فاشي نازي عنصري احلالي احتلالي دموي… كل هذه الألقاب وغيرها من الأوصاف ليست مقصورة على اليمين الصهيوني كما يحلو للبعض تخصيصها، هي ذاتها وأضف إليها أضعافاً مما هو دونها انحطاطاً وأشر منها وصفاً حتى يمكنك توصيف الكيان جملة وتفصيلاً، مذ كان عصابات بادية تمارس القتل والإرهاب والتهجير، وهي في كل يوم تجثم في على الأرض المحتلة هي قائمة بعظائم الأمور وفظائعها.
فقط، هي خلافات بين ذات اللصوص والمجرمين الذين كانوا قد اجتهدوا أن يقتسموا بالعدل بينهم النهب الذي حازوه بالقتل والإرهاب..
فهناك من تجده يسهب هرياً يتحدث عن يمين ووسط ويسار، وكأنها معركة أخلاقية يختلفون فيها على ميزان العدل.
إخواني أخواتي، الاحتلال نقيض القيم والأخلاق ومضاد لها في الاتجاه، وتذكروا أن من تسمونهم اليسار هم أكابر مجرمي الكيان، وهم أول من مارس القتل والتهجير والإرهاب، وهم من أقاموا هذا المسخ الذي يسمونه الكيان، وتفردوا في تولي الحكم والمسؤولية دون منازع ممن تسمون يمين ووسط حتى الربع الثاني من العقد الثامن من القرن الماضي.
وعليه، فإن كياناً وظيفياً قائم على النهب والقتل والتهجير والإجرام لابد وأن ينتهي بهذه النهاية الحتمية (سوء المنقلب)، وأن تدور عليه دائرة بغيه، ومثل ما بقولوا طباخ السم بذوقوه..
السؤال، أين تتجه الأمور في الكيان المزعوم؟
هذا الصدام ليس نتيجة صراع مطلبي، كما يمكن أن يراه أو يوصفه البعض، بل صراع توجهات أيديولوجية نقيضة تماماً لقوى الكيان القائم (الدولة) باعتبار القائم وظيفي من أول يوم، وأنه علماني ظاهرياً، يهودي كإطار تعريفي فقط، لم يخرج من كونه عنصري بالتأكيد، لكنه يسمح بحدود من المشاركة لكل مكوناته مع تمييز واضح وكبير في الميزات والتمييز، هذا ما كان، واليوم وبعد تحورات وتحولات كبيرة وفارقة جاءت نتيجة تفاعلات وفي ظرف زمني استمر لسنوات داخل جوف هذا الكيان حتى غرق بكليته إلى أقصى التطرف، وتمكنت منه الأصولية الدينية والقومية ليجمع بين العنصرية المتأصلة التطرف والانغلاق..
في الحقيقة، إنها ليست تعديلات، ولا إصلاحات بل كياناً آخر يريدون على أنقاض ما هو موجود بحيث يكون المولود قائماً لذاته، ومنتمياً لهويته الدينية اليهودية دون أن يشاركه أحد، بل ويطمحون أن يكونوا هم مركز إدارة العالم، وأن ينتزعوا كل أرض (إسرائيل) المزعومة (من النيل إلى الفرات) وفق ما تحرّف من التوراة، واختلقوا في التلمود.
ولهذا لا يمكن أن يقف هذا القطار حتى يبلغ مداه، فالحديث عن التأجيل وارد وقائم، ولكن يتزامن معه إنشاء حرس (ثوري) يحمي الكيان المستولد من قوة الكيان المراد تفكيكه.
وليس في الأفق إلا الصراع الحتمي، أو الانقسام الحدي، وقد انتهى الاقتسام بين طرفي الكيان؛ فالتناقض أكبر من إمكانية احتوائه أو إدارته كما كان جارٍ.
لذا؛ ونحن أصحاب هذه الأرض التي يتصارعون فيها علينا، لقد جاءت اللحظة التاريخية أن نكون نحن الشعب الفلسطيني جاهزين لمعركة الكنس والتحرير، وعلى الجميع أن يتجهز للرجوع إلى الديار بقوة الحق المكفول، وواجب الانتزاع لهذا الحق.
ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً !