تقرير قوة الردع تتآكل.. تهديدات الاحتلال لا تعدو "نبح الكلاب"!

قوة الردع تتآكل

خاص _ شهاب

بعد مناورة حزب الله اللبناني الأخيرة، التي سلط عليها الإعلام العبري كل تحليلاته، لا سيما بعد كمية الأسلحة النوعية التي تم استخدامها في المناورة، ارتفعت حدة التهديدات الإسرائيلية لمحور المقاومة ومن ضمنه تنظيم حزب الله.

تهديدات تأتي في فترة عصيبة تمر بها "إسرائيل" لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهل تحمل التهديدات الإسرائيلية جدية أم أنها فارغة المضمون.

المختص في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين، قال إن التهديدات "الإسرائيلية" الأخيرة لا تعني بالضرورة الجدية في تنفيذها، فقد سمعنا عن الاستعدادات والتدريبات وإعداد الخطط لضرب إيران على مدار سنوات طويلة؛ بل إن نائب وزير الخارجية الأسبق "داني أيالون" وصف عام 2010 بأنه عام الحسم أمام إيران وفي عام 2011 خصصوا ميزانية بقمية 11 مليار شيكل، لتدريب وتأهيل طائرات سلاح الجو للقيام بهذه المهمة لكن شيئًا لم يحدث – ما قد يثبت ما قاله الجنرال "يتسحاق بريك" بأنها تهديدات فارغة المضمون، ولا تعدو عن كونها " نباح كلاب".

وأكد ياسين خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن هذه التهديدات تتزامن مع كشف إيران عن وسائل قتالية جديدة من بينها الصاروخ الباليستي "خيبر" الذي يصل مداه 2000كم وهو مزود بطن ونصف من المتفجرات، عدا عن الطائرات المسيرة من نوع "شاهد 136" التي يصل مداها أكثر من 2000 كم.

وأضاف أن التدريبات التي أعلن عنها المتحدث باسم جيش الاحتلال تأتي بعد أيام معدودة من التدريبات التي أعلن عنها حزب الله على الحدود اللبنانية وتهديد زعيم الحزب حسن نصر الله بالرد على أي عمل عسكري إسرائيلي سواء في لبنان أو خارجها والإشارة بأنها لم تعد تمتلك زمام المبادرة لوحدها.

وأوضح ياسين أن ارتفاع حدة التهديدات والإعلان عن التدريبات ما هي إلا محاولة أخرى لترميم قوة الردع وإقناع محور المقاومة بعدم القيام بأي عمل عسكري قد يدفع "إسرائيل" للرد الذي قد يصل إلى مرحلة المواجهة في إطار الفعل وردة الفعل.

ولفت المختص ياسين إلى أن استمرار التهديدات والتدريبات التي تهدف لاستعراض القوة تمثل اعتراف ضمني باستمرار تآكل قوة الردع وفشل محاولة ترميمها خلال الجولة الأخيرة في غزة والأهم من ذلك هو دلالة على عدم جاهزية الجيش لخوض مواجهة لا أمام إيران أو لبنان أو غزة بجميع فصائلها العسكرية، لاسيما وأن العدو بات يدرك بأن المواجهة المحدودة باتت جزء من الماضي وأن اشتعال أي جبهة سيزيد من احتمالات اتساع رقعتها والدخول في مواجهة على عدة جبهات.

وبين أن الحقيقة الثابتة هي أن من يمتلك القوة والقدرة ليس بحاجة للتهديدات أو حتى الإعلان عن التدريبات لأنها ستفقده عنصر المفاجأة التي تساعده على تحقيق إنجازات عسكرية وسياسية.

وأشار ياسين إلى أن (إسرائيل) بترسانتها العسكرية وقدراتها الاستخباراتية باتت تلجأ للتهديدات والتدريبات للتعويض عن عجزها في مواجهة الواقع وهو أن أي عمل عسكري سيكون له تداعيات قاسية على جبهتها العسكرية والداخلية على حد سواء، لاسيما وأن تقديرات الموقف الأمني في الكيان تشير إلى أن محور المقاومة لديه القدرة على إطلاق 3000 صاروخ يوميًا من بينها عدد من الصواريخ الدقيقة التي تطال منشآت استراتيجية حيوية كحقول الغاز والقواعد العسكرية عدا عن قدرتها على تغطية جميع أنحاء الكيان وما يترتب عليه من وقوع خسائر بشرية ومادية يصعب على الكيان تحملها.

وتابع ياسين "أما على الصعيد العملياتي فإن الإقدام على توجيه ضربة لإيران يتطلب أولًا الحصول على دعم عسكري وغطاء سياسي أمريكي وهو ما لا يتوفر حاليًا في ظل تبني الإدارة الأمريكية خيار الدبلوماسية لحل الأزمات وابتعادها عن الحل العسكري لما له من تبعات وأثمان"، مضيفًا أن الاحتلال سيكون بحاجة لعدد كبيرة من الطائرات الحربية وطائرات تزويد الوقود لتغطية مساحة إيران التي تشكل 70 ضعف من مساحة الكيان.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي إن انتشار المنشآت النووية في عدة أماكن ووجود بعضها في خنادق محصنة تحت الأرض لمسافات تتراوح ما بين 80 إلى 100 يبطل مفعول القنابل الذكية ويصعب إمكانية استهدافها، مضيفًا أن المعضلة والتهديد الأكبر في قدرة الكيان على التعامل مع الطائرات المسيرة بجميع أنواعها وأحجامها إذ أنها ستكون مطالبة بتخصيص منظومات دفاع جوي متعددة الطبقات وكم كبير من صواريخ الاعتراض باهظة الثمن.

وأوضح ياسين أن الأهم والأخطر من ذلك هو إدراك الكيان بأن إيران لديها القدرة على توجيه ضربة ثانية بعدة وسائل سواء كانت صواريخ تقليدية أو باليستية أو طائرات مسيرة ومن عدة أماكن امتدادًا من لبنان ووصولًا إلى العراق واليمن عدا عن إيران.

ومن المقرر أن يبدأ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مناورات عسكرية واسعة غدًا الاثنين، تستمر أسبوعين، وتشمل الأراضي المحتلة كافة.

وذكر المراسل العسكري لقناة "كان 11" العبرية "إيتاي بلومنتال"، أن المناورات تشمل سلاح الجو والمشاة والبحرية؛ من الشمال وحتى الجنوب.

وأوضح "بلومنتال" أنه سيلاحظ حركة نشطة للطائرات القتالية بأنواعها المختلفة.

وأشار المراسل العسكري إلى أنه تم تغيير خطوط الطيران المدني بما لا يتعارض مع المناورة، كما تم إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الصغيرة.

وكثف الجيش مؤخرًا مناوراته العسكرية في إطار تحضيراته لما يقول إنها حرب متعددة الجبهات، في ظل تهديدات من قادة الاحتلال لغزة ولبنان وإيران.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة