أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية د. خليل الحية أن التعدي على المسجد الأقصى وإطلاق قطعان المستوطنين لاستهداف المقدسات خط أحمر لا يمكن أن نقبل به، وأن المقاومة قادرة على لجم عدوان الاحتلال.
وقال الحية خلال برامج المقابلة عبر قناة الجزيرة اليوم الأحد "إننا في مرحلة واعدة من إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية من جديد في المشهد الإقليمي والدولي على طريق المقاومة وحسر الكيان الصهيوني الذي أصبح مكشوفا أمام العالم أمام حكومته الفاشية".
وأشار إلى أننا في مواجهة دائمة مع الاحتلال في كل يوم مع أبناء شعبنا في نابلس وجنين، وشهداؤنا تلتحف دماؤهم كما تلتحف بنادقهم في مواجهة الاحتلال، مشددا على أن المقاومة جاهزة لدفع العدوان عن شعبنا.
وأوضح الحية أن حكومة الاحتلال المتطرفة جاءت ببرنامج لتهجير شعبنا، وهي ماضية في حماية قادتها المجرمين المتطرفين، وتصب الزيت على النار لتأجج الصراع داخل فلسطين وخارجها.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تريد تهدئة المنطقة لتطبيق سياستها سواء في صراع الشرق أو في بقاء المواجهة في أوروبا لتطبيق مشاريعها، ومن الواجب علينا إزاء هذا أن نواجه الاحتلال بكل الأشكال وعلى رأسها المقاومة الشاملة.
حماس والمقاومة
وأكد الحية أن حماس تؤمن بمشروع المقاومة لتحرير فلسطين وتعكف عن دفع كل ما تملكه وتوّظف علاقاتها كافة لتطوير برنامج المقاومة، مبينًا أنها ومع فصائل المقاومة تمتلك قوة قادرة على لجم العدوان وتعزيز المعادلات بيننا وبين الاحتلال ومفاجآت أكثر من سيف القدس.
وأضاف أن "حماس تعتمد على الإيمان بعدالة قضيتها والعنصر البشري المؤمن بقضيته ولا يحسب للاحتلال أي حساب، وقدرتنا العسكرية على محدوديتها قادرة على إحداث معادلات الردع مع الاحتلال".
ونوه بأن توازن الرعب مع الاحتلال قائم على قوة المقاومة في غزة القادرة على ضربه في كل مكان، مؤكداً أن المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية قادرة على ضرب الاحتلال في كل مكان.
وشدد الحية على أن ما يجري في الضفة هو نتاج إيماننا بأن المقاومة هي التي تردع الاحتلال وتحقق الإنجازات كما حققتها في انتفاضة الأقصى وطرد الاحتلال من غزة ومن شمال الضفة، وهي متصاعدة بالعمل المنظم للفصائل والعمل المشترك المقاوم الملتحم والمتمثل في عرين الأسود الذي يشكل ظاهرة مجتمعية مشتركة مع الكل الوطني.
السلطة والتنسيق الأمني
وأكد أن عدونا هو الاحتلال، وأن السلطة تقوم بدور غير وطني عبر التنسيق الأمني والتزامها بالاتفاقات، كما حصل باتفاق العقبة الذي لم يلتزم به الاحتلال، مشددا على أننا لا نجعل من شرفاء أبناء الأجهزة الأمنية أعداء.
وأشار الحية إلى أن حماس تدين بعض سلوك السلطة المعيق للمقاومة، داعيا إياها إلى وقف التنسيق مع الاحتلال.
العلاقات مع الدول
وحول العلاقات السياسية لحركة حماس مع الدول، أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس أن علاقات حماس ترتكز على استراتيجية ثابتة، والهدف من علاقاتها هو خدمة القضية الفلسطينية والحركة الوطنية ومشروع المقاومة، خاصة أن الحركة تقع تحت الاحتلال.
وأضاف "بقدر الاقتراب والابتعاد من فلسطين والمقاومة بقدر اقترابنا وابتعادنا من أي مكون في الأمة رسمي وغير رسمي، ولا نتدخل في شؤون الدول الداخلية".
وحول علاقة الحركة مع سوريا، بيّن الحية أن سوريا كانت وما زالت تمد يدها للمقاومة وتحتضن الفصائل، مؤكداً أن عودة الحركة لسوريا كانت لتقوية حضورنا ولنجلب رافعة لقضيتنا، ورغبةً منها في تمتين علاقتها مع الدول المحورية والمهمة المتواجد فيها شعبنا والتي ما زالت تدعم شعبنا ومقاومته.
وأضاف "نأمل أن تتعافى سوريا وأن تعود لدورها الطليعي كدولة محورية في دعم فلسطين".
وحول العلاقة مع مصر أكد على مكانة مصر وموقعها المحوري في قضيتنا وعلاقتها مع غزة أكثر حيوية، مبيناً أن لمصر دورا إيجابيا من خلال التخفيف من معاناة شعبنا في غزة ومشاريع الإعمار، ومصر تتطور في موضوع معبر رفح والمسافرين عبره.
ولفت الحية إلى أن قطر أخذت على عاتقها أن تواصل دعمها لشعبنا ونحن نجلس في ضيافتها ونشكرها في كل يوم، مشددا على أن ما تقدمه قطر لفلسطين وقطاع غزة بشكل خاص سيكتب في صحائف التاريخ من ذهب.
وفي العلاقة مع السعودية، شدد الحية على أن حماس تسعى لتطوير علاقاتها مع كل الدول العربية والإسلامية وأن الحركة ليست سببا في جمود أي علاقة مع أي دولة، وهي لم تسئ للإخوة في السعودية.
وأضاف: السعودية تعنينا كدولة من موقعها، ولسنا في غنى عن أي دولة عربية أو العلاقة معها، مبيناً أن يد حركة حماس ممدودة للسعودية وغيرها في بناء العلاقات وتطويرها.
دعم القضية الفلسطينية
وأكد عضو المكتب السياسي أن علاقة حماس مع إيران قائمة على دعم القضية الفلسطينية والمقاومة ولا نتدخل في علاقات إيران وسياساتها، مضيفاً أننا في حماس نقدر كل من يدعمنا ويدعم شعبنا.
وشدد الحية على أن إيران تقف مع شعبنا وتدعمه بكل ما تستطيع وتقف مع حماس وتدعمها بالمال والسلاح وتدفع أثمانا من أجل ذلك، ونشكر كل من يقدم لنا الدعم، مؤكدا أن الدعم العسكري والمالي لم يتوقف من إيران، ولا خلاف بين قيادة حماس في الداخل والخارج على أهمية وضرورة العلاقة مع إيران لما يقدمونه من دعم لقضيتنا والمقاومة.
تطور المقاومة
ولفت عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن الاحتلال عمل على تجفيف الدعم من الخارج إلى حد كبير، ولكن المقاومة في غزة عوضت ذلك بالإنتاجية من الداخل في كل المجالات، مشيرا إلى أن المقاومة في غزة تصنع الطائرات المسيرة والصواريخ، ولا تستسلم لهذه الظروف.
وكشف أن حماس والقسام استطاعت أن تبني بنية عسكرية إنتاجية داخل القطاع في مجال التصنيع يدخل على كل المجالات، مبينا أن الغالبية من الصواريخ التي تطلق على الاحتلال من الإنتاج المحلي.