يجلس المواطن محمد النتشة (38 عاماً) داخل مصنع الخزف القديم في مدينة الخليل على طاولة خشبية ليحفر بدقة عالية وبحرص شديد أشكال متعددة من زينة رمضان باستخدام الخزف، ليكمل فرحة الفلسطينيين باستقبال هذا الشهر الفضيل.
ويصنع النتشة زينة رمضان بأشكال عدة منها الهلال والفوانيس والنجوم بشكل يدوي من الخزف الفلسطيني في تقليد جديد، لكونه موروث تاريخي متوارث عن الإباء والأجداد في محاولة للحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وبعد الانتهاء من صناعة زينة رمضان وتشكيلها بالخزف تأتي مرحلة الرسم والتلوين حيث يستخدم الريشة والألوان الجذابة لصناعة الهلال وكأنه يرسم فرحة الأطفال على تلك الزينة المرتبطة بالشهر الكريم.
ويعتبر الخزف موروث فلسطيني يحافظ عليه النتشة من خلال صناعة زينة رمضان بشكل مستحدث بعيداً عن الزينة الروتينية التي اعتادا عليها الفلسطينيين في كل عام من شهر رمضان المبارك.
وقال النتشة في مقابلة خاصة، "إن المواطنين اعتادوا على الزينة الروتينية في شهر رمضان من كل عام كالهلال والفانوس فشكلت عندي فكرة الابتكار في زينة رمضان من خلال إنشاء زينة بالخزف ".
وأوضح أنه استخدم الخزف في صناعة زينة شهر رمضان كعمل هلال قاعدته من الخزف في محاولة لتوثيق الطابع الفلسطيني عليها لتبقى حاضرة في كل بيت فلسطيني.
ولفت النتشة إلى أن هناك اقبال كبير من قبل المواطنين على اقتناء الزينة المستحدثة في الأسواق المحلية كنوع من التجديد في الزينة الرمضاني، مشدداً على أنه يتم صناعة زينة رمضان بشكل يدوي وبحرفية عالية داخل مصنعه القديم.
وأضاف " توارث صناعة الخزف من الأجداد وسنورثها للأبناء لتبقى حاضرة ومتنقلة من جيل إلى آخر".
وتابع النتشة "أن الاشكال التي يتم صناعتها من الخزف تحتاج إلى تطوير بشكل مستمر ليبقى الإقبال على شراءها من قبل المواطنين، وهذا يتطلب ابداع أكثر وبشكل مستمر للحفاظ على هذا الموروث الفلسطيني.
وأشار إلى أنه عمل على إضافة جديدة لصناعة زينة رمضان من الخزف من خلال الرسومات الجديدة لجذب المواطنين من أجل اقتنائها وتزين بيوتهم بها.
وبين النتشة أن الخزف يعتبر تحفة فنية فلسطينية ليست مجرد زينة كغيرها توضع في البيوت، لافتاً إلى أنهم تفاجئوا في حب الفلسطينيين للخزف خاصة أنه يعتبر موروث قديم.
من الإشكال التي قام بصناعتها النتشة لاستقبال شهر رمضان القادم هلال ومضيفة للحلويات وتعليقة مضاف إليها اضاءة والرسومات الجميلة التي يرغبها المواطنين في شهر رمضان المبارك.