في ذكراه .. القسامي "وائل نصار" مهندسُ العمليات النوعية

الشهيد القسامي وائل نصار

في مثل هذا اليوم كانت فلسطين على موعد مع توديع أحد قادتها الذين وهبوا أنفسهم رخيصة في سبيل الله، إنه القائد القسامي وائل نصار "أبو المعتصم" رجل في زمن كثر فيه الانهزاميون، جعل وقته كله لله تعالى في الليل والنهار، كان لا يعرف الملل ولا السآمة ولا الكسل ولا التأخر ولا الجبن ولا الخور، فقد كان رحمه الله يصل الليل بالنهار في خدمة الإسلام العظيم.

كان رجلا لا يعرف في الليل نوماً بل كان أياماً عديدة يصل الليل بالنهار وهو يطوف من مكان لآخر مجاهداً داعياً إلى الله تعالى، إن أمثال أبي المعتصم يذكروننا بالأمجاد السالفة للأمة، يوم أن كنا خير أمة أخرجت للناس.

مهندس العمليات

أشرف القائد القسامي وائل على تجهيز وإعداد عشرات الاستشهاديين الذين أذاقوا بني صهيون العلقم كان على رأسهم "محمد فرحات" منفذ عملية "عتصمونا" والتي أدت إلى مقتل أكثر من 6 جنود صهاينة.

كما جهز الاستشهاديين"فؤاد الدهشان" و"عثمان الرزاينة "و"إياد البطش" منفذو عملية "دوغيت"، و"اسحق نصار" و"زكريا أبو زور" منفذا عملية "تل قطيف"، و"إبراهيم نزار ريان" و"عبد الله شعبان" منفذا عملية "ايلي سيناي"، ومحمد أبو دية أحد منفذي عملية "إيرز" المشتركة ،"محمود الجماصي" منفذ عملية "دوغيت" البحرية، و"إسماعيل المعصوابي".

إضافة إلى تجهيز الاستشهادية "ريم الرياشي" منفذة عملية معبر "بيت حانون إيرز" والتي أدت إلى مقتل 4 جنود صهاينة، والاستشهاديان" مازن بدوي" و"محمد عماد "منفذي عملية "جاني طال" .

وكان له دور بارز في التخطيط والتجهيز لعملية أسدود المشتركة، والإشراف العام على مجموعات كتائب القسام خلال التصدي للاجتياحات الصهيونية خاصة لحي الزيتون.

شارك القائد "وائل نصار" رفيق دربه القائد "عوض سلمي" في العديد من العمليات النوعية ضد قوات الاحتلال أبرزها عملية صهريج الوقود على الخط الشرقي والتي قتل فيها جنديين صهيونيين، وغيرها من العمليات التي وردت في مذكرات الشهيد القائد عوض وكان شهيدنا في تلك الفترة بمثابة المرافق الشخصي للقائد عوض حيث قام الاثنان بتشكيل خلايا مسلحة في حي الزيتون .

خروجه لعملية استشهادية

مع عودة السلطة الفلسطينية أراد الشهيد وائل تنفيذ عملية استشهادية لكن إرادة الله لم تشأ ذلك، ركب السيارة المفخخة وسار بها لمسافة 200 متر إلا أن السيارة تعطلت ولم تحدث العملية وانكشف أمرها.

من هنا بدأت المطاردة الفعلية لشهيدنا "وائل" حيث حاصرته قوات من الشرطة الفلسطينية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة برفقة الشهيد القائد "عوض سلمي" في منزل الشهيد القائد "إبراهيم النفار" " أبو خليل ".

رفض المجاهدون تسليم أنفسهم أو الهروب من المنزل واشتبكوا مع أجهزة الأمن حتى توصل الطرفان إلى اتفاق سلم المجاهدون بموجبه أنفسهم إلى جهاز المخابرات الفلسطيني واعتقل "وائل" و"عوض" لمدة أسبوع ثم أطلق سراحهم بعدها وواصلوا عملهم العسكري في صفوف كتائب القسام.

في سجون الوقائي

تعرض الشهيد القائد إلى الاعتقال ضمن حملة الاعتقالات ضد أبناء الحركة الإسلامية في سجن الأمن الوقائي وعذب عذابا شديدا إلا أنه لم يعترف بأي من التهم التي وجهت إليه رغم شدة التعذيب الذي أدهش المحققين أنفسهم لدرجة أن أحدهم قال له يا وائل لو أطلقت سراحهم هل ستخرج لتنفذ عملية استشهادية ؟، فكان الرد من وائل سأنفذها ولا أخشى في الله لومة لائم " فدهش المحقق من إجابة القائد وائل.

كما حاول جهاز الأمن الوقائي مساومة وائل على إطلاق سراحه مقابل عمله معهم فرفض ذلك بكل صوره وأشكاله ورد بقوله: "سأبقى في السجن إلا أن يشاء الله لي ذلك وسأخرج معززا مكرما" .

حان اللقاء

فجر يوم الأحد 30-5-2004 كان القائد وائل مع الأمنية التي طالما تمناها، وذلك بعدقيامه بحل إشكالية وقعت بين بعض المواطنين ومجموعة من المجاهدين، وبعد الانتهاء من هذا الأمر اتصل برفيق دربه الشهيد محمد صرصور الذي قال له سأكون عندك بعد ستين ثانية وبالفعل التقى الاثنان وعادا من أماكن رباط المجاهدين.

وخلال ركوبهم دراجة نارية في شارع صلاح الدين، قامت طائرة استطلاع صهيونية باطلاق صاروخا على المجاهدين مما أدى إلى استشهادهما على الفور وعندما حاول أحد المواطنين وهو الشهيد ماضي ماضي إنقاذهما أطلقت الصاروخ الثاني فاستشهد المواطن ماضي وأصيب سبعة آخرون.

رحل القائد تاركًا بصماته الجهادية في العمليات النوعية التي آلمت العدو وكبدته حسائر كبيرة، وكان لهذه العمليات الأثر الكبير في هروب العدو الصهيوني من قطاع غزة، بعد الضربات القسامية المؤلمة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة