بعد قطع عدة مُدن وبلديات أوروبية علاقاتها مع الكيان

خاص مستشار قانوني لـ شهاب: صورة الاحتلال الديكتاتورية سقطت أمام العالم

تضامن الشعب البليجيكي مع فلسطين - أرشيف

خاص – شهاب

أكد المستشار القانوني أسامة سعد أن صورة الاحتلال بدأت تتكشف أمام دول العالم الغربي، لا سيما بعد قرار عدة مُدن وبلديات أوروبية وقف وقطع علاقاتها مع الكيان "الإسرائيلي" ردًا على جرائمها العنصرية ضد الفلسطينيين.

وقال سعد في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، الخميس 1 يونيو 2023، إن الاحتلال الذي كان يدّعي أنه نظام ديمقراطي وسط بحر من الديكتاتوريات، أصبح العالم يفهم أنه نظامٌ عنصري مُقيّد قائم على اضطهاد وسلب حقوق الفلسطينيين.

وأضاف أن رد فعل العالم ضد الاحتلال بدأ يتضح من خلال "إرهاصات" بمقاطعة بعض البلديات لهذا الاحتلال، مُردفًا " نأمل في المستقبل أن تتسع هذه الحركة لتشمل الحكومات الرسمية، بحيث تقاطع كل دول العالم نظام الاحتلال باعتباره نظام فصل عنصري، رغم استمرار الغطاء الأمريكي الداعم للاحتلال بشكل مطلق من خلال الفيتو الذي يمنع أي إدانة للاحتلال في مجلس الأمن الدولي".

وشدد على وجوب تعامل العالم مع أنظمة الفصل العنصري لكيان الاحتلال، كما تم التعامل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بأن تكون هناك مقاطعة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وعلى كافة الصُعد، من خلال الأنظمة الرسمية أو الحكومات الرسمية لدولة الاحتلال.

ووفق سعد، فإن خطوة مدينة فيرفييتوا البلجيكية بمقاطعة كيان الاحتلال، سيُشجّع باقي المدن الأوروبية في الإقدام على مثل هذه الخطوات، مُنوهًا إلى أن الاحتلال سيمارس حركة دبلوماسية نشطة باتجاه الضغط على هذه البلديات والضغط على  الحكومات الرسمية لهذه البلديات لوقف هذه العملية أو وقف المقاطعة.

وتابع: "لمسنا ضغط الاحتلال، حين تراجع القضاء البلجيكي عن مٌحاكمة مُرتكبي جرائم الحرب، بعد أن شرّع قوانين بمُحاسبة كل مُرتكبي الجرائم أيّا كانت جنسيته وأينما ارتكب جرائمه".

وطالب المستشار القانوني بتعزيز نشاط الدبلوماسيات الفلسطينية والعربية والإسلامية، لتعزيز التوجه لدى الشعوب الأوروبية من خلال البلديات والبرلمانات وانتهاءً بالحكومات الرسمية التي هي تُعبّر عن سياسة الدولة الرسمية، لتتسع حركة المقاطعة لتشمل مقاطعة فعلية للكيان الصهيوني، تمهيدًا لتفكيك نظامه العنصري كما تفكك نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا.

ولفت سعد إلى أن وعي الشعوب الأوروبية والشباب الأمريكي على وجه التحديد بقضايا الشعب الفلسطيني، أصبح واضحًا وكبيرًا، مُشيدًا في الوقت ذاته بدور وسائل التواصل الاجتماعي بإيصال جرائم الاحتلال إلى العالم، التي كان مُغيًّبا وتُهيمن عليه الدعاية الصهيونية.

وذكر أن دعم العالم للاحتلال تراجع كثيرًا في الآونة الأخيرة، مُشددًا على أن جيل الشباب ينظر إلى دولة الاحتلال، أنها تُشكّل عبء ومُشكلة للمجتمع الغربي، وتتناقض مع القيم الغربية في الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وكانت مدينة فيرفييتوا في بلجيكا، قد أعلنت عن قطع علاقاتها مع الاحتلال "الإسرائيلي"، ردًا على ارتكابها جرائم الفصل العنصري "الأبارتهايد" بحق الفلسطينيين، وانتهاكها المتكرر لحقوق الشعب الفلسطيني.

ويأتي قرار مدينة فيرفييتوا، في أعقاب قرارات مماثلة اتخذتها عدد من البلديات الأوروبية في وقتٍ سابق.

وقرر مجلس مدينة لييج البلجيكية في شهر نيسان الماضي تجميد علاقاته مع الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك لأن نظامها يقوم على "الفصل العنصري والاستعمار والاحتلال العسكري".

وفي السابع عشر من الشهر ذاته، أعلن رئيس بلدية بيليم في البرازيل إدميلسون رودريغيز تجميد العلاقات المؤسسية كافة مع الاحتلال "الإسرائيلي" ، بما في ذلك إلغاء اتفاقية التوأمة مع "تل أبيب"، ردًا على ارتكاب الاحتلال جريمة الفصل العنصري "الأبارتهايد " بحق الفلسطينيين، وانتهاكها المتكرر لحقوق الشعب الفلسطيني.

كما قررّت العاصمة النرويجية أوسلو، في شهر نيسان الماضي، استبعاد الشركات التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في مشروع الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني.

وفي فبراير الماضي، قرّر رئيس بلدية برشلونة، تعليق الروابط المؤسسية مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

بدورها، رحّبت اللجنة الوطنية الفلسطينية (BNC)، أوسع ائتلاف في المجتمع المدني الفلسطيني التي تقود حركة مقاطعة إسرائيل (BDC) عالميًا، بقرار فيرفييتوا، وأشادت بالعمل الدؤوب للمجتمع المدني البلجيكي الذي جعل ذلك ممكناً.

وحثّت المدن في جميع أنحاء العالم على أن تحذو حذو هذه البلديات التي جمّدت علاقاتها مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، لدعم النضال الفلسطيني من أجل تفكيك الفصل العنصري.
 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة