على مساحة تقدر ب1.6 مليون دونماً تمتد الأغوار الفلسطينية المحتلة، لتشكّل ما يقارب 30٪ من مساحة الضفّة الغربيّة.
صنفت اتفاقية أوسلو نحو 90% من أراضي الأغوار مناطق (سي) الخاضعة لسيطرة الاحتلال الذي أقام مستوطنات ومواقع عسكرية فيها وسلب أرضها الخصبة وماؤها الوفير.
مساحتها الواسعة وقلة عدد السكان، جعلتها خاصرة ضعيفة للاحتلال ومكنت المقاومين في الضفة الغربية من تنفيذ عدة عمليات نوعية، والانسحاب بعدها بسلام.
وإلى جانب عشرات العمليات التي نفذها أبطال القسام والمقاومة في الأغوار طوال السنوات الماضية، أكدت العمليات التي نفذت مؤخراً أهمية المنطقة وخصوبتها للعمل المقاوم وهدير الرصاص.
ففي 4 سبتمبر 2022، نفذ الأسير ماهر تركمان من جنين برفقة ابنه محمد وابن أخيه أحمد عملية نوعية بإطلاق النار ومحاولة إحراق حافلة لجنود الاحتلال أسفرت عن إصابة 6 منهم.
تمكن ماهر تركمان من الانسحاب من المنطقة، واحتضنته جنين لمدة 9 أشهر قبل أن تعتقله قوات الاحتلال.
وفي 30 من أكتوبر 2022 أصيب 5 جنود ومستوطنين في عملية دهس مزدوجة بالأغوار المحتلة، نفذها المقدسي بركات موسى عودة (49 عامًا) من بلدة العيزرية.
ونفذت العملية في موقعين مختلفين على مفترق النبي موسى حيث أصيب جنديان، وشمال البحر الميت حيث أصيب ثلاثة آخرون.
ضربات قسامية
بتاريخ 7 ابريل 2023، نفذ القساميان حسن قطناني ومعاذ المصري، عملية إطلاق نار بطولية على شارع رقم 58 في الأغوار أسفرت عن مقتل ثلاث مستوطنات.
وبعد أسابيع من المطاردة، حاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنزل الذي تواجد فيها المجاهدان المصري وقطناني برفقة إبراهيم جبرين في نابلس، ليرتقوا على إثرها شهداء مقبلين غير مدبرين.
عملية إطلاق أخرى نفذتها المقاومة بإطلاق النار صوب حاجز عسكري للاحتلال الإسرائيلي في الأغوار الفلسطينية.
وأطلق مقاومون الرصاص المكثف تجاه حاجز الحمرا، ورغم استنفار قوات الاحتلال إلا أن المقاومين تمكنوا من استهداف الحاجز مرة أخرى خلال ساعات.
وفي 2 من أغسطس الجاري أصيب مستوطنان بعملية إطلاق نار نفذها مقاومون قرب حاجز الحمراء في الأغوار.
وأطلق مقاومون النار من مركبة مسرعةٍ صوب مركبة للمستوطنين، قبل أن ينسحبوا من مكان العملية.
تاريخ مقاوم
ولطالما كانت الأغوار على اتساعها قبلة للمجاهدين في تنفيذ عمليات بطولية نوعية أرّقت الاحتلال، رغم ما تشهده من تشديدات أمنية وعسكرية كبيرة لتأمين المستوطنات الممتدة على الأراضي الفلسطينية.
ومنذ تأسيسها نفذت كتائب القسام عدة عمليات نوعية في الأغوار، كالتي نفذها المجاهد الأسير محمد بشارات من بلدة طمون قرب مغتصبة “الحمرا” عام 1990، حيث قتل مستوطناً ثم انسحب بعد اغتنامه لسلاح أحد المستوطنين.
وفي عام 1993 جهز المهندس القائد يحيى عياش سيارة مفخخة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية، وبعد عدة عمليات رصد واستطلاع، اختار مقهى "فيلج إن" الذي يعج عادة بجنود الاحتلال، ويقع في على بعد (15) كيلو متر من نهر الأردن.
وعام 1993 فجر المجاهد القسامي ساهر حمد الله تمام من مدينة نابلس، سيارته المفخخة في ساحة مقهى "فيلج إن" في مستوطنة "ميحولا" القريبة من منطقة " عين البيضاء"، فأوضع عشرات الجنود بين قتيل وجريح.
وعام 2002 اقتحم الشهيد محمد زياد الخليلي من نابلس والأسير المحرر سعيد بشارات والأسير ناجي بشارات من طمون، مستوطنة " الحمرا " في الأغوار ونفذا عملية أدت لمقتل أربعة جنود ومستوطنين إصابة أربعة آخرين.
بعد ذلك بشهر واحد، أغار المجاهدان القساميان الشهيد أحمد علي عتيق، والشهيد صالح محمد كميل من جنين، على معسكر "تياسير" العسكري الإسرائيلي وتمكنا من الوصول إلى خيمة القيادة، وقتل ضابط إسرائيلي وجرح ثلاثة جنود آخرين، قبل أن يستشهدا.
وفي عام 2013؛ نفّذ الأسيران عودة فريد حروب وبشير أحمد حروب بتاريخ 11/10/2013 عملية بطولية ضد جنود الاحتلال في مستوطنة "هبكعاه" في الأغوار، وقتل خلالها الضابط الإسرائيلي "يايا عوفر".
وفي عام 2015؛ استشهد الفدائي المقاوم حماد جمعة رومانين، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار بطولية على حاجز الحمرا في الأغوار الفلسطينية.