خاص – شهاب
أعرب عضو التجمع الوطني الديمقراطي عمر عساف عن رفضه لحصر مظاهر إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 75، التي تُصادف ذكراها اليوم، في المهرجانات والمسيرات الشعبية على أهميتها.
ودأبت السلطة الفلسطينية وحركة فتح في الضفة الغربية المحتلة على اقتصار مظاهر إحياء ذكرى نكبة فلسطين، على تنظيم احتفالات ومهرجانات للدبكة واطلاق البالونات في الهواء، في مظاهر فصلت هذه الذكرى الأليمة لشعبنا عن جوهرها ومضمونها.
ونظمّت اللجنة المركزية لحركة فتح، ظهر اليوم الإثنين 15 مايو 2023، مهرجانًا مركزيًا وسط مدينة رام الله، إحياءً للذكرى الـ75 للنكبة، بمشاركة رئيس حكومة رام الله محمد اشتية ونائب رئيس الحركة محمود العالول، وعدد آخر من الوزراء وممثلين عن المؤسسات الرسمية في الحكومة.
وشدد عساف في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال، إحلال المسيرات والمهرجانات الوطنية بدلًا من إعداد الشعب وتجنيده للمقاومة، والتمسك بهذا الخيار في مواجهة الاحتلال.
واعتبر الناشط السياسي أن استمرار السلطة في شكلها وسياستها المحاربة لنهج المقاومة وصوت الشعب، هي "نكبةٌ" في حدِ ذاتها، مُشيرًا إلى أن الاحتلال يريد من السلطة أن تستمر على هذا الشكل لتحقيق أهدافه الإجرامية.
وذكر أن السلطة وأجهزتها الأمنية لا تثبت صِدق حديث مسؤوليها على أرض الواقع، "بل تطارد المقاومين ولا تتصدى لجيش الاحتلال كما يجب، وهذه عمليًا تُشكّل نكبةً أخرى للشعب الفلسطيني".
وتابع الناشط السياسي حديثه: السلطة التي وقعّت على اتفاقية "أوسلو" المشؤومة، هي بذلك تُنصب نفسها شريكةً في ذكرى النكبة على الشعب الفلسطيني.
وطالب عساف العقلاء من القيادة المتنفذة في السلطة بأن يوجههوا سياستهم لخدمة الشعب وتعزيز صمودهم والمقاومة، بدلًا من الاستمرار في النفق المظلم.
ورأي عساف أن هناك تناقضًا كبيرًا بين مشاركة السلطة وقيادتها في مهرجانات إحياء ذكرى النكبة، ومواصلتها في الوقت ذاته لسياسة التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة وكل من يقاوم الاحتلال، الأمر الذي ينم عن منظومة متهالكة داخل حكومة رام الله.
وأكد عساف على وجوب إبقاء ذكرى النكبة حيّة في أذهان الأطفال وإخبارهم بما حدث مع آبائهم وأجدادهم، واستحضار المناهج الفلسطينية لهذه الذكرى والحديث عنها ونقلها لجميع الطلاب.
ونوّه إلى أنه لا يجب الاقتصار على هذه المظاهر والأنشطة، وأن نجعل كل الأيام فُرصةً لإحياء الذكرى وعدم نسيانها، مشددًا على أن المقاومة في الخيار الأساسي لمواجهة الاحتلال؛ المتسبب للنكبة الفلسطينية.
ويصادف اليوم، الموافق الخامس عشر من أيار، الذكرى الـ75 لنكبة شعبنا الفلسطيني، والتي كان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون بـ 1300 قرية ومدينة.