بداخل عدد من الأراضي الزراعية المتجاورة، ينتشر عشرات المزارعين لحصاد الذهب الأصفر (الذرة)، لتجهيزه للبيع في الأسواق المحلية بالقطاع، في بيت لاهيا شمال غزة.
يقول المزارع حمدي مسلم (59 عاماً) إن زراعة الذرة تبدأ في منتصف شهر يناير ويتم حصادها بشهر يونيو ويستمر حتى يوليو، باعتبارهم موسم رزق للمزارعين، وينتظرونه من العام للآخر.
وأضاف مسلم في لقاء خاص، أن كمية إنتاج الذرة هذا العام وفيرة للغاية، ما تسبب بضرر للمزارعين بسبب انخفاض سعر البيع بالتزامن مع وفرة الإنتاج.
وتابع أن انتاج الذرة في هذا الموسم يزيد عن حاجة الأسواق المحلية، لذلك انخفض سعر البيع ليزداد الاقبال على شراءه محلياً.
وأشار مسلم إلى أن تكاليف زراعة الذرة تعتبر مرتفعة، لذلك يعتبر بيعها بسعر منخفض ضرر للمزارع، فلا يستطيع تغطية التكاليف الزراعية، وتحقيق الأرباح المادية المنتظرة من الموسم للآخر.
وذكر أن سعر صندوق الذرة يباع بـ 8 شيكل، بعدما كان سعره في المواسم السابقة 15 شيكل، منوهاً إلى أن دونم الزراعة يكلف 2000 شيكل، وناتج الربح من موسم الذرة هذا العام لا يتجاوز 400 شيكل.
ولفت مسلم إلى أن كمية انتاج الذرة تضاعفت عن العام السابق، بسبب مساحات الزراعة الواسعة، ففي منطقة بيت لاهيا يتم زراعة أكثر من 1000 دونم.
واستدرك "تتميز منطقة بيت لاهيا بأرضها الخصبة ومياهها الصالحة للزراعة، لذلك تعتبر من أهم المناطق الزراعية في القطاع".
وبين مسلم أن زراعة الذرة تتطلب ارتفاع في درجات الحرارة، لذلك تأخر حصاد الموسم لمدة شهر كامل، بسبب استمرار انخفاض الحرارة وبالتالي تأخر النمو.
ولفت إلى الاقبال الكبير في الأسواق المحلية على الذرة، باعتبارها فاكهة الصيف ذات الفوائد المتعددة والمذاق الطيب المتعدد الاستخدام.
وأكمل "تعد الذرة مفيدة جداً لصحة البشرة لكونها غنية بفيتامين البيتا كاروتين التي هي مضادات أكسدة قوية تعمل على الوقاية من التجاعيد وزيادة نضارة وحيوية البشرة إلى جانب احتوائها على فيتامين أ".
وتطرق مسلم إلى أن عدم إمكانية تصدير الذرة خارج القطاع، يساهم في انخفاض سعرها لكون السوق المحلي هو المنفذ الوحيد لتسويقها.
وفي سياق متصل، يقول تاجر محاصيل زراعية، محمد البراوي (30 عاماً) إنه تضرر مادياً في موسم حصاد الذرة الذي كان يعتبر موسماً للزرق.
وأضاف البراوي أن انخفاض سعر الذرة سببت خسائر مادية فادحة للمزارعين، بالتزامن مع ارتفاع سعر الأراضي والتكاليف الزراعية.
وتابع أن انخفاض أسعار الذرة سببه تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر، منوهاً إلى أنه في حال ارتفع سعر المحصول المذكور سيعزف الأغلب عن شراءه من الأسواق المحلية.
واستدك "كميات الذرة كبيرة، والوضع الاقتصادي في القطاع صعب للغاية، فبالرغم من تحديد سعر الصندوق بـ 8 شواكل، إلا أن المطالبات بتخفيض سعره في الأسواق المحلية مستمرة".
وختم البراوي حديثه بالإشارة إلى أن زيادة كمية إنتاج الذرة فرضت على المزارعين خفض الأسعار لضمان تسويقه في الأسواق المحلية بالقطاع.