تقرير - شهاب
ارتكبت قوات الاحتلال، جريمة جديدة في جنين شمال الضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفل، وذلك قبل اجتماع "شرم الشيخ" الأمني الأحد المقبل، بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" برعاية أمريكية وتواجد مصري أردني.
ويأتي اجتماع "شرم الشيخ" استكمالا للقاء "العقبة" الأمني الذي عُقدت بالأردن يوم 26 فبراير الماضي بحضور ذات الأطراف، لبحث إنقاذ الاحتلال المأزوم من خلال محاولة وقف التصعيد وحالة المقاومة المتصاعدة بالضفة والقدس، قبل رمضان.
اقرأ/ي أيضا.. انعقاد قمة العقبة الأمنية لمحاربة المقاومة الفلسطينية
وكان الاحتلال، قد استبق اجتماع "العقبة" بارتكاب مجزرة في البلدة القديمة بنابلس، أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا وإصابة العشرات، لكن رغم ذلك أصرت القيادة المتنفذة في السلطة على المشاركة في اللقاء الأمني، مخالفة الإجماع الوطني والشعبي.
اقرأ/ي المزيد.. تقرير عملية حوارة تقلب أوراق "قمة العقبة" وتوجه صفعة للسلطة والاحتلال
كما نفذ الاحتلال جريمة اليوم بالتزامن مع زيارة رئيس المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية بالقدس جورج نول إلى محافظة جنين للإطلاع على الأوضاع فيها.
ليس ذلك فحسب، إذ وقعت الجريمة بعد لقاءات تمهيدية لـ"اجتماع شرم الشيخ"، عقدها ما يسمى الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو مع مسؤولين فلسطينيين، على رأسهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس الحكومة برام الله محمد اشتية.
وكتب الشيخ وهو مسؤول التنسيق الأمني مع الاحتلال، عبر تويتر، أمس الأربعاء: "بحثت مع المبعوث الأمريكي العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية وآخر المستجدات بعد مؤتمر العقبة. وتم عقد هذا الاجتماع تحضيراً للاجتماع الخماسي في شرم الشيخ يوم الأحد".
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مسؤولين "إسرائيليين" ومصريين وفلسطينيين، قولهم إن "اجتماع شرم الشيخ الذي سيعقد يوم الأحد المقبل، الهدف منها منع اندلاع تصعيد خلال شهر رمضان، خاصة".
"السلطة شريكة"
ويرى الفلسطينيون أن السلطة وأجهزتها الأمنية، شركاء مع قوات الاحتلال في ارتكاب هذه المجازر واحدة تلو الآخرى، بحق أبناء شعبنا؛ كونها لا تحرك ساكنًا لصد العدوان، بل تواصل التنسيق الأمني معه وتشارك في "قمم أمنية" تهدف إلى محاربة المقاومة وتوفير الحماية للمستوطنين.
الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، قال إنه "في الوقت الذي تقرر فيه قيادة السلطة المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية للالتفاف على ثورة شعبنا وخمدها يُقدم الاحتلال على الصهيوني على اغتيال 4 من أبطال المقاومة في جنين في جريمة جديدة سيدفع ثمنها".
وأضاف القانوع أن "جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمر دون رد عليها وشعبنا ومقاومته قادرون على ضرب الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه"، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ستظل حاضرة ومتصاعدة ولن يتمكن أحد من وقف تمددها أو منعها من الرد على جرائم الاحتلال.
وفي وقت سابق اليوم، استهجنت "حماس"، إعلان السلطة الفلسطينية عزمها المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني مع الاحتلال. وقالت: "نعدّه استهتاراً بدماء شعبنا الفلسطيني المستباح على يد جيش الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين".
من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان إن "استمرار السلطة الفلسطينية القفز على النتائج الدموية لتفاهمات مسار العقبة- شرم الشيخ يعد تنكراً لنضالات شعبنا وتضحياته"، مضيفة: "على قيادة السلطة الانسحاب من اجتماع شرم الشيخ والتوقف عن سياسة الهيمنة والتفرد وتهميش الهيئات الوطنية".
وعلى مواقع التواصل، نشر الإعلامي الفلسطيني ناصر اللحام، عبر تويتر، مقطع فيديو يوثق لحظة دخول المستعربين واغتيال شباب من جنين اليوم، وعقب: "التوقيت قبل قمة شرم الشيخ تماما، وقبل أيام من بداية شهر رمضان، وكما نفذوا مجزرة بمخيم عقبة جبر في أريحا يوم قمة العقبة. هذه عمليات إعدام دموية مدروسة ومخططة وبإشراف نتنياهو شخصيا".
فيديو لحظة دخول المستعربين واغتيال شباب من جنين اليوم …
— د. ناصر اللحام (@nasserlaham4) March 16, 2023
التوقيت قبل قمة شرم الشيخ تماما وقبل ايام من بداية شهر رمضان / وكما نفذوا مجزرة بمخيم عقبة جبر باريحا يوم قمة العقبة
هذه عمليات اعدام دموية مدروسة ومخططة وباشراف نتانياهو شخصيا pic.twitter.com/Vak8iJZDgo
بينما، كتب الناشط ياسين عز الدين إن "رد السلطة على جريمة جنين سيكون المشاركة الأحد المقبل في قمة شرم الشيخ مع دولة الاحتلال والأردن ومصر، لاستكمال ما فشلوا بتحقيقه في قمة العقبة".
وأضاف الناشط الفلسطيني: "لا تظنوا أن جريمة اليوم صدفة، فالاحتلال يريد التمهيد للسلطة لكي تستلم المكان والناس محبطة ويائسة، لكنهم سيفشلون مرة أخرى إن شاء الله".
رد السلطة على جريمة جنين سيكون المشاركة الأحد المقبل في قمة شرم الشيخ مع دولة الاحتلال والأردن ومصر، لاستكمال ما فشلوا بتحقيقه في قمة العقبة .
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) March 16, 2023
لا تظنوا أن جريمة اليوم صدفة فالاحتلال يريد التمهيد للسلطة لكي تستلم المكان والناس محبطة ويائسة، لكنهم سيفشلون مرة أخرى إن شاء الله.
كما غرد الناشط علاء شعث: "قبل قمة العقبة صارت مجزرة، وقبل قمة شرم الشيخ صارت مجزرة، قمة وراء قمة لتحفظ دم الاسرائيلي مقابل الدم الفلسطيني الهامشي المنسوب، درس واقعي جديد لكذبة وقف التصعيد بوشاح من يقتل اكثر".
قبل قمة العقبة صارت مجزرة، وقبل قمة شرم الشيخ صارت مجزرة، قمة ورا قمة لتحفظ دم الاسرائيلي مقابل الدم الفلسطيني الهامشي المنسوب، درس واقعي جديد لكذبة وقف التصعيد بوشاح من يقتل اكثر.
— Alaa Shaat | علاء شعث 🇵🇸 (@3laa_pal) March 16, 2023
أما الناشطة "مايا"، فقد علّقت على مجزرة جنين، قائلة إنها جاءت "قبل قمة شرم الشيخ التي يصفونها بأنها اتفاقية تهدئة للأوضاع الأمنية قبل شهر رمضان !!!!".
ثلاثة شهداء في جنين الآن.
— Maya 𓂆 مايا (@maya_tabanje) March 16, 2023
وذلك قبل قمة شرم الشيخ التي يصفونها بأنها اتفاقية تهدئة للأوضاع الأمنية قبل شهر رمضان !!!!
انفجار رمضان
ما كتبه النشطاء عبر المنصات الاجتماعية، لم تُخفه الأطراف المشاركة في لقاء "العقبة"، وأيضا قبيل قمة "شرم الشيخ"، إذ يتخوف الاحتلال والسلطة، من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية والقدس المحتلة، خلال شهر رمضان.
وذكرت المراسلة السياسية لقناة "كان" جيلي كوهين مساء الثلاثاء الماضي، أن "قمة شرم الشيخ" تأتي كجزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال قمة العقبة.
وأشارت كوهين إلى أن هذه القمة تهدف لتحديد إجراءات عملية لتهدئة الأجواء وخفض حالة التوتر مع اقتراب شهر رمضان. ومن المقرر أن يشارك فيها ما يسمى "رئيس مجلس الأمن القومي" تساحي هنغبي ورئيس "الشاباك" رونين بار ومنسق أعمال الحكومة في المناطق غسان عليان ومسؤولون كبار من السلطة الفلسطينية إلى جانب مسؤولين أمريكيين وأردنيين ومصريين.
اقرأ/ي أيضا.. محلل إسرائيلي: الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باتت تخشى شهر رمضان
وتأتي تخوفات الاحتلال في ظل تصاعد المقاومة المسلحة بالضفة والقدس المحتلتين؛ كرد فعل طبيعي على جرائم ومجازر الاحتلال الوحشية، إذ منذ تنصيب الحكومة الفاشية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، مطلع 2023، استشهد أكثر من 88 فلسطينيا، بينما رد المقاومون بقتل 14 إسرائيليا.
ما يؤكد ذلك، عملية حوارة البطولية التي نفذها الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة وقُتل فيها مستوطنان اثنان، بالتزامن مع انعقاد "قمة العقبة" الأمنية، وذلك ثارًا لشهداء نابلس الـ11، الذين ارتقوا خلال العدوان "الإسرائيلي".
زلزال محتمل
وكان نائب قائد أركان المقاومة مروان عيسى، قد صرح أمس بأن المشروع السياسي في الضفة الغربية انتهى، والعدو الصهيوني أنهى اتفاق "أوسلو" مع منظمة التحرير، و"الأيام القادمة حبلى بالأحداث".
وحذر عيسى من أن "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال".
وأضاف: "إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزة صامتة، وسندافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب".
وشدد عيسى أن كتائب القسام والمقاومة "مستمرة في مراكمة القوة وبناء استراتيجية المقاومة التي توصلنا إلى التحرير والدفاع عن شعبنا في كل فرصة تستوجب التدخل المباشر".
وقال: "نؤكد على ضرورة إشعال العمل المقاوم في جميع ساحات فلسطين ودعمها مادياً، ومعنوياً وإعلامياً وهذا لا يعني تركها وحدها".
وشدد على أن "الروح الاستشهادية في الضفة غير مسبوقة وأهلنا ومقاومتنا في الضفة بألف خير على مستوى الوعي بصوابية مشروع المقاومة والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال".
وختم بالقول: "نتيح المجال ونعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية".