خاص _ شهاب
أدان علماء وشخصيات إسلامية حادثة تدنيس وتمزيق المستوطنين الصهاينة للقرآن الكريم خلال اقتحام أحد مساجد قرية عوريف بمدينة نابلس.
وتصاعدت انتهاكات المستوطنين بصورة كبيرة في مناطق الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة، لا سيما في الأيام القليلة الماضية التي ارتكب فيها المستوطون جرائم حرق لمنازل ومركبات المواطنين وأراضيهم الزراعية.
وتهدف الجرائم الإرهابية المتواصلة التي تشنها عصابات المستوطنين بدعم وإيعاز من حكومتهم المتطرفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتدمير مقدساته وتهويد أرضه.
عدوان سافر
الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين علي قرة داغي، قال إن اعتداء عصابات المستوطنين على المساجد وحرق المصاحف في قرى مدينة نابلس عدوان سافر على الأمة.
وأكد داغي أنّ هذا الإرهاب الذي تمارسه عصابات المستوطنين، ينم عن حالة "إرهاب دولة وحرب مفتوحة تشنها العصابات بدعم وإيعاز من حكومتها المتطرفة التي تعمل على مدار اللحظة لتهجير الشعب الفلسطيني وتدمير مقدساته وتهويد أرضه".
وأوضح أن الحرب الدينية لم تتوقف للحظة، ودائما يفتعلها المستوطنون سواء في المسجد الأقصى أو بقية الأرض الفلسطينية، خاصة في ظل الحديث عن مخططات جديدة تستهدف هدم المسجد الأقصى وتهويده.
وحذر الاحتلال من مغبة استمراره في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، "فهذا سيقود لانفجار كبير، وعلى الـأمة والعالم أن يتحركوا قبل فوات الأوان".
حرب دينية
وندد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرين د.عبد الرزاق قسوم، بجرائم العصابات الاستيطانية في القرى الفلسطينية والتي تمثل آخرها في حرق مساجد والتنكيل بها وتمزيق المصاحف وحرقها في عمل وصفه بـ"العمل الإرهابي الشنيع والمدان".
وأكدّ قسّوم، أن هذه الجريمة تمثل عدوانًا فاضحًا على المقدسات الدينية، وانتهاكًا صارخًا لكل القيم الدينية في العالم.
وأوضح أنّ هذه الجريمة هي نتيجة صمت وتواطؤ من أطراف عديدة، بشرّت بما سُمي بالديانة الإبراهيمية، قائلًا "هذا الحصاد المرّ الذي يثبت أن هؤلاء شذاذ آفاق وقطاع طرق ولا يملكون أي احترام لقيم الشرائع والأديان".
وذكر أن حرق المصاحف يأتي في سياق الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني، والتي قامت في بعدها على الادعاء الديني بهذه الأرض، والتي تستهدف في جوهرها تهجير الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته دان الأب عطا الله حنا رئيس أسقف سبساطية الروم الأرثوذكس، هجوم العصابات الاستيطانية على قرى شعبنا في الضفة المحتلة، واستهداف مساجدها وحرق المصاحف فيها، معتبرا أن سياسة الاعتداء على المساجد والكنائس في فلسطين هي ضمن خطة ممنهجة تستهدف تصفية الشعب العربي الفلسطيني.
وقال حنا إنّ هذه العصابات تعمل وفق رؤية ومنهجية مدعومة من حكومة الاحتلال، ضمن مؤامرة تهدف لتفريغ الشعب الفلسطيني من حضوره وهويته وصولا لتهجيره عن أرضه وتهويدها.
وأضاف: "هذا السلوك نتيجة شعور اليمين المتطرف، بأن الوقت بات مواتيًا له لتنفيذ مخططه الاستيطاني وحسم عملية الضم لما تسمى بـ(إسرائيل الكبرى)".
وأكد حنا أن ما يخطط على الأرض يشير لرغبة في (أسرّلة) كل شيء من مقدسات وأراضي وممتلكات، في مشهد يحاكي النكبة عام 1948، مؤكدًا أن ما يحدث اليوم هو استكمال لمسلسل النكبة الذي لم يتوقف للحظة.
مشاركة الأمة
الداعية الإسلامي الشهير محمد الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، قال إن أهل الضفة يشتكون من همجية المحتلين الغداة الغاصبين الذين أحرقوا المساجد ودنّسوا المصاحف والحرائق؛ "فلا بد أن تتحرك الغيرة في شعوب هذه الأمة".
وأضاف الدوو "لا بد من الضغط على الحكام لحماية الشعب الفلسطيني، الذي يضحي بأغلى ما يملك، ولا بد من الوقوف مع إخوانكم في فلسطين".
وتابع الددو: "يجب أن تسيل دماؤكم مع دمائهم وتختلط الأشلاء، ولا بد للأمة الإسلامية من دور في المشاركة بدرء العدوان وحماية الشعب الفلسطيني".
وأكمل يقول: "يا أمتنا اتركوا بصمة.. وقد رأيتم وشاهدتم ما يحدث في الضفة الغربية، فأين مواقفكم؟ أروا الله من أنفسكم خيرا، فبادروا لدعم شعبكم الفلسطيني الأبي".
وأظهر مقطع فيديو نشر، يوم الخميس الماضي 22 يونيو، مستوطنون يقتحمون مسجدًا في قرية عوريف جنوبي نابلس، بصحبة كلب بوليسي، قبل أن يمزق أحدهم نسخة من المصحف الشريف عند باب المسجد.