بدأت معاناة محافظة سلفيت مع الاستيطان الصهيوني منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية فورا، وصولاً لبدء انشاء مستوطنة ارئيل" وهي احدى أكبر الكتل الاستيطانية التي تضم كل مقومات المدن الرئيسية، من مدارس وجامعة ومرافق خدماتية تضاهي "تل أبيب".
ويتم وصف "ارئيل" بانها الحديقة الخلفية لـ "تل أبيب" ووضع حجر الأساس لها وزير جيش الاحتلال في حينه أرئيل شارون نهاية سبعينات القرن الماضي وسميت على اسمه، وهذا يدلل على الأهمية التي تعكس التوجهات الايدولوجية لما يجري في الاراضي الفلسطينية.
ويقول الكاتب عصام بكر، إن الاحتلال أعلن قبل أيام قليلة عن مخطط قديم جديد للاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي سلفيت يشمل أكثر من 10 الاف دونم غالبيتها أراضي زراعية، وتمتد المساحة التي تقع في أراضي غرب المحافظة لمسافات شاسعة تصل الى سنيريا في محافظة قلقيلية.
ويضيف بكر في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن هذه المصادرة لصالح إقامة وتوسيع مناطق صناعية وسياحية، ووحدات استيطانية إضافة إلى طرق رابطة بين المستوطنات ومقبرة، ومنطقة صناعية جديدة، وشبكات مياه وكهرباء، وخدمات أخرى.
وأكد أن لهذا المشروع آثار تدميرية للأشجار والمزروعات والأراضي، كما أن هذا المخطط من شأنه إن تم تنفيذه فصل الضفة الغربية وسطها عن شمالها وجنوبها، وعزل عشرات القرى ومنع حرية الحركة والتنقل، لافتًا إلى أن الاستيطان في سلفيت هو نقطة ارتكاز هامة في المشروع الجاري تنفيذه.
وتابع، لو نظرنا لمنطقة ما يعرف بحاجز زعترة واتجهنا غربا فان الاستيطان يتواصل دون انقطاع بشريط عريض وواسع ملتهماً عشرات الاف الدونمات وصولاً لمدينة راس العين، وإذا انطلقنا من نفس المنطقة شرقاً اي من حاجز زعترة لوصلنا للأغوار بشريط مماثل وكلنا يعرف ايضاً الاهمية البالغة لها لأنها تعتبر السلة الغذائية للضفة الغربية.
ويختم بكر قائلًا، إن ما يجري في سلفيت يشطر الضفة الغربية الى شطرين منفصلين تماماً، وهو ما يعني بصورة أدق ان الدولة الفلسطينية الموعودة في الضفة الغربية قد اصبحت في خبر" كان"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة هي انهاء فعلي لإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات تواصل جغرافي.