قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إنه تم قطع شوط كبير على طريق جهوزية محور القدس لتحقيق وعد الآخرة، مؤكدًا على أن المقاومة والمحور لن تتردد في الدفاع عن القدس والأقصى.
وأضاف السنوار خلال مشاركته، في مهرجان احياء فعاليات يوم القدس العالمي "الضفة درع القدس"، الذي نظمته اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي بمدينة غزة، "نطمئن أمتنا أننا وإخواننا في محور القدس، وبعد أن تخلّت غالبية الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية عن واجبها في الدفاع عن القدس قد قطعنا شوطًا كبيرًا.
ووجه السنوار رسالة لأهالي مدينة القدس المحتلة، قائلًا لهم: "يا أهلنا في القدس نتابع تفاصيل رباطكم ونراقب سلوك قوات الاحتلال ضدكم، وقيادة المقاومة حتما ستؤازركم وتحميكم كما حدث في الأيام السابقة ولن تتردد في ذلك".
وحذر السنوار من تكرار مشهد سحل النساء في المسجد الأقصى، قائلًا "إن ظفرا أو شعرة واحدة فقط من نسائنا المرابطات في الأقصى تعني سيل دم كثير في المنطقة".
وأضاف السنوار، قبل رمضان تداعت دول لمنع حرب كبرى في فلسطين بسبب الأقصى، وحاولت الإدارة الأمريكية إقناع الاحتلال بضبط خطواته في المسجد الأقصى، لكنه لم يستمع وكرر اقتحام الأقصى، فجاءه الرد على جرائمه.
وتابع، ردة فعل مقاومتنا في الضفة وغزة وجنوب لبنان كانت مثل صعقة كهربائية صغيرة، لكنها أوصلت رسالة للاحتلال لم يفهمها من كل الوسطاء.
وقال السنوار: نحن ندرك النوايا المبيتة للاحتلال لما بعد رمضان، ونؤكد أننا في قوى المقاومة ومحور القدس لهم بالمرصاد، وسنقوم بواجبنا بالدفاع عن قدسنا وأقصانا وشعبنا.
ووجه السنوار رسالة لمقاومي الضفة، قائلًا لهم: "المقاومة معكم تراقب فعلكم وجرائم العدو، وقيادة المقاومة ومحور القدس لن تبخل عليكم بالغالي والنفيس لتعزيز جهادكم وثورتكم".
ودعا أهالي الضفة الغربية ومدينة القدس والداخل المحتل إلى تنظيم أنفسهم للرباط في المسجد الأقصى.
وقدّر السنوار مشاركة الرئيس الإيراني من خلال كلمة له في مهرجان غزة لإحياء يوم القدس العالمي، وتجديده التزام إيران بدعم المقاومة الفلسطينية.
كما قدر السنوار عاليا الالتزام الذي أعلنه وجدده السيد حسن نصر الله تجاه فلسطين والمقدسات.
وأردف، المقاومة في غزة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه إلا بفضل الله ثم بدعم إيران وإسنادها الدائم.
وشدد السنوار على ضرورة ووجوب توحد الدول العربية والإسلامية وإنهاء الخلافات بينها، مردفًا كما نرى أن من الضروري المُلح عودة سوريا للجامعة العربية والمسارعة لبناء وترميم ما دمرته الحرب فيها.
وتابع السنوار: "لقد وقع علينا ظلم كبير من الكثيرين من المحبين الذين أرادوا منا أن ننحاز لطرف دون آخر فيما وقع من نزاعات داخلية، الأمر الذي كان سيشغلنا عن مسارنا الاستراتيجي في التحضير لمعركتنا الكبرى معركة وعد الآخرة".
وقال إن مشاركة الجماهير الحاشدة في المدن العربية والعالمية والإسلامية في يوم القدس دليل دامغ على أن القدس والأقصى يتربعان في صميم قلوب أمتنا، وأنها القضية الجامعة الموحدة التي يمكن الأمة الالتفاف حولها.
وأشار إلى أن يوم القدس يهدف إلى أن تبقى القدس حاضرة في ضمير الأمة ووجدان العالم، ولتجديد العهد في كل عام مع القدس والأقصى.
وذكر أن يوم القدس ليس مجرد مهرجانات واحتفالات وخطب تلقى، بل بات اليوم بارودا وأنفاقا وصواريخَ وجنودا وكتائبَ وعشاق شهادة يتبايعون على الموت.
وأعرب عن فخره بالمظاهرات والحشود والمشاركات في يوم القدس، داعيًا إلى أن تتحول أعوامنا جميعها إلى أيام للقدس نفديها بجهدنا وعرقنا وكل ما نملك.
وقال إن العالم كله يرى الحرب الدينية التي يشنها شذاذ الآفاق على القدس والأقصى، متسائلًا في الوقت ذاته: إذا لم تكن كل اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمعتكفين والمرابطين حربا دينية، فما هي الحرب الدينية؟.
وأضاف الحرب الدينية الصهيونية ليست على الإسلام فقط، بل أيضا على المسيحية، فماذا يعني هدم المقابر المسيحية والهجمات على الكنائس، ومنع إخوتنا المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم في مدينة القدس.
وتابع، أقول لزعماء العالم الذين يسمون أنفسهم قادة العالم الحر، لقد انكشف كذبكم وزيف ادعاءاتكم ومعاييركم المزدوجة، وسترون ما ستؤول إليه المنطقة إذا استمرت هذه الحرب الدينية.
ووجه رسالة لقادة الدول العربية والإسلامية: عبارات الاستنكار لم تعد كافية، ولا بد من تغيير استراتيجي في مساراتكم في إنهاء التطبيع وإغلاق السفارات ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني.
كما وجه رسالة إلى يهود العالم، قائلًا لهم: أعلوا أصواتكم برفض سلوك الحكومة الصهيونية وقاطعوها وأجبروها على تغيير مسارها، وإلا فأنتم أول من ستحترقون بنار الحرب الدينية التي يشعلونها.