قبيل قدوم عيد الأضحى المبارك، يستقبل خميس الفيري (62 عاماً) عشرات الزبائن المتوافدين إلى ورشته المتواضعة، لسن الأدوات الحادة، في مدينة غزة.
يقول الفيري في لقاء خاص، إن مهنة سن السكاكين تنشط فقط في الفترة التي تسبق عيد الأضحى، بسبب حرص الجزارين والأشخاص على حدة الأداة المستخدمة في ذبح الأضاحي.
وأضاف أنه اليوم بدأ موسم العيد والعمل بداخل ورشته، بعد أن امتلأ المكان بعشرات الزبائن وتعالت صوت الآلات وسن السكاكين.
وتابع الفيري أنه ورث هذه المهنة من والده، وحرص على توريثها لأبنائه حيث أصبحوا يد العون له بداخل ورشته المتواضعة، التي وفرت لهم فرصة عمل بالتزامن مع الانتشار الكبير للبطالة في القطاع.
وأوضح أن مهنة سن الأدوات الحادة يدوياً تعتبر من المهن القديمة التي أوشكت على الاندثار، نظراً لاستخدام العديد من المحلات للأجهزة الحديثة لتحقيق ذات الهدف.
واستدرك "على الرغم من جودة الآلات اليدوية لسن السكاكين، إلا أنها تعتبر من المهن المتعبة جسدياً لكونها تعتمد على حركة اليدين وتحتاج إلى تركيز عالي ودقة في العمل".
ونبه الفيري إلى أن استخدام الآلات الكهربائية الحديثة في سن الأدوات الحادة تعتبر أفضل، لكونها توفر الوقت والجهد، وآلية عملها تشبه الدراجات الهوائية، فهي تعتمد على حركة الأقدام فقط.
ويعتبر أن سن الأدوات الحادة يدوياً فن يحتاج إلى تعلم وإتقان، فهذه المهنة لا يستطيع الجميع امتهانها.
وأشار الفيري إلى أن هذه المهنة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعيد الأضحى، وعدا ذلك تكون الحركة بداخل الورشة شبه معدومة، لذلك ينتظر هذا الموسم لزيادة الربح.
ولفت إلى ثبات وتواضع أسعار سن الأدوات الحادة منذ عشرات السنين، حيث يتم سن السكاكين مقابل 2 شيكل، والبلطة "الفأس" والمقص بـ 3 شيكل.
الفأس هي آلة ذات يد خشبية وسن عريضة من الحديد، تُستعمل للحفر والعزق والقطع، تستخدم للتحطيب وتقطيع أغصان الأشجار، قديمًا استخدمت الفأس سلاحًا في الحروب.
ونوه إلى خطورة مهنة سن السكاكين، فالآلات تعمل بواسطة الحجر، ومن المحتمل انفجاره في أي لحظة خلال العمل.
وأكمل "جميع أبنائي تعرضوا لجروح ما بين متوسطة إلى طفيفة خلال عملهم في مهنة سن السكاكين، لذلك من شروط العمل بها التركيز العالي والاتقان لتجنب الحوادث".
ويأمل الفيري أن تكون هذه الفترة موسم رزق عليه، فالجميع يذهب لسن الأدوات الحادة بداخل ورشته التي أصبحت علماً في المنطقة التي تقع بها.