كتاب خُط بالحبر ليسطر ويتناول في طياته العديد من الحكايات والبطولات عن حياة رجل عظيم، أسس أول مجموعة عسكرية لكتائب القسام، واستطاع من خلال عملياته البطولية في أوائل التسعينيات أن يُبرز اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، فقد تمكن وإخوانه الأبطال من قتل العديد من ضباط وجنود الاحتلال الصهيوني إبان الانتفاضة الأولى.. إنه القائد الميداني المُقنع عماد حسن عقل مهندس المسافة صفر، حيث يروي الكتاب الذي أشهرته كتائب القسام، سيرة ذاك الصنديد الذي أذاق العدو الصهيوني كأس المرار مرات عديدة وجعل منه ألعوبة في يده، واستعرضت الكتائب في حفل اشهار الكتاب لقطات مُسجلة من سيرته، وبعض مقتنياته وملابسه، والأسلحة التي استخدمها في تنفيذ عملياته ضد قوات الاحتلال.
شكّلت عملياته الفدائية بين الضفة الغربية وقطاع غزة نقلة نوعية في أساليب المقاومة الفلسطينية، وكانت مصدر إلهام للكثير ممن خاضوا ويخوضون عمليات فدائية ضد الاحتلال الصهيوني، حيث استخدم عقل أسلوب الهجوم من مسافة صفر في جميع عملياته ضد جنود الاحتلال، حيث تنقل ما بين غزة والخليل، ونفذ سلسلة عمليات في الفترة من نوفمبر 1991م ومارس 1993م قتل وأصاب فيها عدداً من الصهاينة، كان أبرزها: عملية مسجد مصعب بن عمير، التي تُعد أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، فقد تمكن في 21 أكتوبر1992م من إصابة ضابط وثلاثة جنود في مدينة الخليل، وكذلك تمكن في 7 ديسمبر 1992م من قتل ثلاثة جنود في حي الشجاعية. وعلى الرغم من أن مسيرته الجهادية لم تستمر طويلاً؛ إلا أن نشاطه وزخامة عملياته العسكرية خلال فترة قصيرة؛ دفعت إسحاق رابين رئيس وزراء العدو الأسبق أن يصفه بالأسطورة.
إن ما يحدث اليوم في الضفة الغربية، يجعلنا نعيش أجواء تلك العمليات التي نفذها الشهيد القائد عماد عقل وإخوانه المجاهدين، فقد أعادتنا بالذاكرة للتاريخ المُشرف المحفور في عقول كل الفلسطينيين، لذا؛ نجد أن من يسير على هذا النهج هم العظماء من أبناء شعبنا الفلسطيني. فالمقاومة الفلسطينية بكافة أذرعها وفصائلها حتى الأسود المنفردة في القدس والضفة؛ تستبسل في مقارعة العدو وتعمل على ضربه في كل مكان.
الواضح الجلي أن المسافة صفر التي خطها الشهيد القائد عماد عقل، أصبحت نهجاً يحتذي به العديد من أبناء شعبنا الفلسطيني أثناء تنفيذهم العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال في القدس والضفة الغربية، ومن المؤكد بأن مثل هذه العمليات النوعية ستستمر كلما أمعن العدو في جرائمه وبقي جاثماً على أراضينا الفلسطينية.