شهاب – تقرير خاص
مع تحويل المعتقلين أحمد خصيب وجهاد وهدان وأحمد هريش وقبلهم الأسير خالد نوابيت، من رام الله، للاعتقال الإداري في سجون الاحتلال لمدة ستة أشهر، تكتمل حلقات مسلسل الأكاذيب التي ساقتها أجهزة أمن السلطة في تبرير اعتقالهم.
واعتقلت أجهزة أمن السلطة الشبان الأربعة على خلفية انفجار وقع في منجرة بمنطقة بيتونيا برام الله، قبل عامين، ونقلتهم لمسلخ سجن أريحا وتعرضوا لتحقيق عنيف وقاس، خاضوا خلاله إضرابا مفتوحا عن الطعام.
وكشف أحد الشبان الذين تم استجوابهم في هذه القضية، وأفرج عنه بعد فترة من التحقيق، أن أجهزة السلطة كانت تريد إجبارهم على الاعتراف بما تريد مقابل الإفراج عنهم، والإثبات أن ما جرى أو ما كانت هي تتخيل وجوده، بأنه يستهدف مقرات السلطة.
وأضاف لـ"شهاب"، "بسبب ذلك تعرضنا لتحقيق قاس جدا في رام الله وبعدها في أريحا، من أجل الحصول على مبتغاهم في تصديق الأكاذيب التي لفقوها ولم يصدقها أحد، ووصل بهم الحال أن يعرضوا على بعضنا الافراج مقابل الاعتراف لتوريط الشباب الآخرين".
وأكد الشاب وهو أسير محرر، أنه وفور الإفراج عنه اعتقلته قوات الاحتلال، وتم تحويله لمركز تحقيق "بيتاح تيكفا" في الداخل الفلسطيني المحتل، وتم استجوابه على نفس المواد والأوراق التي تم استجوابه بسببها لدى السلطة.
ولفت إلا أن نفس المعلومات التي أدلى بها وجدها لدى المحققين مع باقي كل التفاصيل والتي أوردها هو بلسانه، وجميعها تؤكد أنه جرى جمع ما حصل معهم بالحرف من أجهزة السلطة لأجهزة الاحتلال.
ونوه الشاب أنه "وبسبب هذه التفاصيل تم تحويله للاعتقال الإداري، لأن الاحتلال لا يستطيع تقديم الملفات التي بحوزته ومصدرها أمام المحاميين والرأي العام، لذلك تم تحويلنا لهذا الاعتقال دون تهمة أو بنود مفصله عن السبب".
بدورها، قالت أسماء هريش شقيقة الأسير أحمد هريش، وهو المعتقل الرئيسي في قضية "منجرة بيتونيا"، بأن شقيقها يعاني من سياسة الباب الدوار منذ أكثر من عشرة أعوام على يد أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال، وما جرى مؤخرا يضيف حلقة جديدة على مسلسل هذه المعاناة المتواصلة.
وأضافت هريش لـ"شهاب"، و"هذه لم تكن معاناة أحمد وحده إنما معاناتنا كعائلة بأكملها، منذ وصول السلطة للضفة ونحن نعاني من هذه السياسية التي تؤلمنا وتقلقنا وتذهب النوم من أعيننا، ولأكثر من مره يعتقل والدي لدى الاحتلال وشقيقي محمود يكون معتقلا لدى السلطة".
وأكدت أن المعتقل السابق في القضية منذر رحيب أعادت السلطة اعتقاله ولا يزال معتقلا في سجونها حتى اللحظة، وذلك بعد اعتقاله في شهر رمضان المبارك، وحاولت السلطة في ذات الشهر إعادة اعتقال شقيقها أحمد ولكنه رفض تسليم نفسه لهم بسبب التعذيب الشديد الذي عاناه في سجونها.
وختمت هريش قائلة، إن "الاحتلال بعد فترة من بحث السلطة عن شقيقها أحمد، قام باعتقال أفراد من العائلة للضغط علينا من أجل تسليم أحمد نفسه لهم، وهذا ما جرى وتم تحويله للتحقيق في مركز تحقيق عوفر لأكثر من أربعين يوما".
من جهتها، قالت مجموعة محامون من أجل العدالة إنه الاحتلال حول الأسرى أحمد هريش وأحمد خصيب وجهاد وهدان، للاعتقال الإداري، ولا زالت السلطة تحاكمهم أمام محكمة جنايات رام الله فيما يعرف بقضية منجرة بيتونيا، تعرضوا خلالها للتعذيب.
وقالت المجموعة إن محكمة الاحتلال العسكرية أصدرت في وقتٍ سابق بحق المعتقل خالد نوابيت أحكاماً بالاعتقال الاداري لمرتين متتاليتين، بعد الافراج عنه من سجن بيتونيا على خلفية قضية المنجرة، ووصفت ما يجري بأنه سياسة الباب الدوار.