خاص – شهاب
أكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس ديمتري دلياني، أن التصريحات التي تُطلق بشكلٍ يومي من قِبل شخصيات قيادية في حكومة الاحتلال، تمنح الضوء الأخضر للمستوطنين لمواصلة اعتداءاتهم ضد الكنائس والمقدسات الإسلامية، على حدٍ سواء.
وكان مُحافظ مدينة القدس ، قد أفاد صباح اليوم، باقتحام اثنين من المستوطنين كنيسة الجثمانية في العاصمة المحتلة، وشرعا بتخريب محتوياتها، وبيّن أن الحارس حمزة عجاج تصدى لهما، وتم إلقاء القبض على أحدهما، ولاذ الآخر بالفرار من المكان.
وأوضح دلياني في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، الأحد 19 مارس 2023، أن تصاعد الاعتداءات الصهيونية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، تأتي بسبب الأيديولوجية الصهيونية العنصرية التي أُقيمت عليها دولة الاحتلال، بالإضافة إلى السياسات التي تبنتها منذ إقامتها لمحاربة كل من هو "غير يهودي".
وأضاف أن العامل الآخر لزيادة وتيرة الاعتداءات هو الرعاية والحماية الكاملة من قِبل حكومات الاحتلال المتعاقبة لعصابات الإرهاب اليهودي.
وأشار دلياني إلى أن الرعاية تكون من خلال تقديم الدعم المادي واللوجستي للمدارس الدينية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، مُستدركًا "هذه المدارس تنمو ويتطور فيها الفكر الإرهابي لدى هؤلاء الأفراد".
ووفق رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس، فإن تصاعد الاعتداءات تأتي أيضًا بسبب الحماية والرعاية القضائية من خلال عدم الملاحقة القانونية لهؤلاء المستوطنين، بسبب عنصرية دولة الاحتلال وعدم سعيها لتطبيق القانون على الإرهابيين اليوم.
وأكمل: الرعاية السياسية والتشييع السياسي من خلال تصريحات ومواقف قيادات سياسية وأعضاء في الحكومة مثل تصريح سمودريتش ودعوته لارتكاب جريمة تطهير عرقي ومحي بلدة حوارة عن الوجود، ساهم المُتطرفين على مواصلة اعتداءاتهم ضد المقدسات.
ولفت دلياني إلى تزايد حالات الاعتداء ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، لأكثر من 80 حالة اعتداء منذ بداية العام، من ضمنها "اعتداء على رجال الدين، ومتاجر في الحي المسيحي، واعتداء على المقابر الإسلامية والكنائس والممتلكات الدينية".
وشدد على أن هذه القضية لا تخص الكنائس فقط، بل تشمل كل فلسطيني، مُردفًا "تلك الكنائس هي كنائس فلسطينية على أرضٍ فلسطينية، يُؤمها فلسطينيون، وهي قضية فلسطينية ولا تحل بمعزل عن القضايا الوطنية أو حتى عن قضية الاعتداءات والانتهاكات للمسجد الاقصى المبارك".
وطالب دلياني القيادة المتنفذة بالسلطة الفلسطينية، التي تجتمع بوفد حكومة الاحتلال اليوم في "مؤتمر شرم الشيخ الأمني" بالعودة والعدول عن هذه السياسات، التي تهدف فقط إلى توفير الحماية لجيش الاحتلال ومستوطنينه.
كما تهدف أيضًا إلى توفير الغطاء السياسي الذي يحتاجه بنيامين نتنياهو لتسويق أجندته داخل مجتمع دولة الاحتلال وفي نفس الوقت أيضًا في الأروقة الدولية، مُشيرًا إلى أن هذا شجّعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق ابناء شعبنا.