عقد المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الثلاثاء، ندوة حوارية حملت عنوان "الأداء الإعلامي خلال عدوان مايو-2023 استخلاصات وتوصيات"، بمشاركة عددٍ من الخبراء الإعلاميين والسياسيين، ونخبة من الصحفيين الفلسطينيين العاملين في المؤسسات الإعلامية.
وشارك في الندوة أ. سعيد بشارات الخبير في الشأن الإسرائيلي، وأ. صالح المصري مدير وكالة فلسطين الإخبارية، و أ. صالح الناطور مراسل التلفزيون العربي، وأ. عادل الزعنون مراسل الوكالة الفرنسية، وأ. محمد أبو هربيد الخبير في الشأن الأمني.
بدوره أكد د. تيسير محيسن مستشار المكتب الإعلامي الحكومي للعلاقات الدولية، على أن المكتب حرص على توفير كافة الخدمات الصحفية التي يحتاجها الصحفي الفلسطيني في تغطية هذا العدوان، منوهاً إلى أن المكتب شكل لجنة طوارئ منذ الساعات الأولى لهذا العدوان.
وأوضح بأن هذه الندوة تهدف إلى تقديم رؤية متكاملة حول الأداء الإعلامي الفلسطيني خلال فترة العدوان على القطاع، في سبيل الوقوف على مكامن القوة والضعف خلال هذه التغطية، والوصول إلى خلاصات واستنتاجات من شأنها تقويم هذه التجربة.
إشادة صحفية
أجمع المشاركون على الجهد المبذول والدول الفاعل للمكتب الإعلامي الحكومي من خلال حرصهم على توفير كافة احتياجات الصحفيين الفلسطينيين التي تذلل أي معيقات ميدانية تواجه عملهم الصحفي؛ مشيدين بحرص المكتب على توفير موجز يومي بلغاتٍ متعددة.
وثمنوا دور الإعلام الحكومي في الحد من نشر الشائعات التي تهدف إلى زعزعة المجتمع، من خلال نشر التوجيهات والمحددات بصورةٍ مستمرة.
وحول دور الإعلام المحلي المبذول خلال هذا العدوان، أشاد أ. صالح المصري بالمسئولية الكبيرة التي التزم بها الصحفي الفلسطيني في سبيل تمكين الجبهة الداخلية للمجتمع الفلسطيني، والحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة، ومحاربة الإشاعات التي من شأنها الفت بعضد المجتمع الفلسطيني.
وأكد على أن المؤسسات الإعلامية المحلية اتسمت خلال العدوان بتنوع التغطية الإعلامية فلم تقتصر على الجانب الإخباري فقط، بل ركزت على ما وراء الخبر، وما خلفه هذا العدوان من قصصٍ إنسانية لضحايا هذا الإجرام الإسرائيلي.
استخلاصات إعلامية
بدوره أوضح أ. صالح الناطور بأن الإعلام العربي ولهذه اللحظة يتعامل بمرحلية مع القضية الفلسطينية دون الاعتماد على استراتيجية إعلامية تتناسب مع عمق القضية الفلسطينية، فهو يتعامل مع ردود أفعال.
وأشار الناطور إلى النقلة التي شهدتها الشاشات العربية إبان التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، فلقد اختلفت التغطية تبعاً لاختلاف سياسات الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، مبيناً بأن الشاشات العربية اليوم منهمكة في تغطية القضايا العربية التي تهم مصالحها.
من جانبه؛ أفاد أ. محمد أبو هربيد أن الرقابة الإسرائيلية كانت قد تجهزت لهذا العدوان كونها اعتمدت على عنصر المفاجأة، فعملت على تجهيز المحددات والشروط مسبقاً، وملاحقة أي محتوى من شأنه زعزعة الجبهة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي.
بدوره، أوضح سعيد بشارات بأن الإعلام الإسرائيلي جهز ماكينته الإعلامية قبل بدء التصعيد، فما إن بدأ العدوان على القطاع حتى ضخ الإعلام الإسرائيلي تصريحات تثبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتؤكد الرواية الإسرائيلية.
وأشار بشارات إلى أن إعلام الاحتلال خلال العدوان حاول تعظيم قوته العسكرية واستعادة الردع في سبيل تحقيق مصالح شخصية لنتنياهو، والتي استغلها لتوجيه رسائل للإقليم بأنهم الأقوى، مفيداً بأنه حاول استغلال ما سماه بالإنجاز بالدخول صباح أمس تحت المسجد الأقصى وهو حدث خطير.
توصيات
أوصى المشاركون بضرورة توفير مركز إعلامي للصحفيين الفلسطينيين وقت الأزمات تكون إما داخل مستشفى الشفاء أو قريباً منه، في سبيل تسهيل عملية التغطية دون عقبات.
وعرجوا على ضرورة عدم الاعتماد في المعلومة على الإعلام الإسرائيلي والتي من شأنها تعزيز الرواية الإسرائيلية، والأخذ من هذا الإعلام ما يعزز الرواية الفلسطينية فقط.
وطالبوا بضرورة عقد ورشات تثقيفية تستهدف جمهور نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية التعامل مع الإعلام العبري، مع ضرورة أن يتبع هذه الورشات ضبط لعملية النشر ومحاسبة كل من يخالف ضوابط النشر.
وشدد المشاركون على الدور الإعلامي الفلسطيني خلال أي عدوان على القطاع في تثبيت الجبهة الداخلية للمجتمع الفلسطيني.