شهاب – تقرير خاص
أقام عشرات المسلحين التابعين لحركة فتح في الآونة الأخيرة مؤتمرات صحفية بالضفة، وسط إطلاق كثيف للنيران في الهواء، على خلفية ما أسموه الاعتداء على قيادة الحركة وطردهم من مخيم جنين.
وتساءل العديد من الكتاب والمراقبين عن سبب عقد هذه المؤتمرات، في الوقت الذي غابوا فيه عن المجازر التي ارتكبها الاحتلال في جنين ونابلس، وحرق حوارة وترمسعيا، ورمي التهم على حركة حماس، في حين أن الذين قاموا بطرد العالول والوفد المرافق هم أشخاص محسوبون على حركة فتح.
حملة تحريض تقودها فتح
وقالت الكاتبة لمى خاطر، "ما الذي تستفيده حركة فتح عمليًا من حملة التحريض المشهودة التي تديرها ضد حركة حماس، عبر أجهزتها الأمنية في الضفة وجميع وسائلها الإعلامية؟".
وأضافت خاطر لـ شهاب، "هذه الحملة تشتد وتتسع كلما اشتد ساعد حركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في مواجهة المحتل".
وترى أن ما يجري هو تحريض وتعبئة حاقدة وتهديد صريح بالقتل، دون حياء أو اكتراث، ودون أن تتدخل القيادة السياسية للحركة للجم المنفلتين، وكأن هذه السياسة مقصودة وتمثل جميع أوساط السلطة وقيادة فتح.
وتلفت خاطر إلى أن "العربدة والانفلات هي سلاح المفلسين، ومثلها التحريض الأعمى والتهديدات المتطايرة مع الرصاص الجبان، وفوق كل هذا، فتلك أساليب رثة عفا عليها الزمن، والتشبث بها لن يزيدكم إلا تراجعًا وانحدارًا".
بدوره، يقول القيادي في حركة حماس محمد حمدان من رام الله، إن "بعض الشخصيات العتيقة التي تربت على نهج الزعرنة والذي كان سائدا في القرن الماضي، لم تدرك أننا في القرن الواحد والعشرين، عصر ما بعد الحداثة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ألغت الحدود والكثير من القيود".
وأضاف حمدان لـ"شهاب"، "أصبح تأثير طفل يحمل هاتف نقال أكبر من تأثير خطيب مفوه، وأصبحت هذه الأجهزة تسجل كل شاردة وواردة وتعرضها أمام العالم في دقائق، ولذلك أصبح حبل الكذب قصير ومن كان لديه عجوز من عواجيز القرن الماضي فليفهمه الوضع وإن لم يفهم فليحجر عليه".
افتعال النزاعات
من جهته، قال الكاتب ياسين عز الدين، إن تعمد السلطة افتعال النزاعات الداخلية حتى تواصل سيطرتها على الضفة الغربية، وتبقي الجبهة في مواجهة الاحتلال هادئة.
ويضيف عز الدين لـ"شهاب"، تعتمد السلطة في استمراريتها على تحريض أنصار حركة فتح على خصوم السلطة وجعلها قضيتهم الرئيسية، وبالأخص حركة حماس واستحضار أحداث الانقسام في غزة.
ويؤكد أن السلطة تخدم بذلك أكثر من هدف، وأهمها أن تحافظ على تماسك حركة فتح بوجود هدف موحد يلتفون حوله (أي مواجهة حماس وغيرها من الخصوم الداخليين)، وتشتيت العمل المقاوم في الضفة وانهاكه في هذه الصراعات الداخلية، وهكذا تكون السلطة وفت بالتزامها للاحتلال ببقاء الضفة هادئة على هذا الصعيد.
وتابع عز الدين، تهدف تلك التصرفات أيضًا لإخافة الناس الذين يغردون خارج إطار السلطة وفتح وإرهابهم، و"لهذا تستخدم المسلحين والزعران في مثل هذه الأوقات حتى ينسى الناس مساءلة السلطة عن تقصيرها بتحويل كل المشاكل إلى مناكفات حزبية وتراشق بين الفصائل".
ويشير إلى أن هذه الأساليب لم تنفع كثيرًا مع حالة الوحدة الوطنية في جنين والحالة الوطنية العارمة التي تجتاح الضفة هذه الأيام، وغضب الناس المتراكم تجاه السلطة، و"لهذا هي تحاول تكثيف استخدام هذه الأساليب بشكل أكبر معتقدةً أن ذلك سيعوض عدم انجرار الناس خلف هذه المواضيع المفتعلة"