يتعرض قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة لاستهداف ممنهج، ومحاولات مستمرة لفرض تعليم مناهج الاحتلال الإسرائيلي في جميع مدارس المدينة المحتلة، وحذف كل ما له علاقة بالانتماء الوطني الفلسطيني.
ويمارس الاحتلال الضغوطات على المدارس الفلسطينية الخاصة في القدس المحتلة، ويساومها على منح الترخيص ومساعدات ماليا مقابل تعليم المنهاج الإسرائيلي.
خطة الاحتلال للسيطرة على التعليم في مدينة القدس وأسرلة التعليم الفلسطيني من خلال فرض المنهاج الإسرائيلي أو تحريف المنهاج الفلسطيني، بدأت منذ عام 2017 بحسب السيد أيوب عليان الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم.
وفي حديث لوكالة الأنباء القطرية يقول عليان: إن التعليم في القدس يتوزع ما بين مدارس الأوقاف، وهي مدارس تتبع مديرية التربية والتعليم في القدس، وتعمل ضمن إطار وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وتلتزم بالمنهاج الفلسطيني، والمدارس الأهلية والخاصة، وهي المدارس التابعة للكنائس أو الجمعيات الخيرية أو أفراد، وتلتزم بالبرامج التعليمية الفلسطينية والمنهاج الفلسطيني، وهذه هي المدارس التي باتت تعمل تحت ضغوطات الاحتلال.
أما مدارس المعارف، وهي المدارس التي تدار بشكل كامل ومباشر مما يسمى بدائرة المعارف للاحتلال وبلدية الاحتلال، وتخضع لتطبيق المناهج الفلسطينية المحرفة، وجزء منها يطبق فيه مناهج الاحتلال.
وأضاف عليان أن التهديد بتضييق الاحتلال على مدارس القدس المحتلة التي تدرس المنهاج الفلسطيني، وصلت للمدارس الخاصة، وعددها 85 مدرسة، مشددا على أن نسبة الاستجابة لمطالب الاحتلال ضعيفة جدا، "ونحن نراهن على المعلم الفلسطيني الذي يدخل الغرفة الصفية، الذي بإمكانه تعليم ما يشاء دون الالتزام بالمنهج الإسرائيلي أو الفلسطيني الذي تم تحريفه من قبل الاحتلال".
ويضيف عليان: "هذه سياسة ممنهجة، بدأت بمساعدات صغيرة لهذه المدارس، واليوم هناك بعض المدارس الكنسية تتلقى ملايين الشواقل، ما يسهل على الاحتلال ابتزاز هذه المدارس والضغط عليها أكثر"، مشيرا إلى أن الأموال التي يقدم الاحتلال لهذه المدارس هي مقتطعة من أموال الضرائب التي يدفعها سكان مدينة القدس المحتلة الفلسطينيون.
وعما إذا كانت هذه المدارس الخاصة تتبع لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، قال عليان: إنها تحصل على ترخيص من التربية والتعليم الفلسطينية، وعلى ترخيص من سلطات الاحتلال مماثل، الأمر الذي يسهل على الاحتلال ابتزاز تلك المدارس لفرض المنهاج الإسرائيلي مقابل الحصول على ترخيص ومساعدات مالية.
وشدد على أن سلطات الاحتلال تشن هجمة شرسة وغير مسبوقة على التعليم الفلسطيني في القدس، كجزء لا يتجزأ من خططها لضمها ومحو كل ما هو فلسطيني من معالمها المادية والمعنوية والروحية وطمسها وتشويهها.
وعن موقف وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تجاه استجابة بعض المدارس الخاصة لضغوطات الاحتلال، قال عليان "ان الواقع على الأرض في مدينة القدس معقد جدا، خاصة أن بعض المدارس تتوزع داخل الجدار الفاصل وتتبع سلطة الاحتلال، وأخرى تقع خارج الجدار الفاصل وتتبع الجانب الفلسطيني.
وأضاف: "ليس سهلا اتخاذ قرار فلسطيني بحق هذه المدارس مثل سحب الترخيص الفلسطيني مثلا أو إغلاق المدرسة لعدة أسباب منها أن هناك مئات من طلاب وطالبات الثانوية العامة وهم المتضرر الأكبر، إضافة إلى أن هذه المدارس لا تقع تحت ولاية السلطة الفلسطينية، حتى إن محافظ القدس يقبع تحت الإقامة الجبرية في منزله في سلوان ولا نستطيع التواصل معه".
وتابع: "الوضع صعب والسلطة الفلسطينية لا تستطيع التصرف بأي شيء داخل الجدار الفاصل، وسحب الترخيص يعني دفع هذه المدارس للاتجاه بشكل كامل نحو إسرائيل، وهذا ما تريده إسرائيل".
وأكد أن السلطة الفلسطينية تعمل لحماية المنهج الفلسطيني إذ إنها وفرت كتبا فلسطينية لكل الطلبة في كافة المدارس، بما فيها المدارس الواقعة تحت سطوة الاحتلال بالكامل، وقد أرسلت هذه الكتب لمجالس أولياء الأمور، وتم توزيعها على كافة طلاب القدس، "وبالتالي كل طالب لديه نسخة فلسطينية، حتى وإن كان يتلقى التعليم في مدارس تتبع نظام الاحتلال".
وقال: إن عدد الطلبة في كل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية يبلغ نحو 98428 طالبا وطالبة.
وشدد عليان على أن المدارس التي يسيطر عليها الاحتلال بشكل رسمي ووافقت على تعليم المنهاج الإسرائيلي قليلة جدا.. "وهذا مصدر قوة لنا، ونحن نعتمد على صمود المواطن المقدسي، ووقوف كل من لديه وازع ديني ووطني وأخلاقي بوجه الاحتلال".
وكانت ما تسمى بوزارة المعارف الإسرائيلية قد ألغت العام الماضي منح التراخيص الدائمة لمدارس فلسطينية بالقدس المحتلة بزعم أنها "تحرض ضد إسرائيل في الكتب المدرسية، وتتضمن محتوى تحريضيا في مدارس القدس الشرقية".
ويسعى الاحتلال إلى إلغاء وتحريف كل ما يرد بالمنهاج الفلسطيني عن الأسرى، واحتلال فلسطين، ونكبة عام 1948 والمذابح بحق الفلسطينيين، والاستيطان وجدار الفصل.