شهاب – تقرير خاص
نذر الشيخ الشهيد خضر عدنان حياته كاملة في حب وطنه وبلده المحتلة فلسطين، فلم يتأخر يومًا في نصرة أم القضايا "قضية الأسرى" فنراه يشارك في كافة الفعاليات والمظاهرات ويقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، لم يعجب الاحتلال المكانة الوطنية التي وصل إليها الشيخ والتفاف الجماهير من حوله، فمارس بحقه الاعتقال تل والاعتقال، ليوجه ذلك بكل قوة واقتدار بأمعائه الخاوية ويتحول لأيقونة نصير الأسرى المضربين.
وخاضَ الشيخ، 5 إضرابات عن الطعام، أولها في عام 2004 لمدة 25 يومًا، والثاني في عام 2012 لمدة 67 يومًا، والثالث عام 2014 لمدة 54 يومًا، والرابع عام 2021 لمدة 25 يومًا، والخامس عام 2023 لمدة 86 يومًا، قبل أن يُعلن عن ارتقائه صبيحة اليوم شهيدًا.
محاربته من قبل السلطة
لم يكن الاحتلال وحيدًا في استهداف الشيخ خضر عدنان، فقد كان للسلطة الفلسطينية دورًا بارزًا وواضحًا للجميع بالتضييق على نشاطه الوطني واعتقاله والاعتداء عليه ومحاولة اغتياله.
بدأت رحلة معاناة الشيخ عدنان مع أجهزة السلطة منذ أكثر من 22 عامًا، عندما كتب على حسابه الشخصي عن التعذيب الشديد الذي تعرضه له في سجن أريحا وأن أول إضراب عن الطعام كان في هذا السجن.
من هذا الاعتقال وحتى قبل اعتقاله الأخير في سجون الاحتلال، تعرض الشيخ عدنان لحملة تحريض وتشويه مدروسة عبر صفحات حركة فتح والناطقين باسمها والناطق باسم أجهزة السلطة في وقتها.
وكان من أبرز ما حصل مع الشيخ خضر عدنان تعرضه لمحاولة اغتيال على يد مسلحين من حركة فتح في شهر2 من العام الماضي، ليتبع هذه المحاولة مؤتمرا صحفيا هاجم فيه مسلحون من حركة فتح الشيخ خضر عدنان، متهمين إياه بالفتنة والشبهات الأمنية.
وتحدث خضر عدنان، خلال تصريح صحفي سابق ألقاه في منزل الشهيد أشرف المبسلط عقب إطلاق النار في وقتها: "تم إطلاق النار من قبل مسلح باتجاهي في منزل الشهيد أشرف المبسلط، وقام شقيق الشهيد أدهم الشيشاني بحمايتي وأصيب بشظايا".
وأكمل "تعرضت لمحاولة اغتيال، وحاول الدفاع عني اخ الشهيد وتم اطلاق الرصاص بين قدميه من سلاح ناري رشاش m16، يبدو أنهم لم يحتاجوا لـ14 عنصر لقتلي كما قتلوا نزار بنات".
وأضاف "اعتديّ عليّ مرتين سابقا واعتداء اليوم تم عبر اطلاق النار بشكل مباشر، والذي قرر خروجي من البلدة القديمة باطلاق النار هو الذي قرر الا أدخل جامعة النجاح وهو الذي قرر تخريب اضراب الأسرى عام 2017".
وتابع، "في كل يوم تثبت السلطة ومخابراتها أن سلاحها لا يتوجه سوى باتجاه صدور أبناء الشعب الفلسطيني وأنها لا تكل ولا تمل عن زرع الفتنة في صفوف ابناء الشعب الواحد".
ولم تسلم زوجة الشيخ خضر عدنان من الإهانة والشتم على أيدي أجهزة السلطة خلال الاعتصام في رام الله للمطالبة بالإفراج عن زوجها من سجون السلطة.
وكان من أبرز المهاجمين للشيخ عدنان، محمد جمال حسين مدير الاعلام في مكتب محافظ طولكرم والقيادي في حركة فتح زاهر أبو حسين والناطق باسم أجهزة السلطة السابق عدنان ضميري.
سنحاسب كل مقصر
وقالت زوجة الشيخ خضر في مؤتمر صحفي أعقب استشهاده "نزف لكم خبر استشهاد الشيخ هو فخرنا واعتزازنا رغم اننا كنا نود ان يعود لنا منتصراً، محملةً كل مقصر بالقول "سنحاسب كل مقصر ، وخاصة ان الشيخ عدنان تُرك وحيداً ".
وأكدت أن عائلة الشيخ لن نفتح بيت عزاء للشيخ وانما ستسقبل المهنئين باستشهاد زوجها الذي نال الشهادة .
وتوعدت الاحتلال بالقول "كما علمني عدنان على حب الجهاد فعلى الاحتلال ان يحفظ وجوه ابنائي جيدا فهم من سينتقم للشيخ خضر عدنان".
وجددت التذكر بوصية زوجها بالقول "واجب فصائل المقاومة ان ينفذوا وصية زوجي بأن لا يلمس ولا يشرح جسده ، فنحن نعلم من أوصل الشيخ الى هذه الشهادة" .