بعد 40 عاماً من جمعها

بالصور الاحتلال يقصف منزل "مهنا" العامر بأحجار كريمة ومقتنيات من مئات السنين

الاحتلال يقصف منزل "مهنا" العامر بأحجار كريمة ومقتنيات من مئات السنين

بعد أن قضى المواطن الفلسطيني حازم مهنا (62 عاماً) 40 سنة من عمره وهو يجمع المقتنيات الأثرية بداخل منزله في مدينة غزة، تحول متحفه الأثري إلى كومه حجار إثر قصف طائرات الاحتلال المباشر لمنزله خلال التصعيد الأخير على القطاع.

يقول مهنا في لقاء خاص، إن مخابرات الاحتلال أجبرته على إخلاء منزله بمدة خمس دقائق فقط، وخرج هو وأبنائه من البناية المكونة من أربعة منازل ليحموا أرواحهم من العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وبأسى كبير تابع مهنا "استطعت إنقاذ نفسي وعائلتي، لكنني لم أستطع إنقاذ مقتنياتي التي قضيت عمري في جمعها والاهتمام بها، ودفعت لأجلها كل ما أملك من المال".

وبالرغم من تحوله منزله إلى كوم من الركام، إلا أنه اجتهد في البحث بين الحجارة على مقتنياته الأثرية الثمينة، ليخرج جزءً منها لا يتجاوز ربع الذي كان لديه.

وتطرق مهنا إلى أهم المقتنيات الأثرية التي يمتلكها، وتتمثل في البراويز التي تعود لمئات السنين، والأحجار الكريمة، ومختلف العملات القديمة، والأوراق الثبوتية لأوطان متعددة، إلى جانب امتلاكه لقطع تخص التراث الفلسطيني مثل الأثواب المطرزة والبكارج والتحف النحاسية.

وأضاف "خسرت مقتنيات تعني لي الكثير، ولا يمكن تبديلها بأي مبلغ مالي، لارتباطي المعنوي بها وتميزي بهذه المقتنيات الأثرية على مدار السنوات السابقة".

وكان مهنا يأمل أن يورث متحفه الأثري لأبنائه، لكونهم ورثوا اهتمام والدهم بكل ما هو قديم وأثري، ليبقى متجدداً بالتحف والمقتنيات الأثرية على مدار السنوات القادمة.

وتطرق إلى شغفه الغير محدود في شراء المقتنيات الأثرية "بعد أن تقاعدت من عملي، وضعت كل المال الذي ملكته في شراء هذه المقتنيات، ولم أكتفي بذلك فعندما وجدت قطع ثمينة وكنت لا أمتلك النقود، لجأت لبيع مركبتي الخاصة للحصول عليها".

وبنبرة مهنا حزن يخبرنا مهنا أنه لن يغادر مكان منزله المدمر، لارتباطه الروحي فيه، ولعدم قدرته على ترك مقتنياته بين أكوام الحجار ليذهب للنوم أو الراحة في مكان آخر.

ولفت إلى أنه لاجئ من بلدة المسمية المحتلة "هُجرنا من بلادنا قسراً، وأجبرنا على العيش بداخل منازل صغيرة مساحتها لا تزيد كثيراً عن مساحة القبور، وبالرغم من ذلك يصر الاحتلال على تهجيرنا مرة أخرى".

ويروي أن الاحتلال الإسرائيلي لاحق متحفه الأثري ويتساءل إن كان الهدف من ذلك ملاحقة التراث الفلسطيني أو قهر الشعب المكلوم.

وختم مهنا حديثه بالتأكيد على أنه سيستمر في البحث عن مقتنياته وإن وجد قطع منها سيحتفظ بها مجدداً ليعيد إنشاء متحفه ويكمل مسيرته في جمع المقتنيات الأثرية.

170523_GAZA_OD_00 (32).jpg
170523_GAZA_OD_00 (31).jpg
170523_GAZA_OD_00 (27).jpg
170523_GAZA_OD_00 (22).jpg
170523_GAZA_OD_00 (18).jpg
170523_GAZA_OD_00 (12).jpg
170523_GAZA_OD_00 (1).jpg
 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة