شهاب -أحمد البرعي
في استفزاز جديد لمشاعر المسلمين، اقتحم الوزير الإسرائيلي الفاشي ايتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك بحماية أمنية مشددة، مطلقًا تصريحات تهدد المساس بالمسجد وقدسيته بشكل مباشر، متجاهلاً المكانة الدينية للمسجد التي يقاتل من أجلها الجميع.
وهذه المرة الثانية التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تنصيبه وزيرًا لما يسمى الأمن القومي في "إسرائيل" بحكومة شديدة التطرف يرأسها بنيامين نتنياهو الذي يوفر له الغطاء السياسي والحماية الأمنية لمشاريعه التهويدية.
اعتداء بن غفير على الأقصى اليوم أثار موجة من الغضب والسخط الشديدين لدى شرائح المجتمع المختلفة والقادة السياسين ودول الجوار على رأسها الأردن، التي تعتبر صاحبة السيادة على المسجد.
الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر نشر صورًا لاقتحام بن غفير الأقصى، قائلا إن "من أمن العقوبة أساء الأدب"؛ في إشارة إلى أن هذه الاقتحامات ستُشعل الأوضاع أكثر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال داخل الأقصى.
وغرّد الكاتب السياسي فايز أبو شمالة: "قبل 23 سنة، حين اقتحم الإرهابي شارون باحات المسجد الأقصى، قامت دنيا الفلسطينيين، ولم تقعد، واندلعت انتفاضة الأقصى".
وتابع أبو شمالة: "اليوم، يقتحم الإرهابي بن غفير ياحات الأقصى، فتصدر بيانات الشجب والإدانة، وكفى الله الفلسطينيين شر الانتفاضة".
وأضاف مُتهكمًا: "وعاش الرئيس محمود عباس آمنًا مطمئنًا في المقاطعة!".
واستهجن الأكاديمي عبد الله كمال من الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة، مُتسائلًا: "إلى متى هذا التلكؤ في اتخاذ المواقف والخطوات المناسبة لوقف هذا التطاول؟".
وبلغةٍ حزينةٍ، تساءلت المرابطة المقدسية هنادي حلواني: "ما الذي جرّأ هؤلاء المتطرفين على تنفيذ عدوانًا جديدًا ضد الأقصى".
بدوره، غرّد الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة: "بن غفير يحاول خداع نفسه، وهو يقتحم الأقصى بالقوة، كما يحدث منذ عام 1967".
وأضاف: "ادعاء اللص امتلاك المسروقات لا ينفي كونها مسروقة، رغم إنه من نصف قرن يدّعي ذلك".
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إن ادعاء بن غفير بأنهم أصحاب الأرض وهو ملكهم، فهذا يدلل على "ديمومة الصراع" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
مُشددًا على أن تهديدات المتطرف بن غفير، فضح خلالها "باعة الأوهام" ومُقاولي التطبيع.
وتساءلت الإعلامية الفلسطينية ليلى عودة: "ليس واضحًا سبب انشغال بن غفير بهاتفه وهل يتابع ردود فعل متابعيه على تيك توك أو رد الفعل الفلسطيني أو الدولي أو العربي أو الإسلامي أو نتنياهو على اقتحامه لباحات المسجد الأقصى اليوم الأحد، أو ربما يبحث عن مواقع كيف تكون رئيساً للوزراء؟".
بدورها، نددت فصائل المقاومة الفلسطينية باقتحام بن غفير للأقصى ومُواصلة استفزازه لمشاعر الفلسطينيين، إذ قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن هذا الاقتحام هو تأكيدٌ على عمق الخطر المُحدق بالأقصى في ظل هذه الحكومة الصهيونية الفاشية وصلف وزرائها من اليمين المتطرف.
وأكدت حماس أنّ شعبنا لديه من الإصرار ما هو أكبر وأطول نفسًا من الاحتلال، وأنه لن يستسلم أمام هذا العدوان، ولن يُترك الأقصى وحيدًا.
وحمّلت الاحتلال المجرم كامل تبعات هذا الاعتداء الهمجي، داعية أبناء شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل إلى تكثيف الرباط بالأقصى وشد الرحال إليه، وتسييجه بالمُقل والأرواح والمُهج، والوقوف سدًا منيعًا أمام كل محاولات تدنيسه وتهويده.
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات، اقتحام الوزير الصهيوني إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، وعدّته تصعيدًا خطيرًا ومرفوضًا، ويُمثّل خرقًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وشددت الوزارة على أنّ المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، مُطالبةً بضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس.