الذكاء الاصطناعي ما هو وكيف نشأ؟
الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو مجال يهتم بتطوير الأنظمة والبرامج التي تتمتع بالقدرة على تنفيذ مهام تشابه مهام الذكاء البشري. يهدف الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء أجهزة وبرامج تكون قادرة على التعلم والتفكير واتخاذ القرارات بصورة مستقلة، مما يتيح لها التكيف مع المواقف وحل المشكلات بشكل ذكي.
تاريخ الذكاء الاصطناعي يعود إلى عقود مضت، حيث بدأت الأبحاث والتجارب في هذا المجال في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، شهد الذكاء الاصطناعي تطورات هائلة وتحولات جذرية.
في البداية، كان الهدف الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو برمجة الأنظمة لتنفيذ مهام محددة ومعينة، مثل حل المسائل الرياضية المعقدة والشطرنج. ومع مرور الوقت، تم تطوير تقنيات تمكن الأجهزة من التعلم من البيانات وتحسين أداءها تلقائياً، وهو ما يُعرف بالتعلم الآلي (Machine Learning).
مع تقدم التكنولوجيا وزيادة قوة المعالجات وتوفر كميات هائلة من البيانات، تم تطوير تقنيات أكثر تطوراً تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks). تمثل هذه الشبكات محاكاة للشبكات العصبية في الدماغ البشري، حيث يتم تدريبها على البيانات لتعلم الأنماط والقواعد والعلاقات بينها. ومن هنا نشأ مفهوم "التعلم العميق" (Deep Learning)، الذي يستخدم في العديد من التطبيقات مثل التعرف على الصوت والصورة وترجمة اللغات.
الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا حاسمًا في الاقتصاد ويؤثر على العديد من جوانبه.
هنا بعض الطرق التي يترابط فيها الذكاء الاصطناعي بمجال الاقتصاد.
- التحليل والتنبؤ: الذي يتعلق بتحليل البيانات الاقتصادية والمالية، وذلك لتوفير توقعات دقيقة وتنبؤات للأسواق المالية والاتجاهات الاقتصادية المستقبلية. يمكن أن تساعد هذه التوقعات الشركات والمستثمرين على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة وتقليل المخاطر المالية.
- التسويق والاعلان: تحليل سلوك المستهلكين وتفضيلاتهم لتوجيه الحملات بفعالية. ويمكن للأنظمة الذكية تحليل البيانات الضخمة وتقديم اقتراحات مخصصة وتجربة مستخدم فريدة، مما يعزز نجاح الجهود التسويقية وزيادة حجم المبيعات.
- تحسين عمليات الإنتاج والإدارة: من خلال تحليل البيانات وتحديد الأنماط والتحسينات الممكنة. يتم استخدام الروبوتات الذكية والتلقائية في خطوط الإنتاج لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء.
- تحسين خدمة العملاء والدعم: يمكن للذكاء الاصطناعي استخدامه في تحسين خدمة العملاء من خلال استخدام أنظمة الدعم الذاتي والروبوتات الاستجابة التلقائية. يتمكن البرامج الذكية من التعامل مع استفسارات العملاء وتوجيههم بكفاءة، مما يقلل من وقت الانتظار ويحسن تجربة العملاء.
- مكافحة الاحتيال والتحليل المهني: يتم استخدام التعلم الآلي في الكشف عن الاحتيال المالي والاقتصادي من خلال تحليل البيانات وكشف أنماط غير عادية أو مشابهة للأعمال الاحتيالية. يمكن أيضًا استخدام التعلم الآلي في التحليل المالي واتخاذ قرارات استثمار ذكية.
يوجد بعض الأمثلة على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي في مجال الاقتصاد. يمكن للتطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي أن تتطور وتتقدم في مجال الاقتصاد، وذلك بما يسهم في تحقيق تقدم وتحسينات إضافية في الأداء الاقتصادي واتخاذ القرارات.
دخول الذكاء الاصطناعي لمجال الطب!
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين التشخيص الطبي وتطوير الرعاية الصحية بشكل عام.
- الدور الطبي للذكاء الاصطناعي يكمن في مساعدة الأطباء في تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض بدقة أعلى. بفضل الأنظمة الذكية، يُمكن تحليل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وكشف الأمراض المبكرة وتشخيص الأعراض المرضية.
- العلاج الشخصي: يتمكن الذكاء الاصطناعي من مساعدة في تحديد خطة علاجية مثالية للمرضى. من خلال تحليل البيانات الشخصية للمريض والمعلومات الطبية، يتمكن الأنظمة الذكية من تقديم خيارات علاجية مُخصصة وفقًا لاحتياجات كل مريض.
- يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعد في تطوير تطبيقات وأجهزة صحية للرعاية الذاتية والصحة العامة، التي تتيح للأفراد رصد حالتهم الصحية بشكل مستمر واتخاذ التدابير الاحترازية.
- يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تقدم استشارات وتوجيهات صحية شخصية، وتذكيرات للمستخدمين بأفضل الممارسات الصحية وإدارة الأمراض المزمنة.
- البحوث الطبية: يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المعلومات الطبية الضخمة وتسريع عمليات الأبحاث العلمية. يمكن للأنظمة الذكية التعرف على الأنماط والاتجاهات والعوامل المؤثرة في الأمراض، مما يمكن الباحثين من اكتشاف معلومات طبية جديدة وتحسين العلاجات.
- الروبوتات الجراحية: تستخدم الروبوتات التي تحتوي على الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية التي تتطلب دقة وتعقيدًا. يمكن للروبوتات التحكم في الحركات الدقيقة وتحسين دقة العمليات الجراحية، مما يقلل من المخاطر ويحسن نتائج العملية الجراحية.
في مجال الطب، يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور ومن المتوقع ظهور المزيد من التطبيقات الابتكارية في المستقبل.
عندما نتحدث عن خطورة الذكاء الاصطناعي، يجب أن نأخذ في الاعتبار بعض التحديات والمخاطر المحتملة.
- ضياع فرص العمل: قد يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة في تقليص فرص العمل للبشر في بعض المجالات. يمكن للأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تحل محل بعض المهام التي كانت تقوم بها البشر، مسببة تناقص فرص التوظيف في هذه القطاعات. مع ذلك، يمكن أن يعمق الذكاء الاصطناعي أيضًا وظائف جديدة وفرص عمل في المجالات الجديدة التي تنشأ بفضل تطوير التكنولوجيا.
- قضايا الأمن والخصوصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تجميع وتحليل كميات ضخمة من المعلومات الشخصية، وهذا يثير شوائب بشأن سلامة المعلومات وحرمانها. من الضروري وضع قوانين وسياسات صارمة لحماية هذه البيانات ومنع الاستغلال السيئ أو التسلل إليها.
- التأثير الاجتماعي والاقتصادي: قد يكون لدخول الذكاء الاصطناعي تأثير على النظام الاجتماعي والاقتصادي. قد يؤدي إلى زيادة الفوارق بين الأفراد الذين لديهم وصول ومهارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي وبين الأشخاص الذين لا يمتلكون ذلك الوصول.
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.
الاستغناء عن البشر والاعتماد على الذكاء الاصطناعي!؟
حذر خبير في
استغناء البشر هو مصطلح يشير إلى استبدال العمل البشري بالأتمتة والذكاء الاصطناعي.
وفي الواقع، الاستغناء عن البشر هو مشكلة اقتصادية واجتماعية تعتبر مناقشة مستمرة في ظل تقدم التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
يمكن أن يؤدي التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والأتمتة إلى احتمالية استبدال بعض وظائف البشر بالروبوتات والبرمجيات الذكية.
قد تتأثر فرص العمل للبشر في بعض الصناعات والوظائف التي يمكن أن تتمتع بالأتمتة بسهولة، مثل التصنيع والخدمات الاستهلاكية.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى استبدال البشر بشكل كلي في جميع المجالات.
ففي بعض الصناعات، تحتاج الأنظمة الذكية إلى التعاون مع البشر لتحقيق أقصى فائدة وكفاءة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون شريكًا للبشر ومساعدًا في تحسين أداء الأعمال وتحقيق المزيد من التقدم.
من الجانب الاجتماعي، يمكن لاستبدال البشر بالأتمتة أن يثير قلقًا حول فقدان الوظائف وارتفاع معدلات البطالة.
و يجب على المجتمعات أن تبحث في تطوير تحويلات وبرامج لتأهيل العمال المتأثرين وتوفير فرص جديدة للعمل في مجالات مبتكرة ومتنوعة.
لذلك، من المهم أن نتبنى منهجية متوازنة تجاه الذكاء الاصطناعي، تجمع بين تحقيق الفوائد الاقتصادية والتقنية وحماية حقوق العمال وتعزيز التنمية المستدامة.
يتطلب ذلك تنسيقاً بين الحكومات والشركات والمؤسسات والمجتمعات لتطوير استراتيجيات تحاكي التطور التكنولوجي وتعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للجميع.
شات جي بي تي (ChatGpt)https://chat.openai.com/?model=text-davinci-002-render-sha) أشهر محاكي للذكاء الاصطناعي:
ماسك قد وصف "تشات جي بي تي" بأنه ذكاء اصطناعي مرعب، فما هو بالضبط هذا الذكاء الاصطناعي؟
لفت الروبوت "الدردشة" الجديد المعروف أيضًا بـ "chatbot" والمسمى "تشات جي بي تي" (ChatGPT) انتباه عشاق التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم منذ إطلاقه للاستخدام المجاني في نهاية نوفمبر.
ومنذ ذلك الحين، استخدمه الملايين من المستخدمين، ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه أفضل منتج من هذا النوع تم إصداره على الإطلاق.
ما هو تطبيق دردشة جي بي تي؟ ما هي قدراته وكيف يعمل؟
تم تطوير تقنية الدردشة الذكية جي بي تي بواسطة شركة البحوث في الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" في مدينة سان فرانسيسكو.
تتم إدارة الشركة بواسطة سام أولتمان، ومن بين الشركات المؤيدة لها توجد شركة مايكروسوفت والملهمة في مجال التكنولوجيا إيلون ماسك.
يتكون الذكاء الاصطناعي المستخدم في جي بي تي من روبوت أو برنامج يتفاعل مع المستخدم ويقدم أجوبة مفصلة على الأسئلة التي يُطرحها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يتذكر جميع الأسئلة التي تمت طرحها في الماضي خلال الحوار، تعاملاً كأنه يتحدث مع إنسان آخر.
كما يُسمح للمستخدم بتعديل الأخطاء التي ارتكبها ويعتذر عن تلك الأخطاء.
وتقوم الشركة بتدريب هذا النموذج من خلال استخدام كميات كبيرة من المعلومات المتاحة على الإنترنت ومصادر أخرى عامة.
يستطيع الذكاء الاصطناعي إنتاج نصوص تشبه نصوص البشر من خلال تحليل كمية كبيرة من البيانات، بما في ذلك الحوارات والمحادثات بين البشر، ويعمل بطريقة تشبه الدماغ البشري.
على الرغم من أن فكرة الروبوت المحادث أو برنامج الدردشة الآلي ليست جديدة، إلا أن ميزة شات جي بي تي الفريدة تكمن في قدرته العالية والفورية على تبسيط المفاهيم المعقدة بكلمات بسيطة، وإنتاج المحتوى بدون نسخ مباشرة من مصادر أخرى وما زال تطور شات جي بي تي مستمر، من أن استبدال الإنسان بهذا المجال قد يهدد مستقبل الإنسان على كوكب الأرض، وربما يقضي على البشرية بنسبة 50 %.
- في المستقبل، من المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي تطورات أكبر وتحولات أكثر تعقيداً.
- قد يتم تطوير أنظمة أكثر قدرة على التفاعل مع البيئة والتفاهم اللغوي الطبيعي، مما يمكنها من فهمنا بشكل أفضل والتكيف معنا.
- كما قد يشهد الذكاء الاصطناعي تطبيقات جديدة في المجالات الاجتماعية والتعليمية والفنية.ك