مع مرور أعوام على معركة العصف المأكول التي رسمت طريق التحرير، سيكتب التاريخ بمداد من ذهب تفاصيل العميات البطولية التي نفذتها وحدة النخبة القسامية خلف خطوط العدو، انطلاقاً من زيكيم مروراً بصوفا وأبو مطيبق وموقع 16 وانتهاءً بناحل عوز، والتي قتل وأصيب خلالها عدد من ضباط وجنود الاحتلال، ومرغ القسام فيها أنف الاحتلال في التراب.
وفي ذكرى عملية القسام في موقع أبو مطيبق العسكري، نشر موقع القسام مجدداً التفاصيل الدقيقة للعملية، وسرد القصة الكاملة لما فعلته نخبة القسام بضباط وجنود الاحتلال داخل الموقع العسكري، وكيف تمكنت من إبادة دوريةٍ عسكريةٍ، وقتل الجنود من مسافة صفر.
تفاصيل العملية
في يوم التاسع عشر من شهر يوليو لعام ألفين وأربعة عشر، تمكن 12 مجاهدًا من كتائب القسام، من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو عبر نفق أعد مسبقاً، يصل الى منطقة "الأحراش" خلف موقع أبو مطيبق العسكري والذي يعد موقع استطلاعٍ ومشاغلة.
انقسم المجاهدون إلى 4 زمر، في كل زمرةٍ ثلاثة مجاهدين، فكانت زمرة الهندسة لتخريب ومشاغلة العدو وهدفها الوصول إلى الموقع واقتحامه من الخلف لتفخيخه وانتظار الانتهاء من الجزء الآخر في الخطة، وزمرتي الدروع لعمل كمين تدمير وإجهاز إلى داخل أراضينا المحتلة (الجزء الآخر) وهدفها أن تكمن لدورية جيباتٍ تحمل قادةً عسكرين والاشتباك معهم والإجهاز عليهم.
تحركت المجموعة المكونة من زمرتي الدروع إلى نقطة عمل الكمين على الشارع الثالث وقاموا بعمل كمين لهذه الدورية، واستمر المجاهدون قرابة الـ 6 ساعات في انتظار دخول الدورية، وبشكل مفاجئ تغير مسار الدورية وتحركت لتدخل إلى شارع ترابي بين الأحراش الشجرية، ووصلت إشارة من غرفة العمليات للمجاهدين، تعلمهم بتغير مسار الدورية، وفي سباق مع الوقت استطاع المجاهدون الوصول إلى المكان الجديد لسير الدورية.
لحظة البدأ
وصلت الدورية العسكرية الصهيونية والمكونة من ثلاثة جيبات (جيب عسكري في المقدمة وجيبين آخرين من نوع ميستوبيشي ومرسيدس وهم جيبات لقادة عسكريين من اللواء المدرع 188)، وعلى الفور أطلق المجاهدون قذيفة من نوع تاندم عيار 105mm على الجيب الأول وفتحوا النار عليه من سلاح PKC، وهنا فقد الجيب السيطرة وخرج عن مساره ليدخل إلى الأحراش.
استمرت المجموعة بإطلاق القذائف على الجيب الثاني والثالث، وفي هذه اللحظات نزل أحد الجنود المصابين من الجيب الثاني وكذلك ثلاثة أخرون من الجيب الثالث، أحدهم استطاع الوصول إلى ساتر بعيد عن رؤية المجاهدين، وعند التفاف 3 مجاهدين حول الجيبات ليقوموا بالإجهاز على من تبقي، اشتبكوا مع الجندي ما أدى إلى استشهاد أحدهم وهو المجاهد/ أحمد نظمي سعدة وإصابة مجاهد آخر، فيما استشهد بعد أيام أحد المنفذين الشهيد حسن الخميسي إثر قصف مدفعي صهيوني شرق المغازي، وفي وقت لاحق وبعد أعوام من العملية توفي المجاهد أحمد جهاد أبو معيلق إثر مرض ألم به، وهو أيضا أحد أبطال العملية .
من نقطة صفر
تمكن مجاهد الدروع من تحديد مكان الجندي، فأطلق قذيفة RPG مضادة للأفراد باتجاهه، أدت إلى تمزيقه أشلاء، وعلى الفور استكمل مجاهد الإجهاز مهمته وأجهز على الجنود المصابين من نقطة صفر، وقد قام برفع خوذة أحدهم بفوهة البندقية وأطلق النار على رأسه مباشرة.
وعلى التوازي دخل مجاهدو الدروع إلى الجيب الثاني وأجهزوا على من فيه بعد أن شاهدوا جنديين متفحمين من أثر قذائف الـ RPG، كما تمكنوا من الإجهاز على الجندي الثالث الذي اختبأ بجوار الجيب، فيما تحدث مجاهد الإجهاز عن مقتل جنديين داخل الجيب الثالث من قذائف الـ RPG وأكد إجهازه على جنديين أحدهما يحمل رتبه عسكرية كبيرة.
وبهذا تكون حصيلة العملية مقتل 7 جنود ثامنهم الجندي الذي تم استهدافه بالأحراش بقذيفة RPG، كما غنم المجاهدون قطعتي سلاح من نوع M16، وتحمل البندقية الأولى الرقم (9411130) فيما تحمل البندقية الثانية الرقم (9410759).
كما أتمت مجموعة التخريب مهمتها بنجاح، بتدمير أجهزة الموقع العسكري، إضافة الى إطلاق النار على جيب رابع حاول الوصول إلى مسرح العملية، إلا أنه توقف وعاد أدراجه، واستطاع المجاهدون الانسحاب من الموقع العسكري والعودة إلى قواعدهم، كما كان واضحاً في الفيديو الذي حصلت عليه كتائب القسام والذي يظهر انسحاب المجاهدين وتخيطيهم للخط الزائل وهم يحملون الأسلحة التي غنموها.
وبذلك تكون كتائب القسام قد كشفت عن جزءٍ من فصول العزة والبطولة، التي سطرتها وحدة النخبة، وجعلت من خلالها للصفر قيمة، فقهرت وأذلت ضباط العدو وجنوده.