذات القصف الذي أصيب فيه، من بينهم جاره الذي كان يعمل في مهنة الخياطة منذ عشرات السنين.
وأوضح أنه فقد حاسة السمع في أذنه اليسرى بنسبة 80%، لافتاً إلى أنه خضع إلى العديد من العمليات في ساقه اليسرى لكن جميعها بائت بالفشل.
ولفت إلى أن حياته لم تقف بعد إعاقته، حيث عاد لعمله بعد 22 شهر من محاولات علاج قدمه اليسرى.
واستدرك "لم يكن أمر العودة إلى العمل سهلاً، خاصة أنني كنت أشعر بأوجاع شديدة في قدمي، إلى جانب شعوري بالعجز وصعوبة التحكم في البداية ما أثر على حالتي النفسية بشكل واضح".
ويرى الوحيدي أن عودته إلى العمل كانت ملاذ له من الوضع النفسي الصعب الذي مر به بعد البتر، مشيراً إلى أهمية العمل في حياته الإنسان لكونه يولد الأمل لمواصلة الحياة.
وبنبرة حزن قال الوحيدي إنه فقد 90% من زبائنه بعد إصابته، لانقطاع فترة التواصل لمدة طويلة بسبب رحلة العلاج، مشيراً إلى رفض الكثير من الزبائن العودة لمحله لاعتقادهم أنه لن يتقن العمل بعد الإصابة.
وتابع الوحيدي " قراري بالعودة لصالوني للصرف على أبنائي، فأنا لا أريد أن أكون عالة على المجتمع ولا أرغب أن أصبح شخصاً يبحث عن عون من الاخرين".
وأكمل أن الجريح الفلسطيني صاحب قضية وقرار، لافتاً إلى أن الجريح الفلسطيني يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة داخل القطاع المحاصر.
وطالب المجتمع الدولي في يوم الجريح الفلسطيني بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وإقامة مشاريع لهم لمواصلة عملهم.
وحث الجرحى في يومهم على مواصلة الحياة والاستمرار في عملهم كما كانوا قبل الإصابة، لمواجهة صعوبات الحياة.
ويصادف الثالث عشر من آذار/مارس من كل عام، يوم الجريح الفلسطيني، ليكون شاهدا حي على بشاعة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لكل القوانين والأعراف الدولية.
وخلال عام 2021 أصيب أكثر من 16 ألفا و500 مواطن على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، غالبيتها وقعت في شهر أيار/ مايو، ومن بين هذه الإصابات تم نقل حوالي 3095 مصابا إلى المستشفيات، منها 964 في الضفة، و2131 في غزة.
وفي عام 2022، سُجلت 10 آلاف و587 إصابة بين صفوف المواطنين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، معظمها في شهر آب/ أغسطس، ومن بين هذه الإصابات تم نقل 2027 مصابا إلى المستشفيات، 1644 منها في محافظات الضفة، و383 في محافظات غزة، فيما تم علاج 8,560 إصابة ميدانيا.